تحويل آيا صوفيا إلى مسجد.. التوتر يشوب العلاقات بين أنقرة وموسكو

     

الحرة:عندما تم تحويل آيا صوفيا إلى مسجد للمرة الأولى، بعد فرض الإمبراطورية العثمانية سيطرتها على القسطنطينية عام 1453، اعتقد حكام موسكو أن نهاية الكاتدرائية الأرثوذكسية سيفتح الطريق أمام العاصمة الروسية لتصبح صاحبة المركز المرموق في العالم المسيحي.

وبعد أكثر من خمسة قرون على ذلك، أثار دعم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لحملة تحويل المبنى من متحف إلى مسجد مرة أخرى الغضب في موسكو، الأمر الذي أظهر شكوى جديدة في العلاقة الجيوسياسية التي نمت في السنوات الأخيرة، والتي تشوبها الخلافات أيضا، ما بين أنقرة وموسكو، وفقا لما نقلت صحيفة "فايننشال تايمز".

ووصف المسؤولون الروس مقترح تحويل المتحف إلى مسجد بأنه "انتهاك غير مقبول للحرية الدينية".

ودعا متحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرئيس التركي إردوغان إلى الأخذ بعين الاعتبار أن آيا صوفيا لها "قيمة روحانية مقدسة عميقة جدا" لدى الروس.

وتأتي الحرب الكلامية حول مستقبل المبنى في وقت حساس بالنسبة للعلاقات التركية الروسية.

ورغم إقامة إردوغان وبوتين علاقة شخصية وسياسية وثيقة في السنوات الأخيرة، تشهد علاقات بلديهما توترا فيما يخص الملف السوري والليبي، حيث يدعم كل منهما لأطراف معارضة بالحرب الأهلية التي تدور في البلدين.

وكان إردوغان قد أرجأ هذا العام تفعيل منظومة الدفاع الجوي S-400 التي اشتراها من روسيا، الصفقة التي أثارت إنذارا عميقا في الناتو. كما يسعى إلى استهداف صفقات الغاز الطبيعي المسال مع منتجين أميركيين، ما سيقلل اعتماد بلاده على الغاز الروسي.

وأضفت خطوة إردوغان بتحويل آيا صوفيا إلى مسجد بعدا دينيا للعلاقة المتوترة ما بين أنقرة وموسكو.

وحذر زعماء دين روس من أن تلك الخطوة تشكل "عودة إلى العصور الوسطى".

وقال البطريرك كيريل، زعيم الكنيسة الأرثوذكسية الروسية الأكبر بالعالم بتعداد أتباعها، إن أي "تهديد ضد آيا صوفيا هو تهديد (..) لروحانيتنا وتاريخنا".

وأضاف "ما يمكن أن يحدث لآيا صوفيا سيسبب ألما عميقا بين الشعب الروسي".

وتم إنشاء آيا صوفيا عام 537 للميلاد بأمر من الإمبراطور البيزنطي جستنيان الذي امتد حكمه من إسبانيا إلى الشرق الأوسط وظل مبنى لا نظير له في العالم المسيحي إلى أن دخل السلطان العثماني محمد الثاني إسطنبول عام 1453 وحوله إلى مسجد.

وقال مسؤولان تركيان إنه من المرجح أن تعلن محكمة الجمعة أن تحويل الأثر التاريخي آيا صوفيا في إسطنبول إلى متحف في عام 1934 كان غير قانوني مما يمهد الطريق أمام إعادته إلى مسجد رغم المخاوف الدولية.

واقترح الرئيس رجب طيب أردوغان إعادة المبنى الأثري المدرج على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) إلى مسجد مرة أخرى.

ولآيا صوفيا شأن كبير في الإمبراطوريتين البيزنطية المسيحية والعثمانية الإسلامية وهو أحد أهم المقاصد السياحية في تركيا في الوقت الراهن.

وأثار احتمال تنفيذ هذه الخطة القلق بين مسؤولين من الولايات المتحدة وروسيا واليونان وزعماء الكنائس المسيحية قبيل صدور حكم مجلس الدولة، أعلى محكمة إدارية في تركيا، والذي عقد جلسة يوم الخميس الماضي.

ويتعلق الأمر بمدى مشروعية القرار الذي اتخذ في عام 1934، بعد مرور عشرة أعوام على تأسيس مصطفى كمال أتاتورك الجمهورية العلمانية الحديثة، بتحويل المبنى الأثري إلى متحف.

وقال مسؤول تركي بارز لرويترز "نتوقع أن يأتي القرار بالإلغاء وأن يصدر الحكم يوم الجمعة".

وقال مسؤول من حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية الذي يتزعمه أردوغان إن "قرارا لصالح الإلغاء" متوقع يوم الجمعة.

وقالت الهيئة التي أقامت الدعوى إن آيا صوفيا من أملاك السلطان العثماني محمد الثاني، الملقب بمحمد الفاتح، الذي سيطر على المدينة عام 1453، والتي كانت تعرف في ذلك الوقت باسم القسطنطينية، وحول الكنيسة التي كان عمرها 900 عام بالفعل إلى مسجد.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

833 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع