الحكومة ترغم العراقيين على رياضة صباحية قسرية

 


       عراقيون يتوجهون إلى أماكن عملهم سيرًا على الأقدام

ترتفع أصوات المواطنين العراقيين للاحتجاج على الاختناقات المرورية التي تشهدها العاصمة بغداد لا سيما في ساعات الصباح الأولى مما يضطرهم إلى قطع مسافات طويلة سيرًا على الأقدام.

عبدالجبار العتابي/بغداد: يؤكد مواطنون عراقيون من مناطق مختلفة في بغداد أنهم يعانون كثيرًا في الصباح بسبب السير على الأقدام في أجواء باردة،  تضطرهم الحكومة العراقية للسير عليها يوميًا، وقطع مسافات طويلة للذهاب إلى إداراتهم الحكومية او الجامعات أو أماكن عملهم المختلفة، بسبب الاختناقات المرورية (المتعمدة) كما وصفوها التي تتسبب بها نقاط السيطرات العسكرية المنتشرة في الشوارع، مشيرين إلى أنّ الحكومة تريد على ما يبدو أن تقرر لهم ضمن مكرماتها حصة الرياضة الصباحية الشاقة، مؤكدين أن السلطات لا تأبه باحتجاجاتهم كما لا يسمعها أحد.

مرغمون على السير آلاف الأمتار

واعتاد الموظفون والعمال والطلبة على السير على الاقدام بسبب الازدحام الخانق، فيضطرون إلى النزول من السيارات والذهاب مشياً قاطعين آلاف الأمتار. وصار من البديهي أن ترى الناس على الارصفة والشوارع وهم متوجهون إلى اداراتهم الحكومية.

وتؤكد السيدة حمدية سعدون، موظفة في وزارة الكهرباء، على المشقة التي تتعرض لها صباح كل يوم في الذهاب إلى عملها، وقالت "أسكن في منطقة البياع، ما إن تصل بي السيارة إلى الجسر الواصل بين البياع وحي القادسية حتى تتوقف مثل كل السيارات ويطول الانتظار مما يضطرني إلى النزول من السيارة بعد أن أشعر باليأس، فالسير واقف تمامًا، فأمشي مسافة طويلة، والغريب أن السير على طول الشارع لعدة كيلومترات متوقف، فترى الناس بالمئات ينزلون من السيارات ويمشون كأنهم في مظاهرة".

وأضافت "هذا الوضع ارهقنا واتعبنا وكلما نتحدث يقال لنا اجراءات أمنية".

تعودنا على الحال

من جانبه، أشار علي كاظم محمد، طالب في جامعة بغداد، إلى أنّه يقطع يوميًا المسافة من بيته في (السيدية) إلى جامعة بغداد في الجادرية سيرًا على الاقدام، وقال: "في هذه الاجواء الباردة جدًا لا بد أن اذهب إلى الجامعة سيرًا لأن السيطرة العسكرية على جسر الجادرية تفتش السيارات واحدة بعد الأخرى، ولهذا يصل الزحام إلى مسافة طويلة إلى ابعد من السيدية، فلا أجد إلا أن أمشي، ومعي الطلاب والناس كلهم يمشون على الجسر والظاهر الحكومة تريد للشعب أن يمارس الرياضة الصباحية في هذا البرد القارص، وقد تعودنا على هذه الحال".

وقال ساخرًا: "الحمد لله الذي رزقنا حكومة وطنية تخاف على مواطنيها وتشجعهم على ممارسة الرياضة، ولكنني اتمنى أن أجد وزيرًا أو نائبًا يمشي كل هذه المسافة لكنت ارتحت وقلت إنها حكومة عادلة".

أما محمد عودة، موظف في وزارة التجارة، فقد أشار إلى ضياع الوقت في الزحام والتعب بسبب المشي، وقال: "اجيء من مدينة الشعلة لكن ما أن أصل إلى المنصور حتى نتوقف عند السيطرة العسكرية فيها والتي تمتد السيارات من أمامها إلى مسافات طويلة، فنضطر إلى النزول من السيارة والمشي مسافة طويلة من أجل الوصول إلى مقر العمل، وبصراحة أنها رحلة يومية شاقة جدًا فأصل إلى الوزارة، وأنا متعب جدًا.
وأضاف: "اعتقد أن هذا المشي تتعمده الحكومة لتشجيع رياضة المشي في العراق على غرار الحملة التي تقوم بها احدى القنوات الفضائية بتشجيع ركوب الدراجة الهوائية".

تمارين قسرية

أما الكاتب عمار الموسوي فأكد أنها رياضة صباحية قسرية، قائلاً: عندما نصل إلى نقطة السيطرة نجدها تفتح طريقًا واحدًا فيما  الطرق الثلاثة الاخرى في الشارع مغلقة، وهنا نعرف أن الازدحام متعمد ومقصود، وإلا فهم يعلمون أن الذروة هي في ساعات الدوام الرسمي، فلماذا هذا الاصرار على صناعة الازدحام من خلال العديد من السيطرات المنتشرة في الشوارع، فلا يجد المواطن إلا أن يمشي بدلًا أن يبقى جالسًا في السيارة لساعة أو اكثر، وطالما عانيت من هذا الامر مثل أي مواطن آخر، وأنا أحزن لأنني أرى نساء وكباراً في السن بالعشرات يسيرون في الشوارع، ولا اجد تفسيرًا مناسبًا لهذا وحين احاول ان اسأل يقال (لدواعٍ أمنية).

وأضاف: "يبدو أن الحكومة ومن أمامها قيادة عمليات بغداد لا تحب كسل المواطن العراقي وجلوسه في السيارة بل تريده أن يحرك نفسه ويمارس الرياضة الصباحية في ظل هذه الظروف، ولكنها تمارين شاقة وتتسبب في وجع بالمفاصل".

نطبق الخطة الأمنية!

وسألنا أحد الجنود في إحدى نقاط السيطرة في بغداد حول الازدحام الذي تتسبب به السيطرات العسكرية، أجاب أنه عليه تنفيذ الاوامر، وطلب أن نذهب إلى الضابط المسؤول عن نقطة السيطرة فهو وحده لديه الاجابة، وحين ذهبنا لنسأل الضابط أكد أنها الأوامر العسكرية بضرورة التفتيش الدقيق لكل سيارة تمر من السيطرة، وأنهم لا ينظرون إلى قضية الدوام ولا يهمهم الازدحام لانهم يطبقون الخطة الأمنية من اجل الحفاظ على أرواح المواطنين.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

642 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع