بفضل هذا الابتكار.. جعلت هذه المرأة قيادة السيارة آمنة

         

العربية.نت – طه عبد الناصر رمضان:أواخر القرن التاسع عشر، شهد مجال النقل ثورة حقيقية. فمع ظهور خطوط السكك الحديدية وتطور السيارات، اتجه البشر للتخلي شيئا فشيئا عن وسيلة النقل التقليدية التي تمثلت في الأحصنة.

بالتزامن مع ذلك، ساهمت العديد من الاختراعات والابتكارات التكنولوجية في انتشار استخدام السيارات التي أصبحت أكثر أمانا من السابق، فإضافة للمحرك البخاري والمحرك المتردد والإطار المطاطي، الذي ابتكره جون بويد دانلوب (John Boyd Dunlop)، وزجاج الأمان، حصلت الأميركية ماري أندرسون (Mary Anderson) مطلع القرن العشرين على براءة اختراع ممسحة الزجاج الأمامي للسيارات الذي أنقذ حياة عدد كبير من مستخدمي الطرقات.

     

زيارة لنيويورك وفكرة الاختراع

إلى ذلك، ولدت ماري أندرسون يوم 19 شباط/فبراير 1866 بمقاطعة غرين (Green County) بولاية ألاباما. وفي سن مبكر، فقدت هذه الفتاة والدها واضطرت للعيش رفقة شقيقتها ووالدتها على الراتب التقاعدي الهزيل الذي كان يتقاضاه والدها. وفي شبابها، عملت ماري أندرسون لفترة وجيزة بمجال العقارات بمدينة برمنغهام بألاباما قبل أن تنتقل فيما بعد لولاية كاليفورنيا حيث عملت بأحد حقول العنب.

وبعد فترة وجيزة أخرى بولاية ألاباما، زارت ماري أندرسون مدينة نيويورك خلال شتاء عام 1902. وهنالك، ذهلت الأخيرة لمشاهدتها معاناة سائقي السيارات مع الزجاج الأمامي. فبسبب الطقس البارد الذي رافقته الثلوج والأمطار، اضطر سائقو السيارات للتوقف بين الفينة والأخرى على حافة الطريق لتنظيف الزجاج الأمامي لسياراتهم. فضلا عن ذلك، واجه كثيرون مصاعب جمّة أثناء القيادة بسبب انعدام الرؤية وقد أدى ذلك لحوادث مميتة بشوارع نيويورك.

وأملا في مساعدة سائقي السيارات، فكّرت ماري أندرسون في ابتكار جهاز يشغّل من داخل السيارة ويقوم بتنظيف الزجاج الأمامي بشكل آلي. وانطلاقا من ذلك، ظهرت فكرة ممسحة الزجاج الأمامي للسيارات.

فشل في تحقيق الأرباح
مع عودتها لألاباما لاحقا، استعانت ماري أندرسون بخدمات أحد المصممين لتصميم هذا الجهاز الذي اعتمد أساسا لتنظيف الزجاج الأمامي للسيارة وتوفير رؤية جيدة للسائق. ويوم 10 تشرين الثاني/نوفمبر 1903، حصلت هذه المرأة البالغة من العمر 37 عاما على براءة اختراع ممسحة الزجاج الأمامي للسيارات.

وقد احتوى الجهاز الذي ابتكرته أندرسون على رافعة صغيرة داخل السيارة استخدمت للتحكم بشفرة مطاطية خارج الزجاج الأمامي. ومن خلال تحركها ذهابا وإيابا نظّفت هذه الشفرة الزجاج ووفرت رؤية سليمة لسائق السيارة.

خلال الفترة التالية، حاولت ماري أندرسون جاهدة التسويق لمسحة الزجاج الأمامي التي ابتكرتها. وبسبب محدودية استخدام السيارات كوسيلة نقل بتلك الفترة، فشلت الأخيرة في تحقيق أية أرباح تذكر. وبعد مضي حوالي 17 عاما، فقدت الأخيرة براءة الاختراع واضطرت لقضاء بقية حياتها بإحدى الشقق ببرمنغهام بولاية ألاباما.

ولسوء حظّ ماري أندرسون، عرفت السيارات شعبية كبيرة بين الأميركيين بداية من العام 1913 قبل أن تنتشر بشكل سريع خلال السنوات التي تلت الحرب العالمية الأولى. ومع فقدان الأخيرة لبراءة اختراعها عام 1920، باشرت العديد من المؤسسات الأميركية إنتاج سيارات مزودة بممسحة الزجاج الأمامي.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

722 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع