'نانسي' تحث الأردنيين على القراءة بأسعار رمزية

  

               الأفكار المبتكرة سر نجاح المشاريع

 يجوب الشاب الأردني غيث بحدوشة شوارع العاصمة الأردنية عمان بـ”نانسي”، التي تحمل ما لذ وطاب من كتب متنوعة متاحة للقراء والزبائن بمقابل مادي رمزي سيحقق له حلمه بافتتاح مكتبة صغيرة في بلدته مادبا.

العرب/عمان - من يمر في شوارع وسط العاصمة الأردنية عمان المزدحمة، يلمح على الأرجح سيارة مرسيدس قديمة يعود تاريخ صناعتها إلى أوائل حقبة سبعينات القرن الماضي مغطاة بالعشرات من الكتب والقصص.

هذه السيارة خاصة بشاب أردني يدعى غيث بحدوشة يبلغ من العمر 26 عاما، يسعى لبيع كتب لكي يتمكن من توفير المال اللازم لافتتاح مكتبة في بلدته مادبا التي تقع على بعد 30 كيلومترا جنوب غربي عمان.

وقال بحدوشة، وهو موظف سابق في القطاع الخاص، إن رتابة وظيفته السابقة دفعته إلى متابعة شغفه الحقيقي وهو الكتب.

وبناء على ذلك، نفض التراب عن بعض القصص والكتب التي كان يحتفظ بها في بيته وخرج ليبيعها في الشوارع بدءا من شهر فبراير الماضي مستعينا بسيارته “نانسي”.

وأضاف بحدوشة “كانت الفكرة عبارة عن حلم بسيط رأيت أن تحقيقه سهل لو توفرت الإرادة والعزيمة. وضعت الكتب على السيارة وأسميتها ‘كتب على الطريق’ فأصبح الناس يأتون لإلقاء نظرة على السيارة وصاروا يهتمون أكثر بما أقدمه لأن طريقة عرض الكتب اختلفت”.

وأوضح “اشتريت ‘نانسي’ بمبلغ ألف دينار أردني وقررت بيع الكتب وكانت الفكرة كسر الحاجز بين الناس والكتاب ونشر ثقافة القراءة حيث وجدنا إقبالا على شراء الكتب ودعم وتشجيع الجهات الشعبية، ونطمح إلى أن نتلقى دعما من المؤسسات الرسمية والأهلية لتطوير الفكرة ونشرها”.

ويتبرع الأصدقاء والأهل بكتب لبحدوشة ليبيعها، كما أنه يشتري بعض الكتب من مكتبات في المدينة. وتتناول الكتب التي يبيعها موضوعات مختلفة منها التاريخي والسياسي وقصص الأطفال.

واختار الشاب الأردني في البداية حي اللويبدة المزدحم والذي يتردد عليه الكثير من المثقفين وشارع الرينبو في جبل عمان الذي يكثر فيه السائحون الأجانب.

وقال بحدوشة “اخترت عمان في البداية وكانت منطقة اللويبدة هي اختياري الأول نظرا لأنها تجذب عددا كبيرا من الشباب وفئات المثقفين والكتاب. لاحظت انها منطقة مناسبة لأبدأ بعرض الكتب بسيارتين ثم انتقلت من اللويبدة إلى جبل عمان شارع الرينبو وهو أيضا شارع سياحي يأتي فيه الأجانب لرؤية شباب الأردن كيف يوظفون طاقاتهم لنشر أشياء مهمة ومفيدة للمجتمع كتحفيز الناس على القراءة”.

وحظي مشروع “كتب على الطريق” بإعجاب الكثيرين من محبي القراءة والكتب في المملكة الأردنية، حيث ساهم في إتاحة الفرصة لكل شرائح المجتمع للاستفادة من الأوقات التي يقضونها في الأماكن العامة في القراءة والاطلاع، ورغم الجهد الذي يبذله بحدوشة في عرض الكتب حول سيارته وبيعها، إلا أنه لا يخفي سعادته من اقتراب تحقيق حلمه وتأمين مكان يتيح تبادل المعرفة ويساهم في نشر الثقافة في مادبا.

ويقول غيث “كوني أعيش في مدينة مادبا منذ الصغر، وأعرف كل شيء يقوم على أرضها، كنت دائما أطمح إلى أن توجد مكتبة في هذه المحافظة التي أحب، إذ لا يتواجد فيها أي مكان لبيع الكتب أو توفيرها، كما لا توجد لدى السكان ثقافة القراءة، فأحببت أن تكون انطلاقة مشروعي من محافظتي حتى أستطيع تغيير الناس وثقافتهم من خلال القراءة”.

ويطمح غيث إلى إقامة مشروع ثقافي خاص كان قد عرض فكرته على صديقه أشرف فقاما بإستئجار مكان قديم ومميز بمدينة مادبا وبدآ بترميمه، لكن استكمال الفكرة لا يزال رهينة مبلغ مادي يأمل في أن توفره عائدات السيارة المتنقلة لبيع الكتب.

ونجحت حملة بحدوشة حتى الآن في جمع نحو سبعة آلاف دولار وهو مبلغ غير كاف بعد لافتتاح مشروع المكتبة في مادبا. وهذا يعني أن السيارة المرسيدس القديمة المغطاة بالكتب ستبقى مشهدا مألوفا للمارة في شارع الرينبو لفترة مقبلة قد لا تكون قصيرة.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

598 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع