محمد رضا الشبيبي .. اختير مرة ثانية عضواً في مجلس الأعيان بإرادة ملكية من فيصل الثاني
اسمه الكامل محمد رضا بن محمد جواد بن شبيب بن ابراهيم بن صقر الجزائري، واصله من منطقة الجبايش حيث سكن جده الاعلى شبيب وهو من فخذ المواجد من عشيرة بني اسد المعروفة...
ولد يوم الاثنين 6/ايار/1889 في حي البراق (في النجف الاشرف) ونشأ فيه ودخل كتاتيب النجف وتعلم القراءة والكتابة وحفظ ايات من القرآن على يد ملا ية تعرف باسم مريم البراقية.
ثم تعلم الخط على يد الشيخ هادي مصير اشهر خطاطي النجف.. وقرأ العربية ومبادئها في النحو والصرف على الشيخ محمد حسن المظفر.. ثم واصل الدراسة التقليدية التي هي السطوح والمقدمات والخارج (اي البحث الخارجي) ثم تحول عنها ودرس على يد والده محمد جواد الشبيبي الذي كان صاحب مجلس ادبي رفيع فتعرف على عشرات الادباء والكتاب.
من أبرز جميل صفاته:
ـ كانت صفات الشبيبي اصيلة غير مصطنعة وبقيت تلازمه حتى يوم وفاته.. فمن صفاته انه لم يكن يعرف للتعصب معنى اياً كان شكله قومياً ام دينياً ام طائفياً وهو ما جعل الجميع يتحدثون اليه بحرية في تبادل الرأي بعيداً عن الغرور والكبرياء.. وتميز الشبيبي بطبع هادئ فكان يكتم غضبه ولم يرد على منتقديه شفاهاً او كتابة ً.. ولا يجامل احداً حتى اذا كان ذلك الشخص نوري السعيد الذي كان يكنُّ للشبيبي احتراماً خاصاً.
وكان الشبيبي حلو النكتة سريع البديهية يعرف جيداً انه لكل مقام مقال.
ـ بدأ الشبيبي قرض الشعر في حدود الخامسة عشرة من عمره واول نشر له كان في العام 1908 وقد نشر اول المقاطع الشعرية السياسية في بعض المجلات العربية كمجلة (البيرق البيروتية).. ومن يقرأ شعره في مرحلة شبابه يجده سجلاً لاحداث سياسية واجتماعية، فقد تأثر بالانقلاب العثماني عام 1908 وتعرف على الاتحاديين، فكتب عنهم بحماس.. كما انه احتك بتجربة الثورة الدستورية في ايران عام 1905 التي نجحت في فرض الدستور والبرلمان على الشاه فتأثر بها هي الاخرى.. وهكذا استمر الشبيبي متواصلاً مع الشعر حتى اصبح من فحول الشعراء في مدينة النجف تلك المدينة التي تكاد ان تكون مدرسة واسعة لصقل المواهب الادبية.
ـ كان اختيار محمد رضا الشبيبي للالتحاق ببعثة عسكرية مرسلة الى عشائر الكرد الفيليين في الجنوب الشرقي من العراق لمنع الانكليز من التغلغل او التسلل من جهة الحدود الشرقية وعن طريق البصرة والاهواز، وكان ذلك بالتحديد اواخر عام 1914 وقد ضمت البعثة عدداً من الضباط ورجال الدين واتجهت عن طريق مدينة بدره الى المنطقة الجبلية واجتمع بزعيم الاكراد حسين قلي خان الذي استجاب الى الطلب وتعهد بأن يقف سداً منيعاً دون تسرب البريطانيين وكان ذلك سبباً لحقد بريطانيا والشاه عليه بعد انتهاء الحرب، وقد تم الاجتماع بهذا الامير الكردي الفيلي في مخيم له على ضفاف وادي عريض يسمى (باقسا) وكانت ضفافه خصبة مزدهرة حسب مايروي الشبيبي ذلك ، وهذا الوادي هو وادي (باقسايا او بادرايا ) المنحدر نحوالبدره حالياً .
ايفاده الى الحجاز والشام:
ـ كان ذلك في مرحلة ما بعد الحرب العالمية ولغرض التشاور مع القادة العرب بصدد مصير العراق السياسي وعرضه على مؤتمر الصلح عن طريق الامير فيصل، اذ سافر فيصل الى روما ولندن وباريس لإيجاد حلول سياسية لمجمل القضايا العربية..
اما في الشام فقد اشترك الشبيبي في المؤتمر العراقي الذي عقد في دمشق يوم 8/آذار/ 1920. وقد حضره 25 مثقفاً عراقياً بين عسكري ومدني منهم توفيق السويدي وناجي السويدي وجعفر العسكري وبكر صدقي وجميل المدفعي وعلي جودت الايوبي، وقد مثل الشبيبي بغداد. واعلن في هذا المؤتمر عن استقلال العراق واختيار فيصل ملكاً عليه والامير زيد نائباً له.
ـ بالرغم من ان الشبيبي كان من المتحمسين لاختيار فيصل ملكاً على العراق الا ان الحكومة المؤقتة برئاسة عبد الرحمن النقيب في نظره مجرد محاولة لامتصاص نقمة الشعب والالتفاف حول مطالبهم ومن هذا المنطلق وقف ضد الحكومة المؤقتة ثم برز دور الشبيبي في الوزارات العراقية فكان وزيراً للمعارف في العديد من الوزارات.
ـ في عام 1924 انتخب نائباً في المجلس النيابي ومنذ تلك السنة دخل المعترك السياسي حتى صار احد ابرز اعضاء مجلس النواب العراقي طيلة فترة العهد الملكي فقد كان عضواً لثماني دورات برلمانية من اصل 16 دورة في ذلك العهد وانتخب الشبيبي رئيساً لمجلس النواب مرتين متتاليتين منذ عام 1944.
ـ اما مشاركاته في مجلس الاعيان فقد اصدر الملك غازي ارادة ملكية بذلك في عام 1935 واحتفظ بعضويته لعام 1938.. واختير مرة ثانية في شباط 1954 بإرادة ملكية من فيصل الثاني واحتفظ بهذه العضوية حتى قيام ثورة 14 تموز 1958.
ـ كان الشبيبي من ابرز اعضاء حزب (الاخاء الوطني) الذي تأسس اواخر عهد الانتداب، وكان عضواً في هيئتها الادارية.. وفي عام 1951 كان الشبيبي من مؤسسي حزب (الجبهة الشعبية المتحدة) وانتخب رئيساً لهذا الحزب وكان اول اجتماع لهم في بيت طه الهاشمي وكان من بين اعضائه الهاشمي ومزاحم الباججي وصادق البصام ومحمود الدرة وغيرهم.
وفاته وتشيعه:
ـ توفي فجر يوم الجمعة 25/11/1965 اثر نوبة قلبية المت به وكان وفاته بعد يوم واحد من عودته من القدس حيث كان مشاركاً في انشطة الاحتفال بالاسراء والمعراج الذي عقد في القدس.. وقد شيع جثمانه تشيعاً مهيباً من مسكنه في الكرادة الشرقية الى الكاظمية ومنها الى جسر الخير سيراً على الاقدام مسافة طويلة تحمل الاكف خلالها النعش في خشوع واجلال، ثم نقل الى كربلاء في موكب فريد ضم اكثر من الف سيارة ثم شيع الى النجف الاشرف ودفن في مقبرة آل الشبيب واشترك في تشييعه كبار الادباء والعلماء والمسؤولين في الدولة.
589 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع