بغداد - وصحافة أيام زمان

         

            بغداد - وصحافة ايام زمان

                

عرف العراق الصحافة في عهد الوالي المصلح مدحت باشا عام 1869، باصداره جريدة (زوراء) في 15 حزيران من ذلك العام. ثم صدرت جريدتي (بصرة) و(الموصل)، وهذه الصحف رسمية تصدر عن مقر الولايات ومطابعها، كما معروف للمتتبعين.ولم يعرف تاريخ الصحافة العراقية صدور جريدة اهلية الا بعد انبثاق العهد الدستوري عام 1908.

ومن محاسن تاريخ الصحافة في العراق ان العديد من الجرائد والمجلات حملت اسم بغداد. وسنقف في هذه النبذة على هذا الموضوع الطريف والوثائقي. ولم يقف الامر على اسم بغداد فحسب، بل ان بعض الصحف والمجلات حملت اسماء لها صلة مباشرة باسم بغداد. ومن هذه الصحف:

مجلة دار السلام عام 1918، وجريدة الرصافة (1913) لصادق الاعرجي، وكانت سلطات الاحتلال البريطاني قد اصدرت جريدة يومية باللغة الانكليزية باسم (بغداد تايمس او الاوقات البغدادية)، صدر عددها الاول في الاول من كانون الثاني 1918، ويذكر الاستاذ عبد الرزاق الحسني انها استمرت ثمانية اعوام بانتظام.

     

وجريدة العاصمة (1922) لحسن غصيبة، وجرائد الملا عبود الكرخي : الكرخ والكرخي وصدى الكرخ، وجريدة الرصافة (1930)، وجريدة الرصافة (1930) اصدرها الشاعر كمال نصرة بمساعدة عطا بكري، وجريدة صوت الكرخ (1948)، وبغداد بوست (1954)، وبغداد المساء لخالد قادر (1954) وجريدة بغداد المساء لعبد الصاحب العقابي (1963) وجريدة احدب بغداد (1964)، وجريدة بغداد نيوز (1964) لشركة اسيا للطبع والنشر وجريدة اخبار بغداد (1964) وجريدة بغداد اوبزرفر (1967) الصادرة عن دار الجماهير للصحافة.

جريدة بغداد 1908
ان اول جريدة اهلية عرفتها بغداد هي جريدة (بغداد) التي انشأها فرع حزب الاتحاد والترقي ببغداد، وعهد بادارتها وسياستها الى رئيس هذا الفرع وهو مراد سليمان. صدرت ثلاث مرات في الاسبوع باللغتين العربية والتركية، وقد صدر عددها الاول في السادس من اب 1908، اي بعد مرور اسبوعين من الانقلاب الدستوري في الدولة العثمانية.

     

وعهد الى الشاعر الكبير معروف الرصافي تحرير قسمها العربي. وكتب فيها عدد كبير من المثقفين العراقيين المؤيدين للعهد الجديد قبل ان تنفضح سياسة الاتحاديين، مثل الزهاوي وكاظم الدجيلي وفهمي المدرس ويوسف رزق الله غنيمة وسواهم. ويضيف الدكتور فائق بطي في موسوعته الصحفية العراقية ان رشيد الصفار تولى تحرير قسمها العربي بعد الاستاذ الرصافي.
حملت ديباجتها انها : جريدة سياسية علمية ادبية اسبوعية واسطة لنشر افكار جمعية الاتحاد والترقي).

ويذكر الاستاذ عبد الرزاق الحسني انها توقفت عن الصدور في مطلع عامها الثاني نتيجة الضعف الذي اصاب جمعية الاتحاد والترقي.

                     

كتب الاب انستاس الكرملي مقالا مهما في مجلة (المسرة) اللبنانية سنة 1911 عن الصحافة العراقية، بتوقيع مستعار هو (ناقد فاضل)، ضمنه نقدا شديدا لواقع الصحافة في العراق يومئذ، الا انه ذكر جريدة بغداد بما يلي :
ان جريدة بغداد احسن الجرائد التي ظهرت في بلادنا الى ذلك الموعد سواء من حيث الفكرة والمواضيع او حسن التعبير، وقد نشرت مقالات حرة رفيعة المستوى مستقيمة المسلك نافعة للالفة والوطن منقحة العبارة مهذبة الالفاظ مما جعلها في مقدمة صحف بغداد ومثالا يحتذى من بعدها). ولاشك ان الاب الكرملي كان لغويا كبيرا، ولعله نظر لغتها السليمة، ولاننس هنا ان الاستاذ معروف الرصافي كان محررها العربي. ويذكر الاستاذ رفائيل بطي ان الجريدة اخذت بالانحطاط وتتضاءل في لهجتها ومكانتها، اما من ناحية البيان العربي فبعد ان تركها محررها رك اسلوبها وساءت لغتها ولم تعمر طويلا اذ قرر الحزب ايقافها في سنتها الثانية مع انها كانت اوسع الصحف انتشارا في هذه الديار حتى ليذكرانها ضربت الرقم القياسي في سعة الذيوع عندما وصفت حادثة 31 اذار الشهيرة في استانبول التي قضت على الحكم المطلق وقوضت طغيان الفرد، فقد بلغ عدد النسخ التي طبعتها ونشرتها ذلك اليوم ثلاثة الاف نسخة، بينما لم يكن في تلك الايام يعلو اكبر عدد لارقى جريدة عراقية في الظروف العادية على الف نسخة والبقية تنحدر الى خمسمائة بل اقل من ذلك. ومن اسباب كثرة طلب هذه الجريدة كون محمود شوكت باشا اخو صاحب الجريدة هو قائد جيش الانقاذ. (صحافة العراق ص43). ومن المؤسف ان مكتبات العراق تفتقد الى مجموعة جريدة بغداد عالى الرغم من اهميتها التاريخية.
واود هنا ان استدرك معرفا بمراد سليمان (1876 ـ 1922)، فهو ابن سليمان فائق ابن طالب كهية الوالي داود باشا، وقد تولى ابوه مناصب ادارية رفيعة، فضلا عن كونه مؤرخا لعهده، فصنف عددا من الكتب المهمة.. واشتهر من اخوته محمود شوكة باشا (ت1913) الصدر الاعظم في الدولة العثمانية وبطل الدستور، وحكمة سليمان (ت1964) السياسي ورئيس وزراء العراق بعد انقلاب بكر صدقي 1936 ــ 1937، وخالد سليمان (ت 1945) النائب والوزير في العشرينيات. تزعم مراد سليمان فرع جمعية العهد والترقي ببغداد، وتولى نيابة بغداد في مجلس المبعوثان لسنتي 1912 و1914. ونفاه الانكليزالى الهند بعد احتلالهم بغداد 1917. وتزوج رشيد عالي الكيلاني ابنته (لمعة) عام 1920، عندما كان الكيلاني محاميا ويدير املاك مراد سليمان.
و(بغداد) جريدة اسبوعية سياسية. اصدرها عبد الرحمن البناء (شاعر الاستقلال ، ت1955)، وتولى صديقه المحامي احمدالصراف مسؤوليتها.صدر عددها الاول في العشرين من تموز 1931، وتوقفت عن الصدور بعد ان اعيت الشيخوخة صاحبها البناء، كما يقول الحسني، ثم الغي امتيازها عام 1948. وكان البناء قد اصدر قبلها جريدتي الاخلاق والنور. ومن الطرائف اني وجدت الصفحة الاخيرة من الجريدة خاصة باخبار سباق الخيل، ولما اخبرت الاستاذ الصحفي عبد القادر البراك بذلك، اجابني: ان خمسمئة نسخة كانت تباع في باب (الريسز)!
واصدر السيد خضر العباسي (ت1991) جريدة باسم بغداد، كرسها لمهاجمة احد الاحزاب الوطنية بشكل غير مهذب. وقد جاء في مذكرات السيد جاسم العزاوي، مرافق الزعيم عبد الكريم قاسم ان هذه الجريدة كانت تحصل على مصروفات سرية من الدوائر الامنية في ذلك العهد. ولعل افضل مافي هذه الجريدة الرباعيات الشعرية الذي كانت تنشرها للشاعر الرومانسي عبد القادر رشيد الناصري. لقد اصدر العباسي جريدته للمرة الاولى في 2 شباط 1952 بغير انتظام، وعطلت عام 1954، ولم يعد الى اصدارها الا بعد ثورة تموز 1958. حيث صدرت في 30 تشرين الثاني، واصبحت يومية في 16 آذار 1959 واستمرت الى منتصف عام 1961. والغي امتيازها في 27 اب 1961.

                 

ويذكر الدكتور فائق بطي في موسوعته : وهي من الصحف القليلة التي تولى رئاسة تحريرها العديد من الاشخاص لاستقالة الواحد بعد الاخر نتيجة سياستها ضد العناصر الوطنية والطعن بالشخصيات السياسية والفكرية والاجتماعية. ومن رؤساء تحريرها محمود جلال و علي الشمري ووائل محمود و قاسم الشماع و محمد علي سعيد و عبد المجيد العاني.
وكانت امانة العاصمة قد اصدرت نشرة لها باسمها عام 1958، توقفت عام 1963.

        

وفي عام 1976 اصدرت الامانة مجلة جديدة بالاسم نفسه، واصبحت مجلة منوعة وتعنى بالشأن البغدادي تاريخا وتراثا، فضلا عن نشاط الامانة التقليدي. وبعد ان توقفت هذه المجلة عام 1979، عادت الامانة الى اصدار جريدة باسم (بغداد)، وتولى السيد احمد فوزي عبد الجبار الاشراف عليها، وكان الاستاذ عادل العرداوي محررها، واتخذت من احدى ابنية متنزه الزوراء مقرا لها. وقد طبعت بورق ابيض طباعة فاخرة، وقد نشر كاتب هذه السطور عددا من المقالات فيها، ولم تكمل سنتها الاولى.
واصدرت حركة الوفاق الوطني، وهي احدى الحركات السياسية المعارضة للنظام السابق جريدة اسبوعية باسم (بغداد) في لندن في منتصف التسعينيات، وقد انتقلت مباشرة الى العراق بعد سقوط النظام عام 2003.

مجلات باسم بغداد
ان اول مجلة في تاريخ الصحافة العراقية، اصدرتها الارسالية الكرملية الدينية ببغداد، باسم (زهيرة بغداد) في الخامس من اذار 1905، استمرت سنة واحدة وتوقفت. واصدرت مديرية التوجيه والاذاعة العامة ببغداد مجلة (هنا بغداد) في عام 1947.

                                      

كانت ثانوية (كلية بغداد) الاهلية قد اصدرت مجلة مدرسية باسم (البغدادي) سنة 1954، ثم اصبحت باسم مجلة (العراقي)، ولم تصدر بانتظام، وفي مايس 1963 اصدرت وزارة الارشاد مجلة (بغداد)، وهي من المجلات الراقية، وتولى السيد عبد الجبار العمر سكرتارية تحريرها.كما اصدرت هذه الوزارة مجلة بالاسم نفسه باللغتين الانكليزية والفرنسية في السنوات 1963 ـ 1966. واصدر مكتب يغداد للترجمة والطباعة والاعلان مجلة اسبوعية سياحية وتجارية باسم (بغداد هذه الاسبوع، صدرت في 3 آب 1964 بالعربية والانكليزية، ولم تعمر.

المدى /رفعة عبد الرزاق محمد

   

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

673 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع