موفق الربيعي يورط العراق بقضية جديدة: وطبان التكريتي قال لي إن القسم الاكبر من الاسرى الكويتيين بقوا احياءً حتى 2003
بغداد – "ساحات التحرير"
قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية إن الوزارة طلبت من السفير العراقي لدى الكويت محمد بحر العلوم التحقق من سلطات بلاده بشأن ما نسب إلى مستشار الامن القومي العراقي السابق موفق الربيعي من أن أسرى دولة الكويت أحياء ونقلوا إلى إيران بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الكويتية.
وأضاف المصدر في تصريح أوردته وكالة الانباء الكويتية، مساء الخميس، ان الوزارة طلبت ايضا من السفير الكويتي لدى العراق على المؤمن متابعة هذا الموضوع مع السلطات العراقية، فضلا عن قيامها بالاتصال بالبعثة الاقليمية للجنة الصليب الأحمر الدولي، ودعوتها لمتابعة هذه المسألة، باعتبارها رئيسة لاجتماعات اللجنة الثلاثية والفنية الخاصة بمتابعة موضوع الاسرى والمفقودين.
وكان مستشار الأمن الوطني السابق موفق الربيعي، كشف في مقابلة أجرته معه لصحيفة السياسة الكويتية ونشرتها أمس الخميس، أن وزير الداخلية في النظام العراقي السابق وطبان التكريتي، وهو الاخ غير الشقيق لصدام حسين، قال له إن القسم الاكبر من الاسرى الكويتيين البالغ عددهم 600 اسير بقوا احياءً حتى سقوط النظام السابق عام 2003، فيما اشارت مصادر انهم نقلوا الى ايران.
وقالت السياسة الكويتية في عددها الصادر اليوم إن "معطيات برزت أمس من شأنها قلب ملف الأسرى والمفقودين الكويتيين في العراق رأساً على عقب، حيث تقاطعت معلومات حصلت عليها "السياسة" من جهات رسمية وعشائرية في العراق تؤكد أن أكثر من 350 أسيراً كويتياً من أصل 600 بقوا أحياء حتى سقوط نظام الرئيس العراقي السابق صدام العام 2003، وسط ترجيحات أنهم "نقلوا إلى إيران في إطار حسابات سياسية لبعض الأطراف التي استغلت انهيار الدولة وقتذاك وقامت بعملية تهريبهم إلى خارج العراق للمساومة عليهم في الوقت المناسب".
وذكرت أن مصدرا مطلعا في الحكومة العراقية، قال إن "وزير الداخلية في النظام العراقي السابق وطبان التكريتي، وهو الاخ غير الشقيق لصدام حسين، اكد لبعض المسؤولين في الحكومة الحالية برئاسة نوري المالكي ان القسم الاكبر من الاسرى الكويتيين البالغ عددهم 600 اسير بقوا احياءً حتى سقوط النظام العام 2003".
وتأكيداً لما أورده المصدر، كشف موفق الربيعي، مستشار الأمن الوطني السابق، في تصريح إلى "السياسة" انه تحدث مع "أربع شخصيات من النظام السباق بشأن ملف الاسرى الكويتيين، وهم صدام حسين وبارزان التكريتي قبل اعدامهما ووطبان التكريتي وطارق عزيز"، مشدداً على أن المعلومات التي بحوزته هي "أسرار وملك للدولة العراقية ولا يمكن البوح بها"، مقترحاً "تشكيل لجنة تحقيق كويتية للقاء وطبان بهدف الوصول الى المزيد من الحقائق القاطعة وفي قناعتي ان هذه الخطوة لا تمثل خرقا للسيادة العراقية اذا تمت بموافقة حكومة بغداد".
وفيما رفض الربيعي التعليق على أن "معلومات وطبان في ملف الأسرى الكويتيين قد تكون وراء تأخير تنفيذ حكم الإعدام بحقه"، رأى أن "تعاون بغداد لاستقبال لجنة محققين كويتيين للقاء وطبان يشكل بادرة حسن نية وستكون خطوة حيوية باتجاه المزيد من تطبيع العلاقات بين البلدين".
وفي معطيات جديدة أيضاً، أكد احد وجهاء العشائر في محافظة كركوك اركان العزي في تصريح إلى "السياسة" ان "المعلومات التي تم الحصول عليها من شخصيات مهمة تولت مواقع في أجهزة النظام السابق تفيد بأن اكثر من 350 اسيراً بقوا احياءً في سجني محافظتي بابل والسماوة جنوب العراق حتى التاسع من نيسان العام 2003 وهو اليوم الذي انهار فيه نظام صدام"، مشيراً الى أن "الاسرى المتبقين ربما اخذوا الى دولة مجاورة (في اشارة الى ايران) بعد الفوضى التي سادت العراق وقتذاك".
ويعزز العزي معلوماته استناداً إلى أن "الكثير من الرفات التي سلمت الى الحكومة الكويتية غير صحيحة وان اجمالي ما سلم حسب بيانات رسمية من بغداد تعود الى 236 اسيراً فقط من اصل 600", لافتاً إلى أن "عدم وجود رفات للأسرى الكويتيين يدل على ان قسماً كبيراً منهم لا زالوا احياءً".
وفي السياق ذاته، اتهمت مصادر رفيعة في وزارة حقوق الانسان العراقية "بعض الجهات السياسية بعرقلة عمل فرق البحث او تضليلها بشأن المواقع التي يعتقد انها تضم رفات الاسرى الكويتيين وتبلغ 11 موقعاً مفترضاً في جنوب بغداد".
وقالت المصادر لـ"السياسة" ان هناك جهات سياسية عراقية غير جادة في استكمال عمليات البحث عن الاسرى الكويتيين بشكل علمي وتسعى بكل الوسائل لإغلاق هذا الملف بأسرع وقت", كاشفة أن "هذه الجهات طلبت من نواب في مجلس الامة الكويتي المساعدة على غلق الملف وطي صفحته بصورة نهائية".
953 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع