وزير عراقي سابق: هكذا دخل نجاد النجف مع عمال النظافة

                

                          حازم الشعلان

العربية نت/لندن - رمضان الساعدي:#حازم_الشعلان من مواليد مدينة الديوانية عاصمة محافظة القادسية العراقية (180 كم جنوب البلاد). ولد عام 1947 وانتخب نائباً في #البرلمان_العراقي بداية ثمانينات القرن الماضي عن محافظته لما لعشيرته من مكانة كبيرة في المحافظة.
ولأنه لم يكن راضياً عن الأوضاع السياسية في زمن الرئيس السابق #صدام _حسين ولأنه أيضاً اكتشف من خلال عمله البرلماني التوجهات الدكتاتورية للنظام، فقد طلب إجازة طبية للعلاج في لندن منتصف الثمانينات حيث سافر ولم يعد وانخرط بعدها في العمل مع #المعارضة العراقية في العاصمة البريطانية لندن.

الشعلان حاصل على بكالوريوس إدارة واقتصاد من جامعة #بغداد، وقد عاد إلى #العراق في يونيو عام 2003، حيث عمل محافظا لمحافظة القادسية ثم تولى منصب وزير الدفاع في الحكومة العراقية المؤقتة برئاسة إياد علاوي عام 2004 لمدة عام. كما أنه كان أول مسؤول عراقي يحذر في وقت مبكر من #التدخل_الإيراني_في_العراق، وذلك حينما كان وزيرا للدفاع.

ورغم العروض المغرية السياسية والمعنوية وحتى المالية التي تقدمت بها أحزاب شيعية موالية لإيران، إلا أنه أصر على مواقفه ضد #طهران، بناء على ما صرح به في حوار مع "العربية.نت".

وعندما خرج من الوزارة، اتهمته السلطات في الحكومة باختلاس أموال، لكن القضاء العراقي في العام 2005 أصدر بحقه البراءة لعدم ثبوت الأدلة كما شمل أيضا بقانون العفو العام فيما يخص القضية نفسها .

وأجرت "العربية.نت" مع وزير الدفاع العراقي الأسبق حازم الشعلان الحوار التالي:
* كنت غادرت العراق في وقت مبكر وعملت مع المعارضة العراقية مع أنك كنت عضوا في البرلمان في عهد الرئيس السابق صدام حسين.. لماذا؟

عائلياَ، كنا معارضين للنظام العراقي السابق الذي أطاحت به #الولايات_المتحدة عام 2003 فمثلا شقيقي #ناظم_الشعلان كان طالباً في #تركيا ويقوم بالمشاركة في #مظاهرات ضد النظام الحاكم في بغداد، رغم طلب الحكومة منه الانضمام إلى صفوف #البعث لكنه كان رافضاً لذلك حتى إن القوات الأمنية قامت باختطافه بطريقة مثيرة بعد أن قدم له أحد أصدقائه سيجارة أفقدته الوعي ولم يفق من نومه إلا في بغداد. وحكم عليه النظام العراقي السابق بالمؤبد وتم الإفراج عنه عام 1988. فبدأت العائلة كلها ترتاب من الوضع وحاولنا في فترة ما أن نكون أصدقاء الحكومة لتفادي شر النظام خوفاً على الجميع. أما أنا فتركت العراق عام 1984 إبان #الحرب_العراقية_الإيرانية والتحقت بالمعارضة في الخارج.
*كنت من أوائل الذين شخّصوا التدخل الإيراني في شؤون العراق بعد رحيل النظام السابق.. ماهي المعلومات والممارسات التي استندت عليها في تشخيصك هذا؟

نعم، وكشفت هذه التدخلات الإيرانية في وقت مبكر بعد سقوط النظام العراقي السابق، واليوم وصل الشعب العراقي لهذه النتيجة أيضا أن إيران هي المسببة الأكبر لكثير من المشاكل في بلادهم بسبب تدخلاتها العسكرية والسياسية. البراهين كثيرة في تدخلات إيران في العراق فهي تمارس الضغوط على التيارات الدينية من أجل ضمان مصالحها. إيران أدخلت الآلاف من الأفغانيين في العراق بعد سقوط النظام العراقي السابق وسكنتهم في المدن العراقية ودربت كثيرا منهم فيما بعد وبعثتهم إلى #سوريا للقتال بجانب #الأسد. كما أنها أدخلت المخدرات والإدمان الذين لم يعرفهما بها الشعب العراقي من قبل.
*دخول أحمدي نجاد مع معدات تنظيف إلى النجف؟

عام 2003 عندما كنت محافظا للديوانية، جاءني رجل وقال لي بأن المرجعية في النجف والسكان تفاجأوا بدخول 500 شخص مع معدات تجميع النفايات وكان بينهم محمود أحمدي نجاد الذي كان رئيس بلدية طهران وأصبح فيما بعد رئيساً لإيران. كان الهدف المعلن هو تنظيف المدينة لكن اكتشفنا فيما بعد أن هؤلاء ينوون الاستقرار في النجف، كما أنهم يوزعون كتبا بهدف جذب الشباب إلى إيران واستغلالهم وإفساد الإنسان العراقي وربطه بالثقافة الإيرانية.
* لماذا وجهت إليك تهم بالفساد وكيف تمت تسوية كل الملفات المشابهة ماعدا قضيتك رغم تبرئة المحكمة لك؟

السبب واضح لا أرى فيه أي نقاش. لأن خلف عملية التشويه كلها، وتحويل بعض القضايا إلى المحكمة، هي الحكومة الثانية برئاسة المالكي رغم تبرئتي في جميعها. حكم البراءة صدر في عام 2005 . في بداية العملية السياسية كان هناك مجال للقضاء أن يأخذ دوره بدون ضغوط. الحكومة التي تشكلت بعد الاحتلال أي الحكومة المؤقتة وأنا كنت وزيراً للدفاع فيها لم تضغط على القضاء. وللعلم عندنا تم اتهامي في الفساد وحكمت المحكمة بالبراءة كنت خارج العراق وخارج الحكومة لكن الحكومة التي ترأسها منتمون لإيران على رأسهم المالكي الذي أعاد الملف للمحكمة من جديد.

أكثر من حكومة أتت بعد اتهامي لكن لم تكلف أي منها نفسها بأن تبحث الموضوع بشكل دقيق وصادق وتظهر القضايا على حقيقتها. هم أطلقوا كذبة ولا يردون أن ينفوها. هيئة النزاهة كان رئيسها تابعا للمجلس الأعلى العراقي بزعامة الراحل عزيز الحكيم. وهي المسؤولة عن متابعة قضايا الفساد في الحكومة، وعندما بعثوا مفتشين من هيئة النزاهة إلى وزارة الدفاع، اتضح لهم أن عقود شراء السلاح جميعها رسمية ولا علاقة لي بالموضوع لأني لم أوقع في وزارة الدفاع على أي عقد. لماذا؟ لأني لا أمتلك الصلاحيات، وهناك وثيقة تشير أن من وقع العقود هما السيدان بورسكا شاويس الأمين العام وكيل الوزير وزياد القطان مدير عام القوات المسلحة. فأنا لا علاقة لي بالموضوع هذا من جانب، من جانب آخر مفتشية الأمور المالية داخل وزارة الدفاع يشرفون عليها الأميركان، ولا يجوز لي أنا كوزير أن أتدخل بشئون هذه المفتشية. لذلك أعتقد أن تصريحاتي ضد إيران وكشف مؤامراتها كان السبب الرئيسي وراء هذه الاتهامات حيث لم ترض الأحزاب المشاركة بالحكم والمنتمية لطهران.
حادثة اغتيال محمد باقر الصدر

في بداية الثمانينات كنت أستمع إلى إذاعة إيرانية تبث من طهران ويبدو أنها للمعارضة العراقية، فاتصل الراديو بالسيد محمد باقر الصدر الذي كان ينوي الذهاب للخارج بهدف العلاج. وسأله المذيع قائلاً: سيدنا سمعنا أنك تنوي السفر إلى خارج العراق. يرد عليه الصدر: "نعم يا ابني أنا مريض وسأسافر للعلاج". فيرد عليه المقدم ومن طهران: "سيدنا نحن نريدك أن تبقى في العراق لكي تقود الثورة الإسلامية هناك". هذا يشير إلى أن التخطيط كان من البداية أن تصبح العراق نسخة من إيران. بعد هذه المكالمة بأيام حضر صدام في البرلمان العراقي وكان يحمل كاسيت من هذا الاتصال وقال إن الإيرانيين يريدون أن يقود محمد باقر الصدر الثورة في العراق، هل يجوز هذا؟ كنت في حينها نائبا في البرلمان وكان الجميع متفق على أن السيد الصدر بعد حديث صدام سيتم تصفيته وبعد يومين جاء خبر إعدام السيد باقر الصدر.
*ماهي المخاطر برأيك بعد طرد داعش من العراق وتحرير الموصل؟

لو نرجع للخلف قلیلاً، فإن #تنظيم_القاعدة تأسس في أفغانستان وترعرع في إيران ونفذ في العراق، وهناك دليل على أن صدام حسين لم يكن على علاقة بالقاعدة، والدليل أنه عندما كنت في وزارة الدفاع، ألقينا القبض على شخص من القاعدة واعترف بأنه أتى من إيران ومقيم في إيران، ودخل السجن أيام حكم صدام بعد أن ألقت المخابرات العراقية القبض عليه، لكن بعد التغيير (2003) ومجيء الحكومة البديلة لصدام، خرج هذا الشخص من السجن في عملية تصفية السجون. هذا دليل على أن إيران هي من ساهمت في ترعرع الجانب القيادي للقاعدة حيث احتضنت إيران أفراداً من عائلات بن لادن كما أن طريقهم للدخول إلى العراق أغلبه من إيران التي تدعي بأن حدودها مؤمنة بالكامل. أما بالنسبة لداعش فهي فصيل من فصائل القاعدة. لذلك #داعش هي صنيعة إيرانية وإلا كيف بهذا التنظيم المتطرف أن يهاجم الولايات المتحدة وأوروبا و#السعودية والعراق لكنه لم يقم بأي عملية في إيران؟!، داعش نما في سوريا وأنشأ كياناً كبيرا في سوريا وانطلق من سوريا. كنت أستمع إلى محلل سوري تابع للنظام بعد الثورة السورية وقال إن لديه معلومات بتوجه داعش نحو العراق، وبعد شهر، احتل داعش الموصل وأعلن ما يسمى بالخلافة. قضية الموصل أرى بأنها مؤامرة تمت بين داعش وإيران لإفساح المجال أولا لطهران للنفوذ أكثر في العراق وتخفيف الضغط أمام النظام السوري حيث تريد التأكيد بأنها تعمل ضد الإرهاب في حين تستغله من أجل مآربها السياسية. أما المخاطر بعد طرد داعش، فهي في كيفية التعامل مع #الحشد_الشعبي. هذا الحشد تأسس بناء على توجيه من السيستاني وبعد هذا التوجيه ومصادقة البرلمان أصبح له غطاء ديني وقانوني وفي حال إن أراد له أن يلغى فمن المفترض أن يعلن السيستاني نفسه ذلك بما أن أوضاع العراق الآن سليمة فعليه حل تشكيلات الحشد الشعبي. فهل هذا ممكن، أنا لا أعتقد وهل سينضم للجيش العراقي؟ أيضا من الصعب. لذلك هناك مشكلة ستواجهها الدولة العراقية. خصوصاً وأن إيران تسيطر على بعض من قادات هذا التنظيم. كما أن هناك قوات أمنية مطمورة تحت الأرض تقودها إيران. على إخوتنا العرب أن يأخذوا زمام المبادرة لمساعدة الحكومة العراقية الحالية من أجل إخراجها من مأزقها الحالي وأقصد الحشد وجهات أمنية أخرى مطمورة تحت الأرض.
*ماذا تقصد بالجهات الأمنية المطمورة تحت الأرض؟

هذه الجهات الأمنية أغلب عناصرها أفغانية اكتسبوا الجنسية العراقية من ملفات الموتى العراقيين، حيث أصبح كل أفغاني موجود داخل العراق، عنده جنسية لمتوفى عراقي سابقا، هؤلاء يمكن تسميتهم بالرديف النائم وعددهم كبير جداً يتجاوز ربما المئة ألف. والآن ينشطون كمواطنين عاديين يعملون في مجالات مختلفة وكل ذلك يأتي بدعم من إيران هذه الحالة ستؤدي إلى الفوضى وعدم الاستقرار. وربما أكون أنا أول من حذر من التوغل الإيراني في العراق وأهداف طهران في المنطقة لكن مع الأسف الشديد لم تؤخذ بالحسبان لا من العراقيين ولا من الإخوة العرب وها نحن اليوم بالوضع الموجود.
*تدخلات إيران لم تنحصر على العراق. إيران اليوم تقوم بالتدخل في الشؤون الداخلية لليمن والبحرين وبقية دول الخليج؟ كيف يمكن تحجيم إيران ومواجهتها برأيك؟

أغلب الدول العربية متأزمة وتحاول حل مشاكلها لاسيما الدول التي شهدت ما يسمى بالربيع العربي. انظر إلى مصر وسوريا واليمن وليبيا. أرى حاليا أن البلد العربي الذي يمكنه تحجيم إيران والوقوف أمام تدخلاتها السافرة في شؤون جيرانها هي #المملكة_العربية_السعودية وبعض دول الخليج مثل #الإمارات العربية المتحدة ويبدو أنها اتخذت هذا القرار من خلال قرارها في عمليات #عاصفة_الحزم في اليمن بعد ما وصل التدخل الإيراني إلى ما لا يمكن السكوت عنه. إيران تتدخل في حين شعبها يغلي من الداخل، أغلبية الشعب يريد الخلاص من هذا النظام الطائفي. الشعب الإيراني يريد المساعدة، الشعب الإيراني مثقف ويحب السلام. كما هناك البلوش والعرب والأكراد والأتراك الأذربايجانيين في إيران لهم مطالباتهم القومية والدينية وتواجه طهران المطالبين بالقمع. أنا شاهدت لقاء ولي ولي عهد المملكة الأمير #محمد_بن_سلمان التلفزيوني مؤخراً، حديثه حول إيران أثلج صدري، حيث وضع النقاط على الحروف. اختلفت نظرة #القيادة_السعودية تجاه إيران لأن أنظار العرب اليوم تتجه نحو السعودية.

ورطة اليمنيين في محنتهم الحالية سببها إيران، إيران تريد من خلال #الحوثيين الضغط على المملكة العربية السعودية لذلك هذه الفئة الانقلابية أصبحت ورقة بيد طهران. وأنا مع إجراءات السعودية في اليمن لأنها تأتي ضمن إطار مواجهة النفوذ والتدخلات الإيرانية في الشؤون العربية.
*هل كان هناك تعاون بين المقاومة العراقية المتمثلة بالبعثيين وداعش؟

لم يكن هناك أي تعاون بين داعش والبعثيين (ربما هناك من انتمى لداعش من البعثيين لأسباب معينة) لكن البعثيين حسب معلوماتي لم يتعاونوا مع داعش، داعش في العراق قتلت من السنة والشيعة على حد سواء وفي بداية دخولها في المنطقة الشمالية قتلت من السنة أكثر من الشيعة.
*بماذا تنصح العراقيين الموالين فكرياً لإيران لاسيما وأنت من قبيلة عربية جنوبية ينتمي أغلب أفرادها للمذهب الشيعي؟

أهلنا في العراق سبقونا في الوصول إلى هذه النتيجة أن إيران لن تساعد العراق بأي شيء، في حال استمر التدخل والنفوذ الإيراني، ستسعى إلى أخذ تأريخهم ماضيهم مستقبلهم وحاضرهم، تريد هي أن تحكم في العراق. العراقيون شعروا بهذا الشيء والمظاهرات التي حدثت في بغداد وجميع مناطق العراق ورفع شعارات ضد طهران وحرق صور الخميني وخامنئي هو دليل على أن الشعب العراقي واع بخطورة إيران.
*تصوركم حول مستقبل العلاقات الأميركية الإيرانية بعد مجيء ترمب للرئاسة؟

أنا أرى تصريحات الرئيس الأميركي دونالد #ترمب صادقة تجاه إيران. ما تملكه الولايات المتحدة من معلومات منذ 2003 وما قبلها وبعدها، من تدخلات كثيرة جداً. هناك العشرات من الجنود الأميركيين قضوا بسبب مؤامرات إيران داخل العراق من خلال عناصرها بعد أن تم تجهيزهم وتنظيمهم خلال أشهر. وردتنا معلومات دقيقة عندما كنت محافظا للديوانية عام 2003 بأن هناك مجموعات من الشباب تأخذهم إيران وتدربهم لقتل الجنود الأميركيين تعد لهم وجبات وتأويهم في بيوت فخمة بالعاصمة طهران ثم يعودون بهم للعراق. وعلى هؤلاء الأشخاص قتل الجنود الأميركيين أولاً ثم في حال لم يتمكنوا من ذلك فعليهم قتل أحد عناصر النظام العراقي السابق. كان أحمد فروزندة يشرف على عمليات العراق وكان يتنقل داخل العراق بالزي العراقي. هذا الشخص كان يشرف على المجموعات العراقية التابعة لإيران والتي تقوم بعمليات ضد الجنود الأميركيين عن طريق التفجيرات. قبضنا على عدة عناصر من هذه المجموعات واعترفوا بما يقومون به ضد الجنود الأميركيين وعناصر النظام العراقي السابق. واعترفوا أيضا بالإغراءات التي تقدمها إيران لهم، ثم يأتي هؤلاء مرة أخرى للعراق بعد أن يتلقون محاضرات دينية وعسكرية لإكمال المهمة.
*هل تعتقد أن حل الجيش العراقي السابق هو سلوك أميركي متعمد لإفساح الطريق لإيران للسيطرة على العراق؟

لا أعتقد أن هناك مؤامرة بين الأميركان وإيران، حل الجيش العراقي السابق، حدث من خلال ضغط الأحزاب الموالية لإيران مثل مجلس الأعلى وحزب الدعوة اللذين كانا يصران على حل الجيش العراقي السابق. الحملة ضد الجيش العراقي والنظام، بدأت بدعاية أن هناك "مقابر جماعية قام بها صدام بقتل الناس الأبرياء" بينما اتضح في ما بعد بأنها كذبة كبيرة. ما عدا مقبرة جماعية في حلبجة في شمال العراق، لكن الضغط السياسي العراقي أجبر بول بريمر على حل الجيش العراقي بالتدريج فيما كانت أغلب عناصر مجلس الحكم موالية لإيران.

لذلك أقولها بكل تأكيد أن أميركا لم تتدخل بحل الجيش العراقي السابق. خلال فترة وزارتي قمت باسترجاع عدد كبير من أفراد الجيش العراقي، ولم يعترض الأميركان على ذلك. القرار الأميركي فقط كان يمنع أعضاء فرقة وما فوق في الحزب البعث من الدخول في الجيش العراقي.
*ما هو مستقبلك السياسي في ظل الظروف الحالية في العراق؟ هل هناك نية للعودة للعراق؟

كل عراقي في الغربة يحب أن يرجع لبلده. أنا أعتبر نفسي شخصا معارضا للتدخل الإيراني في العراق. لكن لا أعتبر نفسي معارضا للحكومة العراقية بقيادة حيدر العبادي. العبادي يعاني من ضغوطات أخرى لاسيما من الأحزاب خصوصاً التي لها علاقة بإيران. أنا سأبقى على معارضتي في تدخل إيران بشؤون العراق. العراقيون أيضا بدأوا يصلون إلى هذه القناعة. هناك أفراد يتصلون بي وكانوا سابقاً على قناعة أن إيران هي كعبة الشرق، والآن خرجوا من تلك القناعة وينتظرون الفرج والتخلص من كابوس التدخل الإيراني في وطنهم.
*أي الأحزاب في العراق أقرب إلى أفكارك السياسية؟

أنا توجهي السياسي مبني على الديمقراطية. والتوجه الديمقراطي الذي يرفض دمج الدين بالسياسية. أنا أرفضه قطعاً. الدين للدين والسياسة للسياسيين. دمج الدين بالسياسة أيضا جاء بعد مجيء الخميني في إيران بمعنى أنها لعبة إيرانية. أما أن أكون سياسيا وأتحمل التبعات السياسية أو أكون مسلماً متوجهاً للباري عز وجل. أما الخلط بين الاثنين يأتي بعواقب كارثية رأيناها في إيران ونحاول وقفها في العراق.
*هل تعتقد أن هناك مستقبلا لإيران في سوريا بعد انتهاء الحرب فيها؟

القيادة السورية رمت نفسها في أحضان إيران، في حين أن إيران تبحث عن مصالحها في هذا البلد العربي الأصيل. إيران تحاول الوصول من خلال خط العراق وسوريا إلى البحر المتوسط، هذا الشيء إن حصل فهو شيء كبير بالنسبة لتوجهات إيران التوسعية. لهذا استغلت #بشار_الأسد. حافظ الأسد أبو بشار كان يمسك العصى من الوسط. نعم حافظ الأسد كان صديقا لإيران لكنه احتفظ بعلاقته مع إخوانه العرب، بينما ابنه بشار رمى نفسه في أحضان إيران بطريقة مخزية. وهذا ما أدى به إلى ما نشاهده اليوم. الحكم تحت مظلة طهران. الشعب السوري هو الذي يتحمل الضغط أكثر من النظام. باعتقادي على بشار الأسد أن يعتذر للعرب والشعب السوري هذا إذا رضي شعبه أن يقبل اعتذاره وسامحه.
*حسب معلوماتك هل ساعدت إيران النظام السوري عن طريق العراق؟

هناك قوافل تمر من العراق إلى سوريا ولبنان، منذ 2005 أغلب معدات حزب الله اللبناني تمر من خلال العراق. المساعدات خصوصا بعد إسقاط النظام العراقي السابق، كانت سهلة حيث لم توجد حدود. لم تكن لدينا الإمكانيات الكافية لحراسة الحدود والتفتيش فكانت الحدود مع إيران مفتوحة. مثلا كان تأتينا من إيران العملة المزورة. مليارات الدنانير المزورة كانت تأتينا من إيران. دنانير مطبوعة في إيران غزت الأسواق العراقية وأدخلوها للبنوك العراقية وتم صرفها بالدينار العراقي الجديد الذي أمر بريمر بطباعته في سويسرا. كما نقلت للعراق الحشيشة والمخدرات المتنوعة لم يعرفها أبناء العراق سابقا. إيران دربت وسلحت أفغانيين كانت قد جهزتهم لمهام أخرى في العراق، لكن بعد أحداث سوريا قامت بإرسالهم إلى هذا البلد عن طريق العراق للقتال إلى جانب قوات الأسد.
* باعتقادك هل حققت إيران شعار "الهلال الشيعي" الطائفي الذي تسعى وراءه؟

إيران تسعى إلى تحقيق هذا الشعار الطائفي بكل الإمكانيات. الآن هي تتواجد في بعض الدول الإفريقية وهذا يعني بأنها تسعى إلى أبعد من ذلك الشعار. هناك دول إسلامية إفريقية توغلت فيها إيران والاستخبارات العالمية تؤكد توغل إيران في تلك الدول مثل نيجيريا. هناك تصريح شهير لمسؤول إيراني قال فيه إن بلاده سيطرت على 4 عواصم عربية ويقصد فيها بغداد وبيروت ودمشق وصنعاء. طهران خططت منذ زمن بعيد لذلك.
استغلت الأقلية الحوثية في اليمن ودربت كوادر من هذه الطائفة ونرى اليوم هذه الفئة قد تمكنت من الانقلاب ضد الحكومة الشرعية.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1156 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع