جلالة الملك فيصل الثاني يشاهد سباق الخيل في بغداد
من أيام الزمن الجميل / الريسز مدعاة لتوحيد العراق وأهله!!
الريسز أو سباق الخيل في العراق هو الأول في الشرق الأوسط كبقية الأشياء في العهد الملكي الجميل!!كانت البداية لدخوله مع الأنگليز,وأفتتح أول ميدان لسباق الخيل في باب المعظم , ومن ثم أول ميدان نظامي ومتطور في منطقة البلديات (أصبح مقرا للواء المدرع العاشر في فترة ما ومن ثم مضمارا لسباق السيارات, ولا نعرف ما حل به الان؟؟).
أكثر ريسز عرفناه هو ريسز المنصور, وقبل بناء الريسز الجديد في الغزالية والذي كثر عليه اللغط !!!!بالأمس حول المقاول والفساد واليوم حول تدخله بالسياسة وغيرها !!!
المهم ريسز بغداد في المنصور أفتتح في بداية الخمسينيات وبالتحديد سنة 1952 , وكان تابعا لشركة المنصور .
وبنيت بالقرب منه طوايل الخيل( موقع السوق المركزي حاليا) .. بالنظر لسكني في المنصور لمدة تزيد عن نصف قرن فارتأيت كتابة هذا التعريف بالريسز للأجيال العراقية من الشباب كتأريخ وشاهد من بغداد التي أعرفها سابقا ولا تعرفني اليوم !!!!!.
كان سباق الخيل يقام في أيام الجمعة والأحد والأربعاء من كل أسبوع .. طبعا أيام الجمع كانت هي الأكثر أزدحاما, ولهذا السبب كانت أحسن الخيول تتنافس فيه !
الطوايل كانت تضم بالمناطق المحيطة بها دورا لسكن معظم مالكي الخيول ... ومن مالكي الخيول المشهورين في وقتنا وقبله ,المرحوم عبد العزيز النجيفي وهو من المالكين والمربين الكبار , المرحوم سلمان خلف الجبوري , المرحوم لويس مروكي , المرحوم حميد قادر السامرائي , السيد خلف العليان , الدكتور نذير الدبوني , والمرحوم العكيلي وغيرهم الكثير ممن لا تسعني الذاكرة على ذكرهم . (في المراحل من العقود الأخيرة دخل مالكون جدد من رجال السياسة وخيول مهجنة يملكوها مثل القادسية الثانية !! منهم وزير داخلية سابق وأولاد مسؤولين ووو) فلا داع لذكر السيئات .
كانت الخيول تصنف حسب درجة أصالتها وفوزها بالسباقات..حيث تتدرج من الميدن للمبتدءات (تشمل الميدن للثنايا ,والعادية والمسنات) (المسنات كانت للكدش مثل فد جماعة اليوم !!) وهي التي لم تفز بأي شوط ..
ومن ثم الصنف الثالث (الترت) للخيول الفائزة مرة واحدة , أيضا ( عادية ومسنات), وتصعد الخيول للصنف الثاني( سكن ) بعد فوزها مرتين في الصنف الثالث ,, ومن ثم الى الصنف الأول ( فص كلاص أي فرست كلاس ),وبعد فوزها ثلاث مرات في الصنف الثاني وتلك المراحل تأخذ مواسم إلا ما ندر ....أسرع فرس صعدت من الثنايا الى الفص في موسم واحد هي الفرس( بلو برد ) على ما أتذكر .
أما المسافات فكانت تقدر بالميل , حيث تبدأ من الأقصر ( خمسة أثمان الميل ) وكانت للمسنات في أكثر الحالات (مثل أعضاء البرلمان اليوم )! ( أذا بقت تخسر يبيعوها لأهل العرباين)!!
وكانت في بداية ونهاية يوم السباق! , والستة أثمان الميل والسبعة أثمان , والميل , ومن ثم الفرة (أي طول مضمار الخيل), والفرة ونص وهي أطول المسافات وتخصص للدرابي وكأس الوداع في نهاية كل موسم ( يكون عادة اليوم الأخير من حزيران أو الأول من تموز ), لترتاح الخيل لمدة شهرين حيث يعود السباق بداية أيلول .
من أشهر الجاكية في السبيعينيات هو المخضرم داود هاشم ( من أيام الملكية ) , وسعد عبد الله , وحسين عبد الواحد , وتركي عطية , و شقيقه المرحوم فريد عطية الذي دهسته الخيل بعد سقوطه , واللبناني جورج واكد , ووووو لا تسعني ذاكرتي المتهالكة على تذكرهم .
كان الأعتراض على الفائز يسمى (أوبجيكشن) وتدق صافرة مثل صافرة الأنذار لبيان الأعتراض وأنتظار النتيجة , بعد قرار المحكمين .( مرات يتحكمون للتصوير ).
عند بداية كل سباق كان يتم أستعراض لكل الخيول والفرسان مع موسيقى جميلة وحسب التسلسل من قبل مذيع السباق الداخلي ,,,لحضرتكم مثل لما كان يقوله :
رقم واحد ( حمية ) تحمل سبعة عشرة حسين عبد الواحد
رقم أثنين ( محاسن بغداد ) تحمل ستة تسعة تركي عطية
رقم ثلاثة ( ضرغام ) يحمل ستة ثمانية سعد عبد الله
وهلم جرا الى الحد الأعلى وهو رقم عشرين ( معظم السباقات كانت بين عشرة وستة عشر متسابقا )
الرقم هو رقم الحصان أو الفرس
ومن ثم الأسم
ومن ثم الوزن , وكانت تسمى ستونات, حيث يتم تحميل الفائز أوزان أضافية , وأخيرا الجاكي !
كان لكل رقم من أرقام الخيول لون للجاكي ,,,فرقم واحد أبيض ورقم أثنين أحمر , وثلاثة أزرق فاتح تركواز وأربعة أخضر وخمسة نيلي وستة أصفر وسبعة رصاصي مع رقم سبعة بالأحمر وثمانية أسود وهلم جرا!!( أعتذر أن أخطأت فللعمر والذاكرة أحكام ) .
كانت المراهنات تكتب على التوت(التوت هوالحاسبة الرقمية الكبيرة الموجودة مقابل مدرجات الجلوس) أول توت رقمي دخل في المنطقة والشرق الأوسط كان في العراق ! وبعد أن كان يكتب بالطباشير قديما !!
المراهنات تكتب بالدراهم ،( الون , يعني للفائز الأول فقط مثلا ستين درهم للربع دينار) ،(البليس , للأول والثاني والثالث, مثلا ستة دراهم للربع دينار وخصوصا للفيفرت .....الفيفرت هو الفافورايت أي المفضل بالأنكليزية ) ,( الكونيللا للمعرفة الفائز الأول والثاني ,,سبع للي يصيدها)وقسم أخر مثل الزنجيل وغيرها لرواد الأختصاص في المراهنات .
كان قفص الأنطلاق يسمى المشن (ليس مشن كاليفورنيا ),, والمسؤول عن الأنطلاق هو شخص مخضرم , يحمل الراية الحمراء للبدء بأنطلاق الخيل , ويدق جرس في الأذاعة للأنطلاق ..أشهر أمر أنطلاق هو المرحوم حسن الأوقاتي .
عشنا مع الريسز بالضرورة لقرب البيت منه , ولكننا كنا ننزعج من الأزدحام والسيارات ولكننا لم نسمع يوما بأن أحد المقامرين قد سرق بيتا أو سيارة بسبب خسارته ,, ولكن كنا نأسف ونحن نراهم خاسرين مكسورين , منهم من يرجع مشيا على الأقدام ومنهم من يركض وراء باص المصلحة !!! (هؤلاء كانوا عراقيين أصلاء قامروا وخسروا أموالهم ولكن لم يسرقوا أو يقامروا بما يضر بلدهم ,,نعم أضروا عوائلهم ومستقبل أولادهم ولكنهم أقل مليون مرة ضررا بمن قامر ويقامر بدماء شعبه ككل ).
لم نسمع في الريسز غير منو غلب ! ومنو جر محبوب طلبه! ومنو أبن فهد الشول! ,لم نسمع من أي طائفة أنت ولا أذية لكل مخلوق سوى أنفسهم !!
كانت تصدر عدة صحف للريسز من أهمها المضمار ونشرة نادي الفروسية .
الناس ملتهية بونستها وبهوايتها ولو على حساب سعادة عوائلهم ,, ولكن لم أسمع أحد منهم أذى وطنه وسرقه وقتل أحد أخوته( بالعكس)..والله الشاهد ...
ملاحظة : لم أكن في يوم من الأيام ريسزجي والله الشاهد ....مرات جنه نلعب بليس وشراكة عشرة بربع دينار للونسة في أيام العيد وكأس الوداع ..
عسى أن لا يكتب الله لنا وداع العراق...الوطن الذي لم نعرف قيمته لليوم .
964 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع