تبارى العديد من العراقيين في إستذكار المطربة اللبنانية نهاوند التي رحلت يوم الخميس الماضي ، إستذكروا أغانيها وحلاوة صوتها وإنطلاقتها نحو الشهرة التي كانت منصتها بغداد .
عبدالجبار العتابي/بغداد:على الرغم من أن المعلومات شحيحة عن المطربة نهاوند خاصة انها اختفت لزمن طويل ، الا ان اغنياتها ما زالت عالقة في ذاكرة العراقيين ويتغنون بها لاسيما من الجيل الذي يمكن ان نصفه بـ (القديم) والذي يصفها بانها (عراقية بغدادية) كونها اجادت الغناء البغدادي ونجحت واشتهرت في ارجاء الوطن العربي به ، فقد رحلت الفنانة اللبنانية نهاوند عن عمر 81 عاماً، ومن الغريب ان موتها تزامن مع رحيل المطربة الكبيرة صباح حيث تألقت المطربتان فنياً في زمن واحد وكانتا صديقتين.
آراء عراقية
عبر عدد من الفنانين والنقاد الموسيقيين والإعلاميين عن حنينهم العارم لصوت نهاوند ورسموا اشواقهم عبر اغنياتها الجميلة ، مستذكرين تلك الايام بالمعلومات التي يحتفظون بها.
علي عبد الامير
لارا كيروز التي "تبغددت" فصارت "نهاوند" ... وداعاً للنغم المهذب الرقيق.. وداعا لآخر الاصوات العربية التي داعبتها الروح المدنية البغدادية بالجمال والعذوبة..
جبار ثابت
حين ارى كل هذا الفن والجمال يموت , العن الحياة , ما جدوى ان نعيش ان كان الموت يتربصنا دائماً
راهبة الخميسي
الله يرحمها صاحبة الصوت الرائع والاغنيات التي لاتنسى، وللمعلومة لقد كانت الرائعة نهاوند مناضلة في صفوف اليسار وأعتقد أنها تعرضت للسجن في سورية.
امير العاني
هذه الفنانة المبدعة تذكرنا بأننا كنا في يوم ننشد للحب والحياة .
زهير صالح
اسهمت بأثراء الحياة الانسانية بالجمال والعذوبة والرقة وتهذيب الذائقة الفنية ... نهاوند صوت رائع لم يحالفه الحظ ...
مقداد عبد الرضا
الى رحمة الله، لدي لقاء تلفزيوني لها لكن لا أذكر أين حفظته , وليس متوفراً على اليوتيوب، سريعة الحياة , يبدو انها اسرع من انفاسنا .
فاروق البصري
عشقت صوتها كثيرا ، وأحتفظت لها بثلاث أشرطة في مكتبتي وما زلت أسمعها بين فترة وأخرى ، معها اًصوات عذبة أخرى مثل (نور الهدى) و (نرجس شوقي) و(زكية جورج) و (سهام رفقي) و (راوية) ، للاسف لم يعدن مشهورات كزميلاتهن البقية.
زيد الحلي
تسجيلاتها مع نرجس شوقي تتصدر مكتبتي ، وتذكرني بأحلى سني عمري التي تلاشت مثل الدخان ...
وليد عمر العلي
كلمات اغنيتها يابه يابه شلون عيون. هي لامير ربيعة. رحمها الله
عبد الرحمن اطيمش
نهاوند لايشبه جمال صوتها الا صوتها ماكانت صوت يطرب كانت عطر صوت اريج بهيج،غنت (اين ياليل) وهي من شعر مظهر اطيمش المعروف باسم مزهر عام 1953 وكان مزهر يعبدها حبا وولها وغنتها بالحانها وهي مسجلة عند مزهر وبعد رحيله لم نعثر عليها ، الاغنية بدون موسيقي وجميلة جدا ومازلت اسعى لاقتناصها.
رضا الأعرجي
رحلت صاحبة أغنية السمار والندامى وعشاق السهر "أين يا ليل صباباتي وأحلامي وكأسي"، رحلت نهاوند المطربة اللبنانية التي أحبت العراق وعاشت فيه لسنوات أواسط خمسينات القرن الماضي أدت خلالها ألحانا عراقية مازالت تتردد على الألسن.. ومن ينسى أغنية "يا با يا با شلون عيون عندك يابا" التي لحنها رضا علي؟
غيبها الموت بعد رحلة مع الحياة دامت 81 عاماً، فهي من مواليد ١٩٣٣، واسمها الأصلي لارا كيروز، واطلق عليها الاسم الفني نهاوند لعذوبة صوتها، ذلك الصوت الهاديء المغلف بالحزن والشجن والعاطفة، صباح الطرب حزين بعد رحيل الشحرورة صباح، وليل الطرب أكثر حزنا برحيل من ناجته بأعذب الألحان
واضاف: قصيدة (اين ياليل) لمظهر اطيمش رحمه الله.. وهذه مقاطع منها :
(أينَ ياليلُ صباباتي وأحلامي وكأسي
أينَ ياسمارُ أشواقي وامالي وعرسي
ذهب السمّارُوألكأسُ وآمالي ونفسي
وتأسيتُ فلم يرضَ فؤادي بالتأسي
أسألُ الّليلَ عن الماضي وحلّوِ الذكرياتِ
اسألُ النجمَ عن النادي وعذبِ النغماتِ
اسألُ الا حلامَ عن تللكَ الليالي الحالماتِ
أينَ يا ليلُ ندامايَ ومجلى صبواتي
أين مني الطيفُ كالموحي اذا ما الليلُ أمسى
وسقاني الشوقُ آلامَ الهو ى كاسا فكأسا
قد كرهتُ الليلَ والاحلامَ والاشواق يأسا
ليتني أنسى هواكم ثم أنسى) .
السيرة الذاتية لنهاوند
رحلت .. هذه المطربة التي (تبغددت) فتوهجت داخل البيئة البغدادية فنجحت لتميز صوتها وروعة ادائها واحساسها ، فحفظ لها العراقيون اغنياتها وتباهوا بها بعد ان احتضنوها وشجعوها وصفقوا لها لا سيما ان اغنياتها من الروائع التي
في السيرة الذاتية للمطربة ، نقرأ انها ولدت في عام 1933، اسمها الأصلي لارا كيروز، وعرفت بالإسم الفني "نهاوند" لعذوبة صوتها، حيث بدأت حياتها الفنية مع فرقة الإذاعة الموسيقية في بيروت، قبل ان تسافر الى العراق مطلع الخمسينيات وفيه قدمت اغان لبنانية تميزت بلون العتابا والميجانا والموال، بالاضافة لألحان عراقية بالتعاون مع اشهر الملحنين في العراق وقتها، وقد لحن لها الفنان رضا علي مجموعة من الأغاني أتسمت بطابع الأغنية العراقية فطبقة شهرتها الافاق، وخاصة بعد ان غنت اغنية (يبايابا شلون عيون عندك يابا ،واهل البلد مايدرون عنك يابا) التي احدثت قفزة كبيرة في الاغنية البغدادية حينما غنتها في اذاعة بغداد عام 1954، فنالت شهرة واسعة بسببها، والاغنية كتب كلماتها الشاعر الغنائي الكبير(سيف الدين ولائي) ولحنها الملحن والفنان الكبير (رضا علي) .
وانطلقت من بغداد لتسمو في فضاءات الفن العريي، فتنقلت بين مسارح بيروت ودمشق وعمان ، وسجلت لأذاعات هذه العواصم مجموعة من أغانيها الملحنة خصيصاً لها كما تعاقدت معها اذاعة الشرق الأدنى، واعتبرتها من بين الصفوة المختارة من المطربات اللاتي تعاقدت معهن، وسجلت لها شركة بيضا فون عدداً من الأسطوانات.
الحب قادها الى البرازيل
اختفت عن الساحة الفنية وهي في الثلاثينات من عمرها، وتؤكد الاخبار العديدة انها أحبت شابا برازيليا فتزوجته وباعت كل أملاكها في لبنان ووضعتها في رصيد زوجها وسافرت معه الى البرازيل وهناك ظهر وجهه الاخر ومعاملته القاسية لها فحجز جواز سفرها وسيطر على أموالها ولم تعد إلى لبنان إلا بعد وفاته في اواخر القرن العشرين، وانها في عام ٢٠٠٢ منحتها عقيلة رئيس الجمهورية اللبنانية السيدة اندريه لحود باسم رئيس الجمهورية العماد اميل لحود، وسام الاستحقاق اللبناني تعبيراً عن تكريم الرئيس لحود لكبار المبدعين اللبنانيين الذين ساهموا في اطلاق الفن اللبناني وتحديداً الاغنية اللبنانية لتصل الى المراتب العالمية.
وقبل سنوات قليلة أطلت على جمهورها ومحبيها ، في (مهرجان جبيل) واعادت اغانيها القديمة بتوزيع جديد ، كما انها في السنوات الأخيرة أصبحت مقيمة في احدى الكنائس مرتلة في الجوقة الموسيقية .
للراحلة تجربة سينمائية حيث شاركت في الغناء في فيلم «كأس العذاب» مع فاتن حمامة واخراج حسن الامام .
اطلق عليها اسم (نهاوند) تيمنا بأحد اجمل المقامات الوسيقية وهو مقام (النهاوند) لانه كانت (ذات صوت شجي يمتاز ببحة خفيفة لكنه صوت غني بالشجن يندر ان نعثر عليه عند غيرها من الفنانات) ، كما انها (تمتاز بصوت هاديء مغلف بالحزن والشجن والعاطفة) وانها تأثرت بالمطربة السورية ماري جبران وأصبحت مغنية على هدى موهبتها وفطرتها.
اشهر اغانيها
ومن اشهر الاغاني للراحلة « يبا يابا شلون عيون عندك يابا» و(ادلل عليّ ادلل) للمطرب والملحن العراقي رضا علي، حيث لاقت هذه الاغاني شهرة واسعة، حيث ادتها نهاوند بلون الغناء العراقي الاصيل، واغنيات اخرى قدمتها للاذاعة العراقية مثل «دخلك يا حسين» و(ياغزيل يا ابو الهيبة) ومووايل ميجانا وعتابا. و(أين يا ليل) وهذه الاغنية كانت من الحانها، وشاركت ايضاً المطربة نهاوند في حفلات غنائية على مسارح دمشق وعمان وبيروت.
وغنت (تعال الورد بينادي والفل عليك، تعال واشترِي وهادِي واقطف بأيديك، حبيبك المش راضي حيحن عليك، تعال تعال تعال دا انا قلبي عليك) ، وكذلك غنت قصيدة (اين يا ليل صباباتي واحلامي وكأسي) ، ويذكر البعض من ابناء ذلك الزمان انه سمع المذيع وهو يعلن ان الاغنية من كلمات والحان المطربة (نهاوند) ،لكن الأستاذ فاضل الخالد والحافظ للكثير من الذاكرة الفنية العراقية يقول (أن المذيع في اذاعة بغداد ..قال بأنها من ألحان المطربة نهـــاونــد ..في العام 1954) ، فيما يؤكد البعض أن القصيدة للشاعر والفنان الراحل (مظهر أطيمش) طيب الله ثراه، العراقي الذي عاش سنوات طويلة في مدينة كربلاء مدرسا لمادة الرسم في ثانوية كربلاء للبنين ، فيما يقول العراقي رازن الشبو : ان قصيدة (اين ياليل) هي للشاعر والاستاذ البشبيشي من مصر ودرس اللغة العربية في العراق في الخمسينيات وانا متأكد مئة بالمئة وقد قال لي احد تلاميذه الله يرحمه وقد ارسلت له نهاوند شكر وتقدير وكان قد عرضه على طلابه بتوقيعها وصورتها .
وكذلك اغنية ( شنهو السبب يازين) واغنية (زينة الزينة) و (يا الله سوق يا طيار) و(ياميجنة) و (أدلل علي أدلل) كلمات سيف الدين ولائي والحان الفنان رضا علي، وغنت كذلك (يافجر لما تطّل .. ملون بلون الفل) و (ياحسين دخلك ياحسين وينك رايح گلي وين) واغنية (سلامات ..سلامات يازين) ، وأغنية (وين القى الحبّيب وأغنية قمر الحبايب)،كما سجلت اغنية لرمضان بصوتها في اذاعة بغداد بعنوان (يا شهر مبارك يا رمضان) .
902 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع