مسابقة ملكة الجمال تعود إلى العراق

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الجمعة, 18 كانون1/ديسمبر 2015 23:42

                 ابتسامة أمل في بلد الأحزان

تنطلق اليوم السبت أول مسابقة ملكة جمال في العراق بعد سنوات طويلة من الغياب، وإثر الجدل الذي أثارته هذه المسابقة المعتمدة دوليا، حيث واجه منظموها موجة غضب من زعماء دينيين وزعماء قبائل يقولون إن مثل هذه المسابقات تهدد الأخلاق العامة.

العرب/بغداد - شاركت 8 فتيات عراقيات في جلسة تصويرية يوم الخميس استعدادا لمسابقة ملكة جمال العراق التي تقام نهائياتها اليوم في العاصمة بغداد بعد ان توقفت العراق عن تنظيمها لعدة سنوات. وقامت المتنافسات على اللقب بجولة تحضيرية في المواقع الأثرية لمملكة بابل القديمة جنوب بغداد.

وأكدت اللجنة المنظمة للحدث أن المسابقة فرصة لجلب الأمل والحيوية بعد سنوات طويلة من الفوضي والقمع. ولجعل المسابقة أكثر انسجاما مع العادات والتقاليد الاجتماعية للبلاد ألغيت عروض منها ارتداء المتنافسات للباس البحر أو البكيني.

وسبق أن تعرضت المسابقة للإدانة الشديدة والتهديد من المتشددين الدينيين المحليين، وهناك منهم من أصدروا تهديدات بالقتل، ما أجبر المنظمين على تأجيل المسابقة من أكتوبر إلى ديسمبر.

وانسحبت فتاتان عراقيتان على الأقل من المسابقة منذ مدة بعد تلقي تهديدات من رؤساء العشائر الذين يعارضون مشاركة فتيات من عائلاتهم في المسابقة. وهو ما أجبر المنظمين على إرجاء حفل الختام المنقول تلفزيونيا في محاولة لتخفيف الانتقادات.

وقال المتحدث باسم المسابقة وأحد محكميها، سنان كامل إن “المنظمين حاولوا التخلي عن أركان المسابقة التي قد لا تتماشى مع محاذير وحساسيات بلد إسلامي محافظ يستهجن عرض أجساد النساء علنا، ولذلك تم استبدال ملابس البحر بملابس أكثر احتشاما، وإن ظل الحظر على الحجاب الإسلامي، وذلك تماشيا مع البروتوكول المتبع في مسابقات الجمال الغربية”. وأكد “أن المنظمين إذا لم يراعوا المعايير فلن يحصلوا على موافقة بالمشاركة في المسابقات الدولية”.

ولم تنل الاحتجاجات من عزيمة الطالبة الجامعية لبنى حامد (21 عاما) المشاركة في المسابقة التي قالت إنها تأمل أن تصير نموذجا للنساء العراقيات. وأكدت أنها ستحاول تجاهل الانتقادات لأنه يشرفها تمثيل بلادها.

وكانت مسابقات الجمال شائعة في العراق حتى بداية التسعينات من القرن الماضي خصوصا في النوادي والتجمعات الاجتماعية وفي حفلات المناسبات التي تنقل على التلفزيون الرسمي الحكومي.

وأقامت نواد اجتماعية منذ ذلك الحين مسابقات متفرقة. لكن مع توسعة نطاق المشاركة واستئذان الحكومة، تأمل مسابقة ملكة جمال العراق أن تتأهل الفائزة لمسابقات الجمال الدولية هذه المرة.

ويعتزم المنظمون إرسال ممثلات لمسابقات في مصر وتايلاند. وتتلقى المتسابقات تدريبات على المراسم والسلوك العام والتطوع لمساعدة نحو ثلاثة ملايين عراقي شردوا نتيجة لهجمات داعش.