صوت الأخر/ أربيل/ابراهيم قوريالي:أثناء انعقاد مؤتمر الصحافة التركمانية في أربيل في شهر نيسان المنصرم وفي احد الأماسي الربيعية الجميلة، توجهنا مع مجموعة من أدباء كركوك عصرا لنشم عبق القلعة والسوق القيصري وغيرهما من معالم أربيل الشامخة.
بينما كنا نطيل النظر إلى قلعتها الأصيلة أصبحنا وجها لوجهة مع باحة خضراء مسيجة ومنظمة بشكل دائري أنيق تسر الناظرين من الغادين والرايحين. بحثنا عن بوابتها ووجدناها غرفة أنيقة يجلس فيها شرطي بملابس أنيقة.
أردنا الدخول فبادرنا بالسؤال بكل أدب واحترام:
هل أنتم متقاعدون؟
أجاب الأستاذ الأديب فاروق مصطفى: ليسَ كلنا....
* هذا المكان خاص للمتقاعدين فقط أستاذي العزيز... هكذا أجابه الشرطي.
أنت على حق ولكننا ضيوف مؤتمر الصحافة التركمانية المنعقد في مدينتكم وكلنا أدباء من كركوك، قلتُ للشرطي....
أجاب قائلاَ: تفضلوا وأهلاً وسهلاَ بكم أيها الضيوف الأدباء.
ولجنا إلى الواحة الخضراء، مناطق شاسعة من الثيّل الجميل وأماكن خاصة للجلوس مع كراسي ومناضد مرتبة وجميلة وممرات منتظمة للسير ومراجيحَ تغرّك بالجلوس والتأرجح. الشيء الأجمل في هذه الواحة الجميلة هو جلوس المتقاعدين فرادى وجماعات وأحياناَ مع عائلاتهم وبملابس أنيقة ومرتبة والكل يتحدثً عن ذكرياته.
جاءنا النادل بسرعة وسأل كل واحد منا مايريد. ثم أحضر لنا الشاي والقهوة والماء وغيرها، وبأسعار رمزية جداَ!
المكان الذي بني فيه هذه الواحة أختِير بعناية فائقة وبهندسة معمارية دقيقة لتكون قريبة من السوق الرئيسي وفي مركز المدينة تماماً وتقابل قلعة أربيل لتضيف نكهة تاريخية وعبقً من الماضي الجميل وكل هذا تم لخدمة الرجال الذين قضوا نصف أعمارهم أو أكثر بين أروقة الدوائر وقد جاء الوقت الذي يحتاجونه للراحة وقتل الملل الذي يصيب بعض الأشخاص عندما يودعونَ دائرتهم..
ياترى من فكّر بإنشاء هذا الصرح الهادئ؟ جزاهُ الله خيراً في الدنيا والآخرة ونسجل شكرنا وتقديرنا لبلدية أربيل وكل من عملَ عملاُ لخدمة الذين قضوا أعمارهم في خدمة أربيل العريقة. وبهذه المناسبة نطلبُ من السيد محافظ كركوك المحترم أنْ يحذوَ حذو أربيل في إنشاء واحة خضراء لمتقاعدي كركوك أيضاَ.
1049 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع