مرشح الرئيس أوباما سفيرا للولايات المتحدة في العراق الدبلوماسي/ روبرت ستيفن بيكروفت
إذاعة العراق الحر/ناظم ياسين:يستذكر العالم الثلاثاء هجمات الحادي عشر من أيلول الإرهابية التي راح ضحيتها نحو ثلاثة آلاف شخص في الاعتداءات التي شنتها القاعدة في الولايات المتحدة قبل أحد عشر عاماً.
وفي استذكار هذه المناسبة في مدينة نيويورك، سيقرأ أقارب القتلى جميع أسماء ضحايا الاعتداءات على برجيْ مركز التجارة العالمي في احتفال خاص بموقع البرجين. ويُـنَـظّم احتفالان آخران في الموقعيْن الآخرين لاعتداءات ذلك اليوم، الأول في مقر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) والثاني في حقلٍ بولاية بنسلفانيا حيث تحطمت إحدى الطائرات الـمُختطَفة.
وفي البيت الأبيض، يُحيي الرئيس باراك أوباما الذكرى قبل زيارة البنتاغون. فيما سيشارك نائب الرئيس الأميركي جو بايدن بمراسم الذكرى التي تقام في موقع تحطم طائرة في شانكسفيل/ بنسلفانيا بعد محاولة الركاب الاستيلاء عليها من الخاطفين في 11 أيلول 2001.
ومنذ ذلك الحين، قُتل العديد من قادة تنظيم القاعدة بدولٍ مختلفة بِمَـن فيهم زعيم الشبكة الإرهابية أسامة بن لادن الذي قتلته قوات أميركية خاصة العام الماضي في غارة على مخبئه في باكستان.
أوباما: بن لادن لن يهدد أميركا مرةً أخرى
أوباما تحدث عن معاني الذكرى في كلمته الإذاعية الأسبوعية التي بثّها البيت الأبيض عبر الإذاعة والإنترنت يوم السبت، قائلاً:
"هذا الأسبوع، نحتفل بالذكرى السنوية الحادية عشرة لهجمات الحادي عشر من أيلول. إنه وقت نتذكر فيه فقداننا نحو ثلاثة آلاف من الرجال والنساء والأطفال الأبرياء والأُسر التي تركوها وراءهم. وهي فرصة لتكريم شجاعة أول المستجيبين الذين خاطروا بحياتهم في ذلك اليوم وفي كل يوم منذ ذلك الحين، وهي فرصة لتقديم الشكر لرجالنا ونسائنا في الجيش الذين خدموا وضحوا، بعيداً عن الوطن في بعض الأحيان، من أجل الحفاظ على سلامة بلادنا. "
وفي حديثه عن القتال ضد القاعدة على مدى الأعوام الماضية منذ هجمات الحادي عشر من أيلول، قال أوباما:
"تولّـينا قتال القاعدة، وقضينا على قيادتهم، ووضعناهم على طريق الهزيمة. وبفضل شجاعة ومهارة أفراد مخابراتنا وقواتنا المسلحة، فإن أسامة بن لادن لن يهدد أميركا مرةً أخرى."
وفي إشارته إلى حربيْ العراق وأفغانستان، قال الرئيس الأميركي:
"لقد أنهينا الحرب في العراق وأعَدنا قواتنا إلى الوطن. وأنهينا نظام طالبان. وقمنا بتدريب قوات الأمن الأفغانية، وعقدنا شراكةً مع حكومة أفغانية جديدة. وبحلول نهاية عام 2014، سوف تُستَكمل عملية الانتقال في أفغانستان مع انتهاء حربنا هناك."
بانيتا: لا أحد يفلت من التبعات
من جهته، قال وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا في كلمة ألقاها الاثنين في موقع تحطّم الطائرة المختطفة عشية ذكرى الهجمات:
"اليوم، نتَجمّع هنا لتجديد تعهّدِنا لأولئك الذين لقوا حتفهم في 9/11، وتعهدنا لأُسرهم وتعهدنا لجميع الأميركيين بأن نبقى يقظين إلى الأبد ضد التهديدات التي تواجه وطننا، وأنّ لا أحد - لا أحد - يهاجم الولايات المتحدة الأميركية ويفلت من تبعات ذلك."
مقتل أبو يحيى الليبي
يشار إلى شريط فيديو بُـثّ الثلاثاء لمناسبة ذكرى هجمات الحادي عشر من أيلول وأكدت فيه القاعدة مقتل أحد قادتها البارزين أبو يحيي الليبي في ضربة جوية لطائرة أميركية بلا طيار قبل بضعة أشهر.
وكانت واشنطن أعلنت في حزيران مقتل الليبي في غارة شُنّت في باكستان واعتُبرت أكبر ضربة من نوعها منذ الغارة التي قتل فيها بن لادن العام الماضي. وجاء الاعتراف بمقتل الليبي على لسان أيمن الظواهري الذي خلَف بن لادن في زعامة القاعدة.
وفي عرضها لمضمون بيان الظواهري، ذكرت وكالة رويترز للأنباء أن الرسائل التي نُشرت مؤخراً لبن لادن وتم العثور عليها خلال الغارة الأميركية التي قتل فيها كشفت أن الليبي من بين حفنة من قادة القاعدة الذين اعتمد عليهم بن لادن لنشر دعوة التنظيم بين جموع المتشددين في العالم خاصـةً الشبان.
وفي أحدث ضربة مماثلة لقيادات هذه الشبكة، أُعلن في صنعاء الاثنين أن القوات المسلحة اليمنية قتلت سعيد الشهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وأفاد موقع وزارة الدفاع اليمنية بأن الشهري وهو سعودي الجنسية قتل مع ستة متشددين آخرين في عملية للجيش في محافظة حضرموت.
أما في العراق فقد صدَرت على مدى السنوات الماضية العديد من البيانات والتصريحات الرسمية التي يُـعلَن فيها أن القوات الأمنية العراقية تمكّنت من تصفية قيادات محلية لجناح القاعدة العراقي الذي يُعرف باسم (دولة العراق الإسلامية). ومع ذلك، تُصدر هذه الجماعة من جهتها بيانات تتبنى فيها مسؤولية هجمات تُشَنّ بين الحين والآخر في أنحاء مختلفة من البلاد ويذهب ضحيتها عشرات العراقيين الأبرياء. وكان آخر هذه البيانات ما نُشر على مواقع متشددة قبل بضعة أيام من ذكرى هجمات الحادي عشر من أيلول وأعلن فيها الجناح العراقي للقاعدة مسؤوليته عن 131 هجوماً خلال شهر رمضان الماضي استهدف معظمها قوات الأمن العراقية.
وجاء هذا الإعلان قبل يومين فقط من أحدث موجة من الهجمات العنيفة التي شهدها العراق الأحد وأسفرت عن مقتل وإصابة المئات.
نيوتن: العراق يختلف عن اليمن
ولمزيدٍ من المتابعة وتحليل أسباب اختلاف الساحتين اليمنية والعراقية اللتين يواصل فيهما تنظيم القاعدة شنّ هجمات مسلّحة بين فترة وأخرى، أجريتُ مقابلة مع السفير الأميركي السابق ديفيد نيوتن David Newton الذي تولى منصب سفير الولايات المتحدة في العراق (1984-1988) وسفير بلاده في اليمن (1994-1997) بالإضافة إلى تولّيه العديد من المناصب الدبلوماسية الأخرى في عدة دول عربية ومن بينها سوريا حيث كان نائباً للسفير الأميركي في دمشق.
وفي ردّه على سؤال عن أسباب استمرار الهجمات التي يشنّها الجناح العراقي للقاعدة والاختلاف بين أساليب مكافحة الإرهاب في كلٍ من العراق واليمن، قال السفير نيوتن لإذاعة العراق الحر خلال زيارته لمقر إذاعة أوروبا الحرة/ إذاعة الحرية في براغ الثلاثاء:
"أعتقد أن هناك عدة أسباب. بادئ ذي بدء، الأمر يختلف تماماً في اليمن حيث توجد حكومة قادرة على العمل بالإضافة إلى تاريخ طويل من التعاون مع الولايات المتحدة في الجانب الأمني. كما يتبادَل الطرفان المعلومات الاستخبارية بشكلٍ جيد. كذلك توجد حدود مُسَيـطَر عليها مع المملكة العربية السعودية، مع رغبة السعوديين في التعاون مع كلٍ من اليمن والولايات المتحدة.
أما في العراق فإن الصورة مختلفة جداً مع وجود حدود مفتوحة بالإضافة إلى الاضطرابات والعنف عبر الحدود في سوريا. وبما أن الولايات المتحدة احتلّت العراق فقد كان هناك شعور لدى الحكومة أدى إلى اتخاذها قراراً بالحفاظ على مستوى أقل من الاتصالات مع الولايات المتحدة. كما أنها قلّصت بشكل كبير في مجال التدريب. وبسبب كل هذه المشاكل، أعتقد أن العراق ليس بموقف جيد في مجالات المراقبة والرصد والاستخبارات على الأرض للعثور على هؤلاء الأشخاص. كما أن جماعات سنية في العراق ترى أن الحكومة غير ودّية تجاههم مما يحول دون توفّر السبب الكافي للتعاون معها في تحديد أماكن هؤلاء الأشخاص الذين يعملون على جانبيْ الحدود. لذلك فإن مهمة الأجهزة الأمنية العراقية صعبة. وأعتقد أنه على الرغم من الوجود الذي ربما تتمتع به الحكومة في العراق أكثر من اليمن بالنسبة لهذه الأجهزة فإن اليمنيين هم في وضع أفضل للتعاون مع الولايات المتحدة. إذ أنهم يريدون من الولايات المتحدة أن تفعل ذلك فضلاً عن أنهم يرون في هؤلاء الناس تهديداً لهم"، بحسب تعبير السفير الأميركي السابق في العراق ديفيد نيوتن.
سفير أميركي جديد
يُـشار إلى إعلان البيت الأبيض الأميركي الاثنين بأن الرئيس باراك أوباما رشّح الدبلوماسي روبرت ستيفن بيكروفت Robert Stephen Beecroft لمنصب السفير المقبل للولايات المتحدة في العراق. وأفادت صحيفة (نيويورك تايمز) New York Times بأن الدبلوماسي المحترف بيكروفت يشغل حالياً موقع المسؤول المدني الثاني في بعثة بلاده في بغداد ما يؤهله لإدارة السفارة مؤقتاً قبل أن يُصوّت مجلس الشيوخ الأميركي على تثبيته في المنصب.
الصحيفة الأميركية البارزة أشارت إلى مهمات بيكروفت السابقة ومن بينها شغله منصب سفير الولايات المتحدة في الأردن قبل انتقاله العام الماضي إلى بغداد لتولّي منصب نائب رئيس البعثة الدبلوماسية. كما سبق له العمل كمساعد تنفيذي لاثنين من وزراء الخارجية الأميركية في إدارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش هما كولن باول وكوندوليزا رايس.
وختمَت (نيويورك تايمز) تقريرها بالقول إن إعلان ترشيحه سفيراً مقبلاً لواشنطن في بغداد يأتي في "لحظة حساسة" في العراق حيث أدين نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي بتهمة القتل وصدر عليه حكم بالإعدام وذلك بالتزامن مع موجة من الهجمات المسلحّة "التي تهدد بتعميق الأزمة السياسية"، على حد تعبيرها.
955 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع