بقلم: الگاردينيا
ابو نواس أو الحسن بن هانئ الحكمي الدمشقي شاعر عربي أشتهر في العصر العباسي، وكان يكنى بأبي علي وأبي نؤاس والنؤاسيّ، وقيل أنه عُرِفَ في بداية حياته بمعاقرة الخمرة ووصفها في شعره،
إلا أنه تاب حين تقدم في العمر، واتجه نحو الزهد وأنشد عددا من الأشعار التي دلت على توبته وتركه الخمر. أبو نؤاس هو الشاعر الملهم واللغوي المستوعب والمحدث المعروف اشتهر بين ابناء الشعب بانه صاحب النكات البارعة التي تجعل الانسان يستلقي على قفاه من الضحك .. وقد نسب بعض مؤرخي الادب اغلب مايناسب تلك الصفات الى ابي نواس وقد يكون ذلك الشعر لشاعر لايقل عبقرية عن ابي نواس نفسه كالحسين بن الضحاك مثلا ولسنا نلومهم على مافعلوا، فمسارح اللهو في بغداد كانت أنيقة وحواشيها الخضر جنات وارفة الظلال تجري من تحتها الانهار ولابي نواس صولات وجولات فيها، حيث خلان الوفاء والدنان المترعة والوجوه الحلوة والمتصفح لديوان ابي نواس يجد افانين من الهوى الذي خبر الدنيا وتمتع باطيافها فهو الذي قال:
انزف دمعي طول تسكابه
واختصني الحب باتعابه
وغرقت قلبي بحار الهوى
مما به من طول اوصابه
وورد في اليوكبيديا بأن أبو نؤاس هو أبو علي الحسن بن هانئ بن عبدالأول بن الصباح وكان الصباح مولى للجراح بن عبدالله الحكمي المذحجي، قيل أنه ولد في مدينة الأحواز من بلاد خوزستان جنوب غربي إيران، عام 145 للهجرة الموافق للعام 762 للميلاد وكانت أمه فارسية وتدعي جُلَّبَان.
من أشهر شعره ما قاله في أواخر حياته حين قاربته الوفاة وكان في الحج أحرم فلما جنه الليل جعل يلبي وهو يقول:
إلهنا ما أعدلك ! مليك كل من ملك
لبيك قد لبيت لـــك لبيك إن الحمد لـك
والملك لا شريك لك والليل لما أن حلك
والسابحات في الفلك على مجارى المُنسلك
ما خاب عبدٌ أملك أنت له حيثُ سلك
لولاك يا رب هلك كلُ نبيِ وملك
وكلُ من أهل لك سبح أو لبى فلك
يا مخطئا ما أغفلك عجل وبادر أجلك
واختم بخير عملك لبيك إن الملك لك
والحمد والنعمة لك والعز لا شريك لك
وهذه القصيدة من أروع ما غنته المطربة العراقية مائدة نزهت.
أبو نؤاس الشارع:
كان الشارع سدة ترابية تصدّ طغيان دجلة اذا فاض، وكانت البساتين تحف به من اطرافه، وكان البغداديون يتخذون تلك البساتين أماكن للهو وقضاء الفراغ، وفي سنة 1934 اطلق على السدة الترابية اسم ابي نواس ... فليس للرجل في هذه الحانات المبثوثة على يمين الشارع وعلى شماله فقد اقترن الشارع باسمه منذ ان كان الشارع بريدا وكان اوسع مكان في شارع ابي نواس لا يتجاوز اربعة امتار وتقع علية مباشرة جدران البساتين ودور الفلاحين المشيدة من الطين والطوف، بينما تتناثر على السدة التي هي الشارع القديم كثير من مكائن سحب المياه والمستعملة للسقي والجرود، مفردها جرد، وهي الواسطة البدائية المستعملة في رفع الماء من الانهار الى البساتين.. كما كانت عليه جملة ابار لهذه المكائن والجرود.
وقد سمي بهذا الاسم (أبو نؤاس) سنة 1932 وهي السنة التي بدأ فيها زيادة عرضه وتنسيقه استعدادا لتبليطه.. وكان التعريض يجري من ناحية البساتين مع هدم الجدران والدور الطينية وادراجها الى المقدار المقرر اي حدود الدور المشيدة حاليا.
هذا وقد جرى تبليط الشارع سنة 1933 و 1934 وقد بلط من جهة الباب الشرقي الى ما بعد نادي العلوية وفي ذلك الحين قامت الامانة بتنسيق حدائق الشارع الواقعة على ضفة النهر وتشجير الارصفة وايصال الماء الى جميع الحدائق المذكورة مع انارة الشارع بصورة كاملة..
وقد شيدت الامانة في حينها عددا من البنايات الصغيرة الشبيهة بالاكشاك لبيع المرطبات "والساندويجات" للمارة ... كما سمحت بانشاء الكازينوات والمقاهي والمطاعم لرواد الشارع والمتنزهين في امسيات جميلة وليال ساحرة...
اشتهر الشارع بالكازينوات على جانبيه، والتي كانت تستقبل روادها حتى أوقات متأخرة من الليل، كما اشتهر شارع أبو نؤاس بمحلات شوي السمك العراقي الشهير بالمسكوف، التي يرتادها العراقيون والعرب والأجانب. فضلا عن عشرات المطاعم التي تقدم الكباب والتكة والشاورما (الكص) والدجاج المشوي وغيرها من الأكلات...
مصدر في أمانة بغداد أوضح بأن شركة ميغا التركية تقوم بأعمال تطوير شارع ابي نؤاس، بكلفة 10 ملايين دولار، وتقوم شركة ايفن هاريت التركية بتنفيذ مشروع تطوير شارع السعدون أيضا بكلفة 12 مليار دينار. وأضاف المصدر ان العمل في هذه الشوارع يشمل تجديدها بشكل كامل مع تطوير الأرصفة والقوالب الجانبية باستخدام حجر الكرانيت، وزراعة أعداد كبيرة من الأشجار والنباتات والتأثيث بالعلامات المرورية، ونصب منظومات حديثة للإنارة ومواقف لانتظار الباص.. وقد لمس المواطنون جهود أمانة بغداد من أجل إحياء هذا الشارع العريق بما يحمله من نكهة بغدادية تراثية ولكونه من أهم المتنفسات للعوائل البغدادية
1110 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع