كتاب فن الحرب العربي الأسلامي
صدر مؤخرا عن دار أكاديميون للنشر والتوزيع في عمان كتاب جديد للكاتب والمفكر اللواء الركن علاء الدين حسين مكي خماس مؤلف جديد تحت عنوان فن الحرب العربي الأسلامي . ومؤلف الكتاب اللواء الركن علاء الدين حسين مكي خماس معروف بغزارة مؤلفاته وبحوثه وتراجمه للعديد من الكتب الأجنبية في مجالات مختلفة من العلوم العسكرية المختلفة . وياتي هذا الكتاب بعد كتابه دور العراق في حرب عام (1967) الذي صدر خلال شهر نيسان عام (2021) .
ان فن الحرب كمصطلح عسكري : هو الدراسات النظرية التي تهتم بأساليب القتال وخوض الحرب في كافة الجوانب والمجالات ( سوقية وعملياتية وتعبوية) وهذه الدراسات تعتمد بالأساس على العقيدة العسكرية كونها الموجه والمرشد لها ، وعلى التحليل التاريخي العميق لسير الأعمال الحربية وأستلهام الأسس والدروس منها من أجل بناء النظرية الحديثة لأستخدام القوات المسلحة وأدارة الصراع المسلح .
ان فن الحرب العربي الأسلامي ينبغي أن يدرس على ضوء التاريخ العسكري من قبل أشخاص لديهم أختصاص وخلفية عسكرية جيدة وخبرة عملية وأطلاع مناسب على النظريات والعلم العسكري وهذا ما توفر لدى المؤلف اللواء الركن علاء الدين حسين مكي خماس .
من خلال هذا الفهم أنطلق مؤلف الكتاب في دراساته وبحثه وتحليله لتاريخ فن الحرب العربي الأسلامي رغم الصعوبات الكثيرة التي واجهته بسبب ان ما كتب عن الفن الحربي العربي الأسلامي محدود جدا بصيغة هذا المفهوم (فن الحرب) وما كتب كان اغلبه سرد تاريخي لتلك الحروب بعد ما لايقل عن مائة وخمسون عاما من تاريخ وقائعها وما بعدها .
تناول المؤلف موضوع فن الحرب العربي الأسلامي خلال فترة الخلفاء الراشدين حصرا والتي لم تتعدى الربع قرن ، خلال هذه الفترة القصيرة خاض العرب المسلمون معارك كبيرة أذ فتحوا العراق والشام وفارس وقضوا على أكبر أمبراطوريتين في العالم . عندما نقف أمام هذه الأحداث التاريخية الجسام ونتأمل تفاصيل أحداثها لابد وان نصل الى نتيجة خلاصتها أننا امام فن حربي متميز في كل جوانبه (سوقية وعملياتية وتعبوية ) .
لقد اعتمد المؤلف خلال مراحل عمله على البحث العلمي باعتماد المنهج التحليلي والمنهج التركيبي والمزج بينهما فقام بكتابة وتدوين وقائع المعارك كما في المراجع والمصادر التراثية وقام بتدقيق الأشارات التي وردت في هوامشها اينما جاءت من المصادر الحديثة ومن ثم تحليلها واعادة تركيبها وصياغتها مع بيان الرأي بشأنها بلغة عسكرية معاصرة كي تكون مفهومة للقاريء العربي الحديث سواء كان عسكريا او مدنيا .
يكتسب هذا الكتاب أهمية كبيرة كونه يبحث في موضوع تاريخي مهم من تاريخنا العسكري العربي الأسلامي التي كانت غايته الأساسية نشر راية الأسلام في العالم فالأسلام كعقيدة لم ينظر الى الحرب كهدف يسعى لتحقيقه من خلال الحرب بل كوسيلة لتحقيق الهدف وبعبارة أخرى أن الأسلام لم يضع السيف كوسيلة لنشر العقيدة كما يصورها أعداء الأسلام بل جاء يحمل راية انسانية حضارية غايتها أعلاء كلمة الحق ضد الكفر والظلم والظلالة وتحقيق السلام العادل الذي في اطاره تتحقق العدالة الأجتماعية وتتحقق شروط الأنسانية كما ارادها الله . وكان هذا هو سبب أنتشار الأسلام في كل مكان وصلت أليه راية الأسلام .ومن خلال هذه الدراسة والتحليل خرج الكاتب بنتيجة وهي أن العرب المسلمين كانوا سادة فن الحرب وقد مارسوا هذا الفن بأروع ما تكون عليه الممارسة علما وتطبيقا وأنسانية .
وهكذا جاء هذا المؤلف الجديد الذي يعتبر أول مؤلف يكتب عن فن الحرب العربي الأسلامي بهذه التفاصيل والدقة والوضوح .
يقع هذا الكتاب ب(553) صفحة وجرى تنظيمه بستة ابواب وكما يلي :
الباب الأول مصطلحات ومفاهيم ومسرح العمليات
الباب الثاني : معارك المثنى وخالد في العراق 632 – 634 م / 10 – 12 هج
الباب الثالث : سفر اليرموك
الباب الرابع : سفر القادسية
الباب الخامس : ما بين القادسية ونهاوند
السفر السادس : سفر نهاوند
الخاتمة والمصادر
كما تضمن الكتاب (61) خارطة ومخطط
الفريق الركن
محمد عبد القادر الداغستاني
10 حزيران 2022
907 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع