رجل مـن زمـن الثائرين / مذكرات العقيد الركن هادي خماس/ الحلقة١٦

      

رجل مـن زمـن الثائرين / مذكرات العقيد الركن هادي خماس مدير الأستخبارات العسكرية الأسبق/ الحلقة ١٦

     

   

 

حركة 15 أيلول 1965:

      

لقد اقتنع عارف القيام بالحركة وقد كانت قناعته مهزوزة تتجاذبها عدة عوامل واعتبارات من جهة إن الرئيس ائتمنه وسافر ومن جهة أنه وعد سعيد صليبي بإعطاء ثلاثة أشهر مهلة للرئيس لإصلاح الوضع السياسي واهم من كل ذلك الضغط القاسي الذي مارسه الضباط للقيام بحركة التغيير.
وفي مساء يوم 14 أيلول أرسلنا المقدم الركن رشيد محسن مدير الأمن العام لزيارة الأخ صبحي عبد الحميد والتشاور معه وإخباره بموافقة العميد عارف عبد الرزاق القيام بالحركة وناقشناه بتفاصيل خطة الحركة، وكانت آراؤه مطابقة كل التطابق ما كنا نفكر به. ووضعت الخطة التي كانت في غاية البساطة بعيدة كل البعد عن إراقة الدماء، وكان تقديرنا مضمون النجاح لأن القائمين على تنفيذ الحركة هم من قمة السلطة. وأوامرهم واجبة التنفيذ دون نقاش وهم.
العميد الركن الطيار عارف عبد الرزاق :

رئيس الوزراء ، وزير الدفاع ، قائد القوة الجوية ، نائب الرئيس عبد السلام محمد عارف الموجود في المغرب .
محمد مجيد آمر كلية الأركان .
هادي خماس مدير الاستخبارات العسكرية.
رشيد محسن مدير الأمن العام .
عرفان عبد القادر آمر الكلية العسكرية وموجوده من الطلاب ما يعادل لواء مشاة مدرب.
نهاد فخري مدير المخابرة والمسؤول عن الاتصالات ومرسلات أبي غريب ، وهذه المناصب كفيلة بنجاح الحركة دون مشقة أو عناء.. ولكن!!
خطة الحركة:
تتلخص الخطة التي اتُّفق عليها في الآتي:

              


1. يستدعي العميد عارف صباح يوم التنفيذ كلا من سعيد صليبي وحميد قادر الذي عينه عارف مديراً للشرطة العام وبشير الطالب قائد الحرس الجمهوري وإبراهيم الداود إلى مجلس الوزراء لوضع خطة أمن بغداد وذلك للحفاظ على الأمن في غياب رئيس الجمهورية خارج القطر.
2. تدخل قوة مسلحة سبق تسليحها وتكليفها بالدخول إلى مقر الاجتماع وإلقاء القبض على المجتمعين وحجزهم حجزا احترازيا ويطلق سراحهم بعد نجاح الحركة. ويعينون بالمناصب التي يريدونها خارج القطر.
3. تنذر قطعات بغداد.. وسبب إنذارها مقبول وذلك لغياب السيد الرئيس خارج الوطن.
4. تنفذ الخطة في الساعة 1200 من يوم الخميس 15 أيلول 1965.
5. يذهب السيد رئيس الوزراء ومن يرافقه إلى دار الإذاعة والتلفزيون وإذاعة بيان تنحية الرئيس عبد السلام عارف.
لم تنفذ هذه الخطة رغم بساطتها وضمان نجاحها بل تم تبديلها وجعل موعد الحركة ليلة 14/15/أيلول بدلاً من يوم الخميس 15 أيلول ووضعت خطة بديلة في غاية البلادة ، من وضعها؟ ومن أصر عليها؟ لا أظن أن القارئ سيغفل عن سبب التبديل لأن من أراد تنفيذها أراد فشلها في آن مما سأذكره في أسباب فشل تلك الحركة.
الخطة البديلة:
وكانت هناك خطة بديلة لو نفذت وكتب لها النجاح لكانت دموية لأن الخطة الجديدة اعتمدت على استخدام القوات المسلحة والخطة تضمنت الآتي:
1. يقوم الرائد عبد الأمير الربيعي بالاستيلاء على معسكر أبو غريب ويجتمع العقيد الركن محمد مجيد والعقيد الركن عيسى الشاوي في دار العقيد الركن عدنان أيوب صبري للحاق بالرائد عبد الأمير الربيعي.
2. يتقدم رتل الدبابات بقيادة عبد الأمير الربيعي إلى بغداد للاستيلاء على دار الإذاعة والتلفزيون.
3. تقوم القوة الجوية بطلعات تهديدية وتأييدية في سماء بغداد.
4. يتولى العميد عارف عبد الرزاق والمقدم الركن هادي خماس قيادة العملية من المجلس الوطني قرب القصر الجمهوري.
لقد عارضتُ تبديل الخطة لأنها صعبة التنفيذ ونتائجها مجهولة وخطيرة والذي اعتقد جازماً أن الخطة بدلت لإفشال الحركة مما سأذكره قابلا. ولقد كان رد السيد عارف عبد الرزاق على معارضتي بان الموقف في بغداد أصعب مما كان يتصوره واضعو الخطة الأولى، فالقوات الموالية للرئيس عارف كانت بدرجة من القوة بحيث يتعذر الاستيلاء على السلطة دون قوة، وكانت القوات الموالية للسيد الرئيس في بغداد هي:
1. قوات الانضباط العسكري بقيادة سعيد صليبي ولا أحد يدري ما هو موقفه بالضبط، فهو الذي اتفق بإعطاء مهلة ثلاثة أشهر إلى الرئيس عله ينصلح وتراءى لي أن عارف يتنصل من تنفيذ الحركة.
2. لواء الحرس الجمهوري الذي كان قادته إما من لواء الموصل وهي الكتلة التي نظمها السيد الرئيس واعتمد عليها كبشير الطالب أو من لواء الرمادي مسقط رأس الرئيس كإبراهيم الداود.
3. القوات التي تحرس دار الإذاعة والتلفزيون وهي موالية للسيد الرئيس.
تنفيذ الخطة:
1. قبل التنفيذ، وتحديداً في الساعة السادسة مساء من يوم 14/6/1965 استدعى السيد عارف عبد الرزاق كلا من سعيد صليبي آمر الانضباط العسكري والسيد حميد قادر مدير الشرطة العام ولما حضرا أخبرهما بأنه قرر تنحية عبد السلام عارف وإعفاءه من مناصبه ، وهما "أي سعيد وحميد" أمام خيارين لا ثالث لهما إما أن يكونا معه أو يبقيا على الحياد ، وقد نسي أن هناك خيارا ثالثا أصح من الصحيح هو حجزه حتى انتهاء العملية. وهنا لعب الاثنان لعبتهم للتمويه والخداع فاظهر حميد قادر حماسة لتأييد الحركة وأنه سيقنع صديقه سعيد صليبي بالانضمام لها ، وهنا سمح السيد رئيس الوزراء لهما بالانصراف وكان أخبارهما الطامة الكبرى التي أدت إلى فشل الحركة وهذا مما يؤكد أن عارف أراد تنفيذها وأراد إفشالها ما سأشرحه لاحقاً.
2. توجه عبد الأمير الربيعي إلى معسكر أبي غريب. وقد انقطع الاتصال بيننا رغم اتصالاتي المستمرة به تلفونياً والتلفون يرن وما من مجيب.
3. إن الوعد الذي قطعه حميد قادر بأنه سيقنع فيه سعيد صليبي بالانضمام إلى العملية وكما أسلفت كان خدعة. ولما أخبر حميد قادر سعيد صليبي رفض إنذار القطعات المرتبطة به وصمم على مقاومة الحركة وإفشالها.
4. استدعى السيد عارف عبد الرزاق سعيد صليبي ثانية وطلب منه الانضمام والمشاركة بالعملية فرفض بحجة أنه لا يتعاون مع حركة من أقطابها عبد الأمير الربيعي وفاروق صبري وعرفان عبد القادر وهادي خماس إذ كان يكرههم ويخشاهم.
5. أثناء تزاحم الأحداث والارتباك الذي حصل من إنذار سعيد صليبي لقطعاته كانت كل تلفونات القيادات المعارضة تحت رقابتنا وغموض موقف عبد الأمير الربيعي أدى إلى زيادة في الإرباك، ونحن نفكر بالغموض هذا تلقيت مكالمة هاتفية من مجهول أخبرني فيها بفشل عبد الأمير الربيعي باحتلال معسكر أبو غريب والسيطرة على دباباته وأن آمر مدرسة الدروع الرائد صبري خلف قد سيطر على المعسكر واعتقل عبد الأمير الربيعي.. فاخبر العميد عارف عبد الرزاق ولاحظت على ملامحه كأنه أراد ذلك فقرر فوراً إنهاء الحركة وتأجيلها لموعد آخر.
لماذا فشلت حركة عارف عبد الرزاق الأولى؟
يقول المحللون والناقدون ويتساءلون كيف تفشل ثورة قادتها متنفذون وبيدهم القرار؟ فرئيس هذه الحركة عارف عبد الرزاق هو نائب رئيس الجمهورية عبد السلام عارف المتواجد في المغرب.. ورئيس الوزراء ووزير الدفاع وكالة وقائد للقوة الجوية.. يعاونه مدير الاستخبارات المقدم الركن هادي خماس ومدير الأمن العام المقدم الركن رشيد محسن وقائد الكلية العسكرية المقدم الركن عرفان عبد القادر وجدي وغيرهم من القادة؟
التساؤل منطقي وصحيح.. لأن الظاهر ليس كالباطن، هنا أدلو بدلوي لأبرئ كافة الذين ساهموا في الحركة غير مسؤولين عن فشل الحركة.. والمسؤول الأول عن فشلها هو عارف عبد الرزاق وذلك للأسباب التالية:
أولاً: تبديل الخطة.. التي وضعها القادة العاملون مع عارف والتي كانت تتسم بالبساطة وسهولة التطبيق وتجنب إراقة الدماء وعدم أشراك أي قطعة عسكرية مهما كان حجمها ونوعها في الحركة.
لقد أبدل عارف الخطة وارتأى أن تستعمل فيها الدروع خشية أن يجابه سعيد صليبي بقواته أي حركة لعارف. وسعيد صليبي لا يؤيد حركة عمادها القوميون وعلى الأخص منهم عبد الأمير الربيعي وفاروق صبري وعرفان عبد القادر وجدي وغيرهم.
ثانياً: إخبار سعيد صليبي وحميد قادر تفاصيل الخطة وموعد تنفيذها مما فسح المجال لسعيد صليبي إنذار قطعاته وان تكون مستعدة للمجابهة والدفاع عن نظام الحكم القائم.
ثالثاً: الصورة وضحت.. ضباط يريدون الحركة وسعيد لا يريدها وعارف يعرف ما يريد فأراد أن ينفذ الحركة باراً بوعده للضباط ، وأراد إفشال الحركة باراً باليمين الذي قطعه على نفسه والأمانة التي وضعها في رقبته عبد السلام عارف. إذن هو في صراع نفسي حاد أراد إلا يكذب ويحنث بوعده بتنفيذ الحركة والا يخون عبد السلام عارف ويحنث يمينه ، ورأى إراحة نفسه من هذا الصراع الذي يعيشه فبدل الخطة المبسطة بخطة دموية ، وأخبر سعيد صليبي بموعد الحركة. إذن هو في أزمة وقرر في نفسه أن يفشل الحركة. وبمجرد إخباري له بذلك قرر فوراً إيقاف الحركة وتأجيلها إلى موعد آخر محاولاً الانتحار فتمكنت من منعه من ذلك معللا الحياة إما نجاح أو فشل.
وفي صبيحة 15 أيلول وفي السادسة اتصل بي تلفونيا وطلب حضوري إلى داره فحضرت فوجدت الأخوة عرفان ، فاروق عبد الأمير.. يتحاورون فيما ينوون عمله فقد قرر الزعيم عارف عبد الرزاق السفر وعائلته ونحن إلى القاهرة في طائرة عسكرية. وقبيل مغادرتنا حضر إلى دار عارف سعيد صليبي وحميد قادر وعبد الستار علي حسين مودعين لنا.. وهذا موقف يدعو إلى الاستغراب.
سافرنا إلى القاهر كلاجئين وكان سفرنا إحراجاً للرئيس عبد الناصر الذي قرر مكرهاً بقبول لجوئنا للعلاقات الطيبة بين عبد الناصر وبين الرئيس عبد السلام محمد عارف. وللتاريخ والحقيقة فإن الجمهورية العربية المتحدة ورئيسها لا علم لهم مطلقاً ولا يعرفون عن تلك الحركة شيئاً، وإثباتاً لذلك بوغتنا أن الكاتب المعروف هيكل يهاجمنا في مقاله الأسبوعي في جريدة الأهرام المصرية وعند قراءة عارف عبد الرزاق المقال امتعض وقرر تسليم نفسه إلى السفير العراقي في القاهرة واستطعت أنا والعقيد علي حسين جاسم بإقناعه عن العدول عن تسليم نفسه فاقتنع.
ملحوظة: في القاهرة أخبرنا عبد الأمير الربيعي انه استطاع السيطرة على معسكر أبي غريب وعند الشجار مع آمر مدرسة الدروع رماه بجهاز التلفون الذي سبب انقطاع الاتصال بيننا وبينه.
حركة عارف عبد الرزاق الثانية 30 حزيران 1967:

 
بعد مصرع الرئيس عبد السلام محمد عارف بويع أخوه اللواء عبد الرحمن عارف بقوة السلاح وسلطة العسكر رئيساً للجمهورية بعد أن فاز في الانتخابات رئيس الوزراء عبد الرحمن البزاز كرئيس للجمهورية مما أغضب الضباط وعلى رأسهم سعيد صليبي فدخلوا قاعة مجلس الوزراء طالبين تعيين اللواء عبد الرحمن محمد عارف رئيساً للجمهورية وكان لهم ما أرادوا. والحقيقة أن اللواء عبد الرحمن محمد عارف لم يكن قادراً على إشغال المنصب في ظروف اشتد فيها الصراع للاستيلاء على السلطة. فقد نشط القوميون واشتد عود البعثيين وانطلقت الرجعية من معاقلها تدبر أمراً. وقد سيطرت الرجعية على تصرفات الرئيس متمثلة في كل من سعيد صليبي وإبراهيم الداود وعبد الرزاق النايف ، وقد ارتمى النظام بأحضان الرجعية وكانت له اتصالات مشبوهة بالنظام السعودي والملحق العسكري الأميركي في بغداد، وقد بدأ النظام استمراراً لسياسة عبد السلام عارف بمحاربة الاشتراكية ويبتعد كلياً عن الوحدة التي ناضل القوميون من اجلها.
لقد نشطت كتلة عبد الرزاق النايف المسيطرة على الاستخبارات وإبراهيم الداود المسيطر على قوات الحرس الجمهوري، وكان السيد الرئيس لا يتخذ قراراً إلا باستشارتهم. في هذه الظروف اجتمعت قيادتنا الموجودة في بغداد وتدارست الموقف وتوصلت إلى قرار لابد منه وهو الإطاحة بالنظام بأسرع ما يمكن فكثرت اتصالاتنا بالضباط وشرحنا لهم خطورة المرحلة وما تخفي للوطن مصائب وويلات وأقر كل من اتصلنا به ضرورة القيام بحركة وهنا ظهرت أمامنا عقبة رئيسة وهي وجود قيادي الحركة القومية من الضباط في القاهرة وكان لابد من استدعائهم.
لقد كانت الجمهورية العربية تدرك تمام الإدراك أن النظام ارتمى بأحضان الرجعية وإنه سيكون خطراً على المد قومي وإن استمرار سيعود بالمنطقة إلى مرحلة الارتماء في أحضان الأحلاف لقد كانت الجمهورية العربية مؤيدة لأي حركة يقوم بها القوميون ضد عبد الرحمن محمد عارف وبواسطة عبد الوهاب الخطيب الضابط السوري طلبنا من الملحق العسكري المصري أن يتصل بالمشير ويطلب منه إرسال الرائد عبد الأمير الربيعي والنقيب مبدر الويس اللاجئين في القاهرة منذ حركة أيلول إلى بغداد. وعند وصول عبد الأمير ومبدر استفسرت القاهرة بواسطة الملحق العسكري عن أسباب استدعاء عبد الأمير ومبدر وحذرتنا من القيام بعمل انقلابي غير ناضج والاستمرار بالتعاون مع عبد الرحمن عارف.
موقف الضباط القوميين من الحركة:
لقد وصل الضباط اللاجئون إلى القاهرة تباعا وهم عرفان عبد القادر وجدي، وفاروق صبري، ورشيد محسن، واحمد الحديثي، وكان آخر الواصلين عارف عبد الرزاق. لقد أثار محمد مجيد انتخاب رئيس جديد للتنظيم لأن العميد عارف عبد الرزاق غير صالح لقيادة التنظيم والقيام بحركة الإطاحة بعبد الرحمن وذلك لسببين:
الأول: إنه فشل في حركة 15 أيلول والسبب أخباره سعيد صليبي بالحركة قبل تنفيذها وعدم اعتقاله.
الثاني: قال لي العقيد الركن محمد مجيد.. قل لي من هو صديق عارف عبد الرزاق حتى أقول له ما هو عارف وكان يقصد بذلك صديق عارف سعيد صليبي الذي كان سبباً في فشل حركة عبد الرزاق الأولى.
لقد عارض هذا الرأي كل من صبحي عبد الحميد وعرفان عبد القادر حيث كان الأول يخشى الانقسام في الصف القومي والثاني يريد أن يبقى عارف عبد الرزاق رئيساً للتنظيم. كان الضباط مترددين بين مؤيد ومعارض ولحسم الموضوع والوصول إلى قرار اجتمعنا صبيحة 27 حزيران 1966 وحضر هذا الاجتماع العميد عارف والعميد محمد مجيد والعميد نهاد فخري والمقدم الركن هادي خماس والمقدم الركن عرفان عبد القادر والمقدم الركن فاروق صبري والمقدم الركن رشيد محسن والرائد الطيار ممتاز السعدون والنقيب مبدر الويس وتناقشنا في موضوع الخطة ومنهم من كان متردداً ومنهم من كان مصراً على القيام بالحركة وأخير تم الاتفاق على وضع الخطة الاتية:
1. احتلال القاعدة الجوية في الموصل وقيادة الفرقة الرابعة والتحرك للبدء بالهجوم الجوي. ويقوم بهذه المهمة العميد عارف عبد الرزاق.
2. الاستيلاء على مرسلات أبو غريب التي هيأها العميد نهاد فخري بعلاقته بالمهندسين هناك، وبعد الاستيلاء عليها،
أ. قطع البث من الإذاعة الرئيسة.
ب. يكون البث من مرسلات أبو غريب.
ج. يباشر المقدم الركن هادي خماس بإذاعة البيانات.
3. يتحرك رتل الدبابات بآمرة المقدم الركن عرفان عبد القادر وواجبه التقدم نحو القصر الجمهوري والإذاعة في الصالحية.
4. الاستيلاء على معسكر التاجي ويقوم الرائد عبد الأمير الربيعي بقيادة رتل دبابات إلى بغداد على أن يلتقى هذا الرتل مع رتل المقدم الركن عرفان عبد القادر في مطار المثنى وينطلق الرتلان لإكمال واجبهما.
5. يؤمن العميد طه الدوري الاستيلاء على معسكر الرشيد وتامين مطارها الحربي لاستقبال الطائرات القادمة من الموصل لتزويدها بالوقود والعتاد يساعده في ذلك العقيد الركن سعدون حسين.
6. يقوم الملازم خالد جسام آمر فصيل في القصر الجمهوري بالتقدم نحو الإذاعة وكلف بتخريب عمود البث الإذاعي قرب القصر الجمهوري.
وفي مساء 29 حزيران حضر عبد الوهاب إلى داري وقال لي: "قرر العميد عارف عبد الرزاق تنفيذ الحركة غداً الخميس 30 حزيران ومن منكم أراد أن يشترك فليشترك ومن أراد أن ينسحب فلينسحب". فأجبته: أي إحراج هذا يا عبد الوهاب، ثق إن الحركة ستفشل إذا كان هذا أسلوب تنفيذ المتميز بعدم الدقة والانفعال وأنت أدرى إن أكثر الضباط لا يؤيدون الحركة واصطحبني إلى الوكر في العامرية وطلب مني إعداد البيان الأول.. لقد أعدت البيان الأول وهذا نصه:
البيان الأول
أبناء الشعب العراقي الكريم
في هذا اليوم الخالد وفي ذكرى ثورة العشرين المجيدة وثب جيشكم الجبار للقيام بحركة تطيح بالقوى الرجعية التي تتستر وراء أقنعة مزيفة مدعية أنها تتبنى الاشتراكية والوحدة، وفي الوقت الذين يستمرون فيه في تصفية كل المكاسب التقدمية التي نالها الشعب إثر كفاحه المرير وتضحياته الجسيمة.
والجيش إذ يتحمل مسؤوليته الجسيمة متمثلا في مجلس قيادة الثورة سيمارس كافة صلاحيات منصب رئاسة الجمهورية الملغى لحين إصدار التشريعات الخاصة بتوزيع هذه الصلاحيات. والجيش يعاهدكم بعد الله أن يكون مخلصاً للمبادئ التي ضحيتم من اجلها وستنتصر الثورة على كافة الصعاب بالتعاون والتآزر مع الفئات القومية والتقدمية بصفتها صاحبة المصلحة في التغير الجذري للمجتمع.
والثورة تسعى بجد وإخلاص الى استتباب الأمن في الداخل والحفاظ على وحدة تراب الوطن ومعالجة مشكلة الشمال وفق البيان الذي أصدرته الحكومة السابقة مساء الأربعاء 29/6/1966 وهي تلتزم بهذا البيان نصاً وروحاً.. والثورة تسعى إلى أقامة مجتمع يسوده الوفاق وينعم بالحرية.. والثورة تحرص على رعاية كافة طبقات الشعب دون تمييز أو تفريق.. وستشرع القوانين لحماية العمال والفلاحين لرفع مستواهم الصحي.. والثقافي.. والمعاشي.. كما تسعى إلى تطوير قانون الإصلاح الزراعي تطويراً يتناسب ومتطلبات الأمة في رفع الكفاءة والإنتاجية وتطوير أساليب الزراعة وفق الأسس العلمية الحديثة.
ومجلس قيادة الثورة يعاهدكم بأنه يسعى لإزالة الفوارق الاجتماعية ويسعى وبموازرة المخلصين من أبناء الشعب للقضاء على الجهل والفقر والمرض.
أما في السياسة العربية فالثورة تلتزم بمقررات مؤتمرات القمة.. والجامعة العربية وتلتزم باتفاقية القيادة السياسية الموحدة المقصودة بينها وبين الشقيقة الكبرى الجمهورية العربية المتحدة.. ويسعى مجلس قيادة الثورة إلى قيام الوحدة العربية الشاملة مع الدول العربية المتحدة.. ومع القاهرة بالذات.. كما تسعى الثورة لمساندة الحركات التحررية في الأقطار العربية التي ما زالت تعاني تسلط الاستعمار.. كما تسعى لإعادة الحقوق المغتصبة لعرب فلسطين وبذل الجهد والمال لإعادة هذه الحقوق متضامنة ومتكاتفة مع شقيقاتها الدول العربية.
أما في السياسة الخارجية.. فيعلن مجلس قيادة الثورة تمسك العراق لسياسة عدم الانحياز وأتباع مبدأ الحياد الايجابي والسعي لحل المشاكل العالمية بالعراق السلمية كما تلتزم الثورة بكافة قرارات الأمم المتحدة والمعاهدات والمواثيق التي وفقها مع الدول الصديقة، وتستنكر حكومة الثورة استخدام الأسلحة النووية والتمييز العنصري على كافة أنواعه وأشكاله.
أيها الشعب الكريم
إن مجلس قيادة الثورة إذ يعلن في بيانه هذا موجز سياسة العراق في المجالات المختلفة، يناشد الشعب العراقي الكريم الذي عرف ببطولاته وتضحياته أن ينصرف الجميع للعمل النافع ليفسح المجال لحكومته الوطنية للانصراف إلى أعمالها وستضرب الثورة بشدة وبدون رأفة من يقف في طريقها في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها العراق.. ونحن واثقون بان الشعب العراقي العظيم يقدر مسؤولياته وسيتجاوب مع ثورته بصدق وأيمان لما فيه خير الجميع.
عميد الجو الركن عارف عبد الرزاق
رئيس مجلس قيادة الثورة

للراغبين الأطلاع على الحلقة السابفة:

http://algardenia.com/ayamwathekreat/21033-2016-01-02-10-39-35.html

 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1169 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع