ورحل عاشق المقام العراقي الاستاذ يحيى ادريس الذي غادرنا لجوار ربه وذلك اثر مرض عضال اتعبه وانهكه ونسال الله له الرحمة والمغفرة..
((يحيى إدريس)) مواليد الموصل 1945 أنهى دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية في أربيل، حصل على شهادة البكالوريوس من قسم اللغة العربية من جامعة المستنصرية. كما حصل على ماجستير من معهد البحوث والدراسات التابعة إلى جامعة الدول العربية 1985م بعنوان (الحس القومي في المسرحية التاريخية العراقية ما بين الحربين).
رشح مدرسا للغة العربية في الجزائر وانتخب رئيساً للبعثة التربوية في عنابة. عزز مكانته الفنية والثقافية في تأليف وإخراج مسرحيات عن أزمة فلسطين وتضارب المواقف الدولية … وكتب مقالات أدبية في الصحف الجزائرية 1970-1974.
يعد المرحوم يحيى إدريس واحداً من ابرز وأهم أعلام العراق في القرن العشرين في موسوعة الاديب حميد المطبعي. قدم وأعد مجموعة من البرامج التلفزيونية والإذاعية في العراق.
من ابرز محطات النشاط الثقافي والفني أصدر المرحوم يحيى مجموعة قصصية بعنوان (حفر ودموع) سنة 1966. وشارك في إصدار مجاميع قصص. كما عمل في إصدار مجلة (القافلة). عمل محررا ورئيس قسم الموسيقى في مجلة الإذاعة والتلفزيون ومجلة (فنون) واختص بكتابة دراسات في التراث الغنائي وبالتحديد المقام العراقي من 1974 كما عمل معاونا في معهد الفنون الجميلة ثم أستاذ لمادة المسرح العربي. وكذاك سكرتير تحرير مجلة (القيثارة)، حيث أجرى لقاءات عديدة مع كبار فناني المقام العراقي منهم الفنان محمد القبانجي ويوسف عمر وشعوبي إبراهيم وإسماعيل الفحام ويونس إبراهيم و حسين الاعظمي وغيرهم.
عمل مدير تحرير لجريدة (فن) سنة 2001-2002 من إصدار دائرة الفنون الموسقية. حيث كتب صفحة (بطاقات موسقية) في جرائد الثورة والعراق والقادسية على مدى أكثر من عشرة سنوات وكان يميل إلى ألحان تجمع بين الأصالة والحداثة ويركز على أسلوب المقامات العراقية ويزكي دورها وريادتها في بناء فن المقام العراقي.
بدأ نشاطه التلفزيوني إلى جانب ممارسة النقد الفني في الصحف والمجلات العراقية في بداية الثمانيات من القرن العشرين بتعاون مع خبير المقام العراقي الحاج هاشم الرجب من خلال إعداد وتقديم (سهرة مع المقام العراقي) الذي نال تقدير المشاهدين واستمر البرنامج فتره طويلة. إلى جانب برنامج (سهرة مع المقام العراقي) قام يحيى إدريس بإعداد وتنفيذ برنامج ثاني بعنوانه (سهرة تراثية) في المتحف البغدادي نال استحسان الجمهور العراقي واقترح في إحدى الحلقات تأسيس بيت المقام العراقي فنال دعم من وزارة الثقافة. حيث أسس بيت المقام العراقي في منطقة السنك جوار معهد الدراسات الموسيقية وافتتح في سنة 1987 بحضور وزير الثقافة.
أجرى يحيى إدريس مسحا ميدانيا لتراث المقام في جميع محافظات القطر مع تعاون أسرة بيت القام العراقي. كما عمل على تطوير دور بيت المقام العراقي ليشمل افتتاح فروع له في الموصل وديالى وذي قار وكركوك وعمل مدير عام بيوت المقام العراقي.
أقام يحيى إدريس 25 دورة موسيقية ومقامية بالتعاون مع كبار الفنانين منهم سالم عبد الكريم وغانم حداد وكريم هميم وصلاح القاضي وحامد السعدي. زاد البرامج التلفزيونية حافزا لاندماج لون المربع العراقي الذي انتعش واشتهر في برامج يحيى إدريس.
شكل يحيى إدريس لجنة اسشارية في بيت المقام العراقي نضم كبار الفنانين المثقفين لتطوير حركة بيوت المقام والبرامج التلفزيونية منهم الدكتور عبد الله المشهداني، د.حسين علي محفوظ، د.نوري حمودي القيسي.جلال الحنفي، حسين قدوري، سلام حسين، عبد الوهاب الشيخلي، عباس جميل، روحي الخماش، غانم حداد وغيرهم.
اشهر البرامج التلفزيوية و الاذاعية التي قدمها المرحوم يحيى ادريس
(سهرة مع المقام العراقي) 1980-1985 على القناة الفضائية العراقية
(سهرة تراثية) 1985-2003 على القناة الفضائية العراقية
(على ضفاف التراث) 1986-2005 على قناة الفضائية العراقية
(ينابيع الطرب عند العرب) 2003-2010 على فضائية صلاح الدين
(كلمة ونغم) 2005-2006 فضائية الديار
(كهوة عزاوي) 2011-2012 فضائية الرشيد
(تراث ما بيهن النهرين) 2004-2008 على فضائية اشور
(مقامات عراقية) 2006-2007 على فضائية البغدادية
(سهرة تراثية أسبوعية) في المتحف البغدادي 1987-2003 استمر النشاط على مدار 15 سنة بمعدل 48 ساعة تلفزيونية مقامية في السنة الواحده..
(النغم الخالد) 1987-2003 برنامج اذاعي
(على خطى النجوم) 2007-2009 على فضائية البغدادية
(في رحاب المواليد البنوية الشريفة) برنامج اذاعي 1999-2001
رحم الله عاشق المقام العراقي الاديب الموسوعي ((يحيى ادريس)) وجزاه خيرا
واتذكر انه اواخر التسعينات كان يزورنا في مقر مديرية الشرطة العامة ويدعونا لحضور سهرة المقام العراقي في المتحف البغدادي القريب من مقر الشرطة العامة ويفرح كثيرا حين كنا نلبي دعوته.
776 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع