بعدسة مصورة ايطالية /كوبا .. جزيرة السينمات
بقلم /محمد سهيل احمد
* عن دار (سكيرا Skira ) السويسرية صدر كتاب توثيقي للمصورة الايطالية كارولينا ساندريتو حمل عنوان ( سينمات كوبا Cines De Cuba ) جاء بمثابة مخاض لرحلات مكوكية قامت بها هذه الصحفية في ارجاء كوبا ، متخذة من التصوير منهجا للتعبيرعن رؤاها الفنية والسياسية حيال الحياة.
أن رحلة ساندريتو حول الجزيرة لثلاث مرات في المدن الكوبية وعلى مدى أربع سنوات متعاقبة أثمرت عن التقاط صور لما يزيد عن 300 دارا للسينما مهجورة الا بضعة اعداد قليلة منها . وقد تعمدت المصورة اعتماد كاميرا تقليدية مستخدمة تقنية medium format hasselblad ) . والحقيقة ان مهمة الصحفية كانت شاقة لعدم توفر المعلومات الكافية على خطوط الانترنت عن تلك الدور المتهاوية ، كما ان غوغل ما زال غير متوفر في هذه الجزيرة الكاريبية ذات التاريخ السياسي الساخن .ومن هنا لم يكن امام كارولينا سوى خيار واحد يتمثل في استنطاق شخص طاعن في السن في كل مدينة من المدن الكوبية .
قبل عام 1958 وهو عام انقلاب كاسترو على نظام باتيستا ، كان في كوبا ما يعادل 511 دارا للسينما ، 130 دارا في العاصمة هافانا لوحدها ! بمعنى انها فاقت اعداد دور السينما في كل من باريس ونيويورك .بينما لم يتبقَ من هذا العدد الكبير سوى 19 بناية ما زالت تقدم عروضها في حياء في الوقت الذي تحولت دور اخرى للسينما الى مسارح او مراقص ذات طابع محلي . وفي الواقع ان ازدهار ذلك العدد الكبير من الدور السينمائية يرجع الى تمويل شركات الانتاج الهوليوودية : فوكس للقرن العشرين ، كولومبيا ومترو غولدن ماير التي تبنّت موضوع تشييد تلك السينمات لكن في اعقاب الثورة تحولت مسألة التمويل والصيانة الى أعباء متراكمة ما جعلها تتهافت دارا في اثر دار.
تسعى المؤلفة ـ المصورة ـ من خلال جهودها التوثيقية ـ الى جملة اهداف من بينها تزجية الوقت واستعادة المهجور والمنسي والتعبير عن فداحة الوقت . وقد تخرجت كارولينا في جامعة كاتوليكا بميلانو بدرجة ماجستير في العلوم السياسية ، كما أسهمت في عدد من المعارض المشتركة في كل من نيويورك ولوس انجلس وروما وميلانو وقد أقامت معرضها الاخير في مدينة لوغانو بسويسرا .
630 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع