ارتفاع منسوب المياه يعيد الحياة جزئياً لبحيرة الحبانية وينعش فيها السياحة

شفق نيوز- الأنبار:بعد سنوات من التراجع البيئي والاقتصادي، بدأت بحيرة الحبانية ومدينتها السياحية في محافظة الأنبار، تسجل مؤشرات على عودة الحياة إليها، في ظل ارتفاع محدود في منسوب المياه، وتزايد الإقبال السياحي خلال موسم الصيف الحالي، في الوقت الذي تُطرح فيه تساؤلات عن إمكانية استثمار هذه الفرصة لإعادة إحياء واحدة من أقدم وأهم المناطق السياحية في العراق.

وقال قائممقام قضاء الحبانية، علي داوود، لوكالة شفق نيوز، إن "بحيرة الحبانية بدأت تستعيد جزءاً من عافيتها بعد ارتفاع طفيف في منسوب المياه خلال الأسابيع الماضية، مما أنعش الحركة السياحية في المدينة، خصوصاً مع تزايد الإقبال في فصل الصيف من سياح قادمين من مختلف المحافظات العراقية".

وأوضح أن "مدينة الحبانية والقرى الواقعة على ضفاف البحيرة عانت كثيراً في السنوات الماضية بسبب انخفاض منسوب المياه، مما أثر على واقع السياحة وكذلك على محطات مياه الشرب التي تعتمد بشكل رئيسي على البحيرة"، مبيناً أن "الزيادة الأخيرة في المياه جاءت بعد تفاهمات أجرتها الحكومة العراقية مع الجانب التركي بشأن زيادة الإطلاقات المائية نحو العراق".

وأضاف داوود: "نأمل أن يستمر ارتفاع المنسوب خلال الأيام والأسابيع المقبلة، حتى تعود البحيرة إلى أوضاعها الطبيعية، وتستعيد دورها الحيوي في دعم الاقتصاد المحلي، سواء من خلال السياحة أو الزراعة أو تشغيل المشاريع المرتبطة بها".

من جهته، قال الخبير الاقتصادي محمد الكبيسي لوكالة شفق نيوز، إن "الحبانية يمكن أن تتحول إلى نقطة جذب استثماري كبيرة إذا ما تم تطوير البنية التحتية للمدينة السياحية، وتنظيم مشاريع ترفيهية حديثة، وتوفير بيئة آمنة ومناسبة للعائلات".

وأردف، أن "رفع مستوى الخدمات، وربط الحبانية بشبكات سياحية تمتد إلى حديثة والرطبة والنخيب، يمكن أن يخلق خارطة سياحية متكاملة في الأنبار".

ويؤكد متخصصون في البيئة أن ارتفاع منسوب المياه في البحيرة له آثار إيجابية تتجاوز الجانب السياحي، ليشمل تحسين النظام البيئي المحيط، وإنعاش الزراعة في المناطق القريبة، وتخفيف الضغط عن نهر الفرات كمصدر رئيسي لمياه الشرب والري في الأنبار.

وبحيرة الحبانية، التي أُنشئت في خمسينيات القرن الماضي، تُعد من أكبر المسطحات المائية في العراق، وكانت لسنوات طويلة وجهة مفضّلة للسياحة الداخلية، بفضل موقعها الجغرافي بين الرمادي والفلوجة، واحتضانها لمدينة سياحية متكاملة بُنيت في عهد النظام السابق، وتضم فنادق ومرافق ترفيهية كانت تستقطب آلاف العائلات سنوياً.

ومع التراجع الأمني والخدمي بعد 2003، تدهورت البنية التحتية للمدينة السياحية، وأُهملت البحيرة، ما تسبب في فقدانها جاذبيتها الاستثمارية. ومع ذلك، يرى خبراء الاقتصاد والسياحة أن الحبانية ما تزال تملك مقوّمات العودة كمركز سياحي واقتصادي مهم، شرط توفر رؤية تطويرية شاملة.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

916 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع