قيمر السدة .. بين أشهى إفطار وأحلى خدود

 

   

     قيمر السدة .. بين أشهى إفطار وأحلى خدود

                      


بغداد - العباسية نيوز/سعدون البياتي:الموروث الشعبي العراقي يحفل بالأغاني والبستات الحافلة بالعبارات العاطفية المؤثرة والصادقة في أطلاق الأوصاف والمقارنات التي تعبر عن مدى تعلق العاشق الولهان أو بالعكس.

عواطف جياشة وغزل طافح بتلك المفردات البغدادية الراقية التي يختزنها العاشق أو العاشقة، مفردات عن الوفاء والإخلاص وكذلك عن الجمال بأبهى صوره ولكن دون أي خدش للحياء أو الإساءة للتقاليد الاجتماعية الأصيلة..

                   

وربما الأغنية الشهيرة المأخوذة من الفلكلور العراقي القديم والتي أداها المطرب الكبير الراحل ناظم الغزالي والتي تشبه خدود الحبيبة بالقيمر العراقي هي خروج عن المألوف فهي المرة الوحيدة التي يأتي فيها ذكر منتج القيمر الغذائي والاستعانة به في مقاربة ومقارنة جميلة وطريفة من خلال تشبيه خد الحبيبة بعذوبة وصفاء ونقاوة القيمر العراقي المصنوع من الحليب الخالص.

ولكن ما هي حكاية القيمر العراقي وكيف عبرت شهرته الحدود إلى الكثير من البلدان العربية والأوربية؟

   

(القيمر) صناعة عراقية بامتياز فرغم بساطة الخطوات التي يقتضيها إلا أنه يتطلب مهارة ومتابعة حتى يخرج بالصورة اللائقة كطبق عراقي مفضل في وجبة الإفطار.. وطبعاً فأن (قيمر السدة) هو الأشهر لأنه يتمتع بنكهة لا تقاوم لوجود عوائل تمتهن صنع القيمر على مدى عقود عديدة ويتوارث المهنة الأحفاد عن الآباء والأجداد.. لذلك ما أن يذكر أسم سدة الهندية حتى يقفز إلى الأذهان في الحال أسم (القيمر) وخصوصية مذاقه الذي لا تجده إلا في القيمر المنتج في هذه المدينة التابعة لمحافظة بابل إدارياً وتتوسط المسافة بين الحلة جنوباً وغرباً وكربلاء شرقاً وترتبط بقضاء المسيب.

 

وعن كيفية صناعة وتحضير القيمر التقينا بأفراد عائلة مشهورة بأعداد هذا الطبق الصباحي الشهي فأوضحوا أنه يتم الانتهاء من جمع الحليب في الساعة السادسة مساء ثم يوضع في أناء حديدي كبير ونتركه على نار موقدة من الخشب ونتركه إلى درجة الغليان.. بعد رفعه عن النار نقوم بتغطية الحليب بواسطة سلة مصنوعة من أعواد الرمان ومن ثم نكشفه في الساعة الحادية عشر مساء ونقوم بتبريده بوضع قطع الثلج تحت الإناء ونتركه حتى الساعة الثالثة فجراً ثم نقوم بتقطيعه وتوزيعه في أطباق ليصبح جاهزاً للزبائن.

      

ولم تقتصر شهرة قيمر السدة داخل العراق فقط فقط كما يروي (عبد الله كاظم) أحد أشهر صانعي القيمر حيث قال أن منتجنا عبر الحدود إلى دول الخليج العربي وأوربا، ويضيف أتذكر الكثيرين ممن كانوا يأتون لشراء القيمر لأخذه كهدية إلى ذويهم وأصدقاءهم خارج العراق وهذه (الطلبيات) غالباً ما يتم إيصالها في فصل الشتاء لانعدام وسائل الحفظ والتبريد كما موجود الآن.

ويضيف، لمحدودية أنتاجنا بالمقارنة عما كان عليه قبل سنوات فأنه يتم الحجز المسبق للكميات قبل أسبوع من تسلمها..

وعن كيفية معرفة الفرق بين قيمر السدة وغير يشير بقوله: نحن نصنع القيمر من حليب الجاموس وغيرنا يصنعه من الحليب البقري، وإذا أردت أن تميز ذلك فأن اللون يدلك على الغش لأن الصفرة الواضحة تعني أن القيمر مصنوع من حليب الأبقار، وفرق كبير بين الاثنين.

       

ويطالب عبد الله كاظم أشهر صانعي القيمر في السدة الدولة بالدعم لأن سبب انخفاض نسبة المنتج يعود إلى ارتفاع أسعار العلف حيث يصل سعر حب القطن الذي يستخدم كمادة علف أساسية للجاموس إلى مليون دينار تقريباً للطن، و(الدولة لا تزودنا إلا بكميات قليلة جداً) على حد قوله.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

531 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع