أربعة أسرار تضمن استمرارية الزواج في عصرنا الحديث تتمثل في عدم مقارنة زواجات الماضي بما هي عليه اليوم، لكون المصالح كانت تطغى سابقًا في الاختيار أكثر من الحب، إضافة إلى أهمية مساحة الحرية المتاحة اليوم للشريكين، وكذلك ضرورة التواصل والتفاوض بين الزوجين منعًا للملل فالطلاق وأخيرًا أن يرتكز إلى الصداقة والاحترام المتبادل.
أشرف أبوجلالة: صعاب عدة باتت تواجهها زيجات عدة خلال السنوات الأخيرة، بالتزامن مع ما يشهده العالم الحديث من تطورات وإيقاع سريع في كثير من أوجه ومناحي الحياة.
بالاتساق مع ذلك، بدأت حالات الطلاق تتزايد حول العالم بصورة لافتة للنظر، والخطير في الأمر أن معظم تلك الحالات تكون لأشخاص حديثي الزواج. وأوضح خبراء أن تصور الكثيرين أنهم ملمّون بكل شيء عن الزواج هو تصور خاطئ، موضحين أن هناك أربعة أسرار تقود في نهاية المطاف إلى تحقيق السعادة الزوجية.
نقلت في هذا الخصوص مجلة التايم الأميركية عن ستيفاني كونتز، التي تعمل كرئيس مشارك ومدير لقسم التعليم العام بمجلس العائلات المعاصرة والأستاذ في كلية Evergreen State في مدينة أولمبيا في ولاية واشنطن الأميركية، قولها إن الزواج شهد في واقع الأمر سلسلة من التغييرات في العصر الحديث، وهي التغييرات التي ربما كانت سببًا في زيادة عدد حالات الطلاق، خاصة وأن الحياة الزوجية الحديثة باتت غاية في الإرباك، وتحدثت عن 4 أسرار من شأنها إنجاح الزواج:
المقارنة ظالمة
1- كل ما يعرفه الأشخاص عن الزواج من معلومات تعتبر معلومات خاطئة: ومنها على سبيل المثال أن الزواج في الماضي كان أفضل حالًا من الزواج الآن، وهذا ليس أمرًا صحيحًا، ففي السابق كانت تبنى الزيجات أيضًا على المصالح والأغراض الخاصة، وليس على الحب فقط، كما يظن البعض. وربما يمكن القول إن أكبر درس يمكن الاستفادة به من التاريخ هو التوقف عن النظر في التاريخ. فلا داعي لمقارنة الزواج الحالي بزيجات عقد الخمسينات في القرن الماضي أو أي حقبة أخرى. فالزيجات أضحت تستند إلى الحب والمساواة الآن، ولهذا لم تكن تستمر الزيجات القديمة.
حرية أكبر
2- وضع تعريف لمعنى الزواج بالنسبة إلى الطرفين: حيث ترى ستيفاني أن العلاقات بين الأزواج قد تغيرت بشكل أكبر على مدار الـ 30 عامًا الماضية مقارنة بما كانت عليه في الـ 3000 عامًا الماضية. فمساحة الحرية باتت أكبر الآن، وزيادة الحرية تعني زيادة الخيارات التي يمكن أن نفاضل بينها. وبينما كان يتم التعامل مع الزواج في ما مضى على أنه مؤسسة تحكمها قواعد صارمة، فإنه قد تحوّل الآن ليصبح علاقة أكثر مرونة، لكن ذلك يعني أن الزوجين بحاجة إلى أن يفكرا أكثر لوضع تعريف للزواج.
وضوح وتواصل
3- الاهتمام بالتواصل وفن التفاوض: فالزوجان بحاجة إلى أن يتحدثا مع بعضهما البعض بشكل أكبر، والاهتمام بإخبار الشريك بما يجب أن يعرفه بدلًا من أن يتوقعه. ورغم أن ذلك قد يؤدي إلى مزيد من النقاشات، لكنه أمر جيد وصحي في العلاقة الزوجية الآن. وللزوجين أن يعلما أن ما يجعل الزواج جيدًا هو القدرة على التأقلم معه. وعليهما أن يجيدا فن التفاوض على القواعد التي يرغبان في تطبيقها مع مرور الوقت، لأن ذلك سيساعد بشكل جيد على تحسين آليات التواصل والتفاهم بينهما.
صداقة واحترام
4- الزواج يجب أن يرتكز إلى الصداقة والاحترام المتبادل: وهما الأمران اللذان يمكن تحقيقهما بكل سهولة إذا تواجد الحب العاطفي المتقد بين الزوجين في حياتهما. وللزوجين أن يعلما أن ذلك الحب الشديد يشكل ضمانًا لاستمرار الزواج مدة طويلة.
346 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع