زوجة طالباني تُناقض توقعات خلافته وتتخلى عن مسؤوليتها الحزبية
أعلنت هيرو أحمد عقيلة الرئيس العراقي جلال طالباني تخليها عن مسؤوليتها في حزبهما وذلك بعد يومين من اعلان خسارته لانتخابات برلمان إقليم كردستان مطيحة بذلك بتوقعات بطموحاتها لخلافة طالباني في رئاسة العراق وزعامة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني.
أسامة مهدي من لندن: أعلنت زوجة الرئيس العراقي جلال طالباني، هيرو ابراهيم احمد عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني مسؤولة المركز الاول لتنظيمات مدينة السليمانية مقر الحزب، تخليها عن منصبها.
وقال مصدر مقرب من الحزب ان المكتب السياسي للاتحاد سيعلن السبت المقبل عن قرارات مهمة تتعلق بإعادة هيكلة تنظيمات الحزب وتفعيل نشاطاته كما نقلت عنه الوكالة الوطنية العراقية للانباء.
ومن جهته ابلغ مصدر كردي مطلع "إيلاف" ان قرار هيرو هذا قد اطاح بطموحات كانت تتردد عن رغبتها في خلافة زوجها في رئاسة العراق وزعامة الحزب.
واشار الى انه يبدو ان هيرو وبسبب هزيمة حزبها في انتحابات برلمان كردستان التي جرت في محافظات الاقليم الثلاث اربيل والسليمانية ودهوك في 21 من الشهر الحالي ولطول فترة علاج زوجها من جلطة دماغية وتلقيه العلاج في المانيا منذ اواخر العام الحالي، فإنها قد شعرت بأن هذين التطورين قد اغلقا عليها الطريق لتحقيق طموحاتها.
واوضح ان قرار هيرو قد افسح المجال للتنافس على زعامة الحزب لشخصيات نافذة اخرى عاصرت تأسيس الحزب ونشاطاته وتحتفظ بعلاقات جيده مع قياداته وقواعده وخاصة نائبي طالباني في القيادة برهم صالح وكوسرت رسول.
هيرو رافقت طالباني ايام الكفاح الكردي
هيرو ابراهيم احمد هي سيدة العراق الأولى حاليا وابنة القيادي السياسي والكاتب والشاعر الكردي المعروف إبراهيم احمد.
ولدت في مدينة السليمانية بكردستان العراق عام 1948 وأكملت الدراسة الابتدائية بين كركوك وبغداد ثم عادت إلى السليمانية لإكمال الدراسة الإعدادية ودرست سنتين في طهران وتخرجت من قسم علم النفس من كلية التربية في جامعة المستنصرية في بغداد أما اسمها "هيرو" فيعني باللغة الكردية "وردة الختمية".
تتلمذت منذ نعومة أظفارها على يد والدها إبراهيم أحمد مبادئ الفكر القومي الكردي ثم اقترنت في السبعينيات بجلال طالباني فخاضت معارك الحصول عى حقوق الشعب الكردي في العراق وعانت مع شريك حياتها ألوان التشرد والحرمان والمطاردة والغربة ثم تقاسمت معه المسؤوليات في تأمين متطلبات أبناء شعبها وأسرهم من اعضاء الحزب، ومواكبة وسائل الإعلام لتغطية الأحداث والأخبار، فكانت أول امرأة تسجل ألاحداث في الخطوط الأولى وخنادق البيشمركة وهي تحمل على أكتافها كاميرا فيديو لتصوير معارك البيشمركة في الجبال ومع الأيام أصبحت تملك اكبر أرشيف لأيام الكفاح الكردي المسلح.
وتعلمت من رحلتها الطويلة والحياة القاسية فخلقت منها المرأة الحديدية في كردستان.
وبعد ان أصبحت سيدة العراق الأولى منذ عام 2006 تابعت العمل في تقديم الخدمات المختلفة لشعبها الكردي في مجال المرأة، والطفل، والنشاطات الإعلامية، وفي الحقول الإنسانية، والمؤتمرات الدولية، وتوجت أعمالها ونشاطاتها حين منحت من قبل منظمة اتحاد رُسل السلام العالمية لقب "سفيرة السلام".
وقد غدت صاحبة أكثر مشروع في الصحافة الحرة، والقنوات التلفزيونية مثل (خاك)، و(كرد سات)، وخدماتها التي قدمتها للأطفال بإيجاد منظمة للأطفال في كردستان، وإصدارها مجلة (به بوله – الفراشة) وغيرها.
حزب طالباني ثالثا في الانتخابات
حسب النتائج شبه النهائية التي اعلنتها المفوضية العراقية العليا للانتخابات السبت الماضي بعد فرز 95 بالمئة من اوراق الاقتراع، نال الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني على 719 الف صوت بينما نالت حركة "غوران" اكثر من 446 الف صوت في حين حل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني ثالثا وحصل على 323 الف صوت وهي المرة الاولى التي يجد فيها الحزب نفسه في هذا المركز خلف حركة التغيير "غوران" التي كان ينتمي اعضائها الى حزب طالباني ثم انشقوا عنه قبل سنوات.
ونال حزب الاتحاد الاسلامي الكردستاني اصوات اكثر من 178 الف ناخب وحل في المركز الرابع بينما نال حزب الجماعة الاسلامية الكردستانية في العراق اصوات اكثر من 113 الف ناخب.
واثر ذلك، أقر حزب طالباني بخسارته للانتخابات واصفا النتائج بأنها لاتليق بتاريخه النضالي فيما اكدت قيادته تحملها لمسؤولية هذه النتائج امام اعضاء وانصار الحزب وقالت انها ستحقق في اسبابها وأعادة النظر في آليات العمل والادارة والبرامج ومستلزمات العمل والمهام والمسؤوليات داخل تشكيلات الحزب.
وقال الحزب في بيان صحافي ان مكتبه السياسي بحث هذه النتائج ووقف عند النتائج الاولية واكد انها "مبعث قلق للاتحاد وليست مفرحة ولاتليق بتاريخ وموقع ونضال الاتحاد لكنه سيأخذ النتائج الأولية كرسالة مؤكداً انه يتحمل المسؤولية الكاملة امام الرفاق ومخلصي الاتحاد الوطني كما سيقوم بالتحقيق في الأسباب المتعددة والمسببة لتلك النتائج بالتشاور مع المجلس القيادي والكوادر المتقدمة والمختصين من اصدقاء الاتحاد الوطني وسيقوم باعادة النظر في آليات العمل والادارة والبرامج ومستلزمات العمل والمهام والمسؤوليات داخل الاتحاد الوطني الكردستاني".
كما شدد المكتب السياسي على ان الاتحاد الوطني الكردستاني يحترم ارادة شعب كردستان وسيلتزم بها في اشارة الى قبوله بالنتائج النهائية للانتخابات.
يذكر أن أول انتخابات لبرلمان إقليم كردستان كانت قد جرت في 19 أيار (مايو) عام 1992 وتقاسم كل من حزبي بارزاني وطالباني مقاعد البرلمان بنسبة 50% لكل منهما.
870 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع