انهيار العملة الإيرانية .. أزمة تهز الأسواق وتربك تجار كوردستان

شفق نيوز- السليمانية:يشهد الريال الإيراني منذ أيام تراجعاً حاداً هو الأشد منذ سنوات، في موجة انخفاض متسارعة ألقت بظلالها على أسواق كوردستان العراق، ولا سيما قطاع الصيرفة الذي يعتمد بشكل واسع على حركة التومان في البيع والشراء اليومي.

وبحسب مراسل وكالة شفق نيوز في السليمانية، فقد وصل سعر 100 دولار أمريكي إلى نحو 12 مليوناً و150 ألف تومان إيراني، وهو مستوى غير معهود دفع كثيراً من التجار إلى إعادة حساباتهم.

ويقول "كاوا يحيى" وهو تاجر عملة في السليمانية، لوكالة شفق نيوز إن الانخفاض الأخير لم يكن متوقعاً بهذا الشكل، مؤكداً أن الطلب داخل إيران على الدولار ارتفع بصورة استثنائية عقب تصاعد التوترات بين طهران وكل من الولايات المتحدة وإسرائيل، وهو ما أحدث ضغطاً مباشراً على العملة المحلية.

ويشير يحيى إلى أن ما يجري اليوم لا يمكن تفسيره بمعايير اقتصادية فقط، وبرأيه فإن "العامل السياسي هو المحرك الرئيسي للهبوط الحالي" ، مستغرباً أن دولة تمتلك اكتفاءً محلياً واسعاً كالذي تحقق في إيران لا تستطيع منع هذا الانحدار في عملتها.

ويضيف أن الكثير من تجار العملة في اقليم كوردستان تعرضوا لخسائر ملموسة نتيجة التراجع السريع، خصوصاً أولئك الذين كانوا يحتفظون بكميات كبيرة من التومان خلال الفترة الماضية.

وفي سياق التحليل الاقتصادي الأوسع، يكشف الخبير الاقتصادي إسماعيل محمد لوكالة شفق نيوز، أن الأزمة الحالية ذات جذور مركبة، تبدأ من الخارج ولا تنتهي عند الداخل.

ويؤكد الخبير أن تدهور العلاقات بين إيران والولايات المتحدة والدول الأوروبية وضع العملة المحلية تحت ضغط سياسي مباشر، قائلاً إن "أي اضطراب بين دولة ما وأمريكا أو أوروبا ينعكس سريعاً على قيمة عملتها، والريال الإيراني ليس استثناء".

لكنه يشير في الوقت ذاته إلى وجود أسباب داخلية متزامنة، تتمثل في حزمة قرارات اقتصادية تستعد الحكومة الإيرانية لتطبيقها مطلع العام المقبل، أبرزها رفع أسعار المحروقات وزيادة أسعار عدد من السلع المحلية مقابل خطط حكومية لرفع رواتب الموظفين، وهي إجراءات يرى أنها ستُضاعف الضغط على العملة وتفتح الباب أمام موجة جديدة من التضخم.

وتظهر متابعة مراسل الوكالة أن أسواق الصيرفة في السليمانية وحلبجة وگرميان شهدت خلال اليومين الماضيين حالة ارتباك واضحة، إذ قلّل عدد من التجار تعاملاتهم بالتومان بانتظار استقرار السوق، فيما أبلغ آخرون عن تراجع الطلب من زبائن كانوا يعتمدون عادة على العملة الإيرانية في التحويلات اليومية أو في شراء البضائع القادمة من الجانب الإيراني.

ويأتي هذا الهبوط في سياق مسار طويل من التراجع شهدته العملة الإيرانية خلال عام 2025 فوفق تتبع سريع، بدأ العام بسعر يقارب 4.8 ملايين تومان لكل 100 دولار، ثم ارتفع إلى نحو 7.5 ملايين تومان في منتصف العام عقب جولة جديدة من العقوبات الأمريكية، ومع الخريف، ومع ازدياد التوترات الإقليمية، تجاوز السعر 10 ملايين تومان، ليصل في كانون الأول إلى 11.15 مليون تومان، وهو أدنى مستوى منذ أكثر من عشر سنوات.

وجمع محللون على أن استمرار الاحتقان السياسي وغياب المعالجات الاقتصادية الجذرية قد يدفع العملة إلى مسار أكثر هبوطاً خلال الأسابيع المقبلة ما لم تتدخل طهران بخطوات فعّالة لفرملة التراجع.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1314 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع