صدر في أمريكا كتاب اسمه *استجواب الرئيس* “صدام حسين”
تأتي أهمية الكتاب من ان مؤلفه هو *جون نيكسون* كبير محللي وكالة المخابرات الأميركية ( CIA ) والمسؤول عن قراءة وتحليل ( اخبار و خطب الرئيس صدام حسين) خلال عمله في ( وكالة المخابرات )
يقول المؤلف كنت خلال عملي في وكالة المخابرات الأميركية أعيش مع صدام حسين واستنشقه .. يوميا وبعد سقوط بغداد تم ارساله من قبل وكالة المخابرات إلى العراق لمتابعة البحث عن الرئيس
وبعد اعتقال ( اسر ) الرئيس صدام حسين أسندت إلى المؤلف مهمة استجوابه.
ويروي المؤلف تفاصيل استجوابه للرئيس صدام حسين خلال الأسابيع التي تلت أسره ..
والآن بعد 14 سنة من ذلك الاستجواب ، أصدر الرجل كتابه المهم جدا : ( استجواب الرئيس ) ، يقول لازيل عن كاهلي عبء إخفاء الحقيقة !
ويقول اني قد رسمت صورة للرئيس صدام حسين استنادا إلى تقارير وكالة المخابرات المركزية الأميركية والى *مايكتبه الإعلام الغربي*
وهي صورة : الدكتاتور الجاهل المتعجرف الدموي ،يقول:
عندما ألتقيت ب صدام وجها لوجه وحاورته، اكتشفت اني كنت أسيراً لأكبر عملية خداع في التاريخ الحديث،فقد وجد هذا المحلل أمامه – كما يؤكد – في كتابه هذا ،قائدا شجاعا حاد الذكاء واسع المعرفة يختلف كليا عن تلك الصورة المزيفة التي صوّروه بها، لذلك نشر كتابه إرضاء لضميره ولكي يسهم في اصلاح آليات اتخاذ القرار في بلده ، معتذرا للعراق وللرئيس صدام بقوله : لا أعتقد أن هناك أية دولة أخرى اضطُهدت وأسيء الظن فيها كما حصل للعراق..
وأضاف : الولايات المتحدة أساءت فهم صدام، وفهم دوره كعدو حازم للقيادات الراديكالية في العالم .
ويشدد نيكسون على أن إزالة صدام عن السلطة اثبتت أنها نكبة حلت بالعراق الذي بات الآن دولة فاشلة في جميع المقاييس .
ويضيف نيكسون أيضا : لقد قال لي صدام سوف تفشلون وستجدون أن حكم العراق ليس بتلك السهولة.
وعن شخصية الرئيس صدام حسين ومواقفه ، يذكر نيكسون الآتي : كان صدام صلبا وحاد الذكاء ومناورا . كان لا يخشى الموت .
يقول المؤلف جون نيكسون
عندما سألني بوش – عما إذا كان صدام يعرف أنه سيعدم ؟ ..
أجبته إن من أوائل الأمور التي ذكرها صدام لي، هي معرفته بأن حبسه سينتهي بإعدامه ..
ويكشف نيكسون في كتابه تفاصيل لقاء الادميرال ( ماكريفن ) ، في الأول من آذار عام 2004 ، ويومها طلب من صدام التوقيع على بيان يدعو فيه المتمردين العراقيين الى إلقاء سلاحهم ،وقد هدده الادميرال بمصير موسوليني .. فرفض صدام حتى قراءة البيان ، ناهيكم عن توقيعه ، وقال : كرامتي لا تسمح لي بقراءته ..
وقال صدام لزميلي لاحقا : اعتقد أن السلطات العسكرية الأميركية لا تفهم صدام حسين ولا العراق .. وأضاف صدام : إذا كنتم تريدون وقف سفك الدماء ، فعليكم أن تغادروا، ولن تخسروا شيئا بمغادرتكم ، أما نحن فسوف نخسر كل شيء لو أوقفنا القتال .
ويواصل نيكسون وصفه للرئيس صدام ، فيؤكد : صدام حادّ التقييم لمستجوبيه، وكان سريع البديهة، ولم يكن ساعيا وراء قيادة الأمة ، بل قال : لا اريد غير قيادة العراقيين، فهم انبل الناس ..
ويعترف نيكسون أن الرئيس صدام كان يتمتع بالجاذبية الشعبية، وحين سألناه عن القيادة الإيرانية ، تصرف كرجل دولة شهم ، وقال انه في اعقاب وفاة الخميني في 1989 طلب من معاونيه إظهار الاحترام لرجل الدين الراحل . وعدم الاصابه له بعد موته
ويضيف نيكسون :
خلال استجوابنا لصدام ، كان يقاوم أية محاولة صريحة لإخضاعه أو لتحدي شعوره بالسيطرة ،وكنا نراعي كبرياءه .. فذاكرته كانت حادة للغاية، وكنت أحيانا اطرح عليه سؤالا غامضا أو أريه صورة ملتقطة قبل ربع قرن، فكانت اجاباته دقيقة ومفصلة ..
ويروي نيكسون هذه الحقيقة فيقول : صدام يحب الشعب الكردي لكنه يحتقر مسعود البارزاني وجلال الطالباني..
و صدام يصف حزب البعث بأنه جزء من الأمة وإنه حزب يدعو الى العدالة الاجتماعية والوحدة العربية والحرية والديمقراطية.
ويذكر المؤلف انه تم حذف بعض صفحات من الكتاب بامر وكالة المخابرات
لاعتقادهم بأن هذا الكلام قد يعتبر مدح وتمجيد لعدونا صدام!!
————————–
هامش ….
* نيكسون هو محلل قادة ( Leadership analyst ) في وكالة المخابرات الأميركية ومتخصص بالرئيس صدام حسين ، في أطار مهمته لتحليل القادة ، لمساعدة صانعي القرار في واشنطن من خلال تقديم تحليلات تفصيلية للقادة الأجانب،وتشمل تلك التحليلات آراءهم وطموحاتهم ومحدداتهم وحياتهم الاجتماعية وكل ما يتعلق بهم.
462 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع