بيت لحم مدينة الأديان والأنبياء

      

بيت لحم البلدة الفلسطينية الصغيرة شهدت حروبا وتقلبات تكفي لتدمير أي مدينة عظيمة لكنها رغم ذلك ظلت صامدة بل ازدادت توسعا لتخلد فصولا من التاريخ الروحي والعسكري لمنطقة الشرق.

بيت لحم (فلسطين) - احتفلت مدينة بيت لحم، بإضاءة شجرة عيد الميلاد لهذا العام. وأضيئت الشجرة تزامنا مع قرع أجراس كنيسة المهد في المدينة، وأجراس 65 كنيسة في 15 دولة في العالم.

هي مدينة فلسطينية تقع في وسط الضفة الغربية، على بعد 10 كيلومترات إلى الجنوب من القدس، ويعود تاريخها إلى ما قبل الميلاد، وكان أول من سكنها هم الكنعانيون، وسميت بيت لحم بهذا الاسم نسبة إلى آلهة الكنعانيين لحمو التي ترمز إلى الخصوبة، وتحتل المدينة مكانة تاريخيةً مهمة بسبب الاعتقاد السّائد بأن المسيح عيسى عليه السلام ولد فيها، ولهذا السّبب اشتهرت منذ ذلك الوقت بمكانتها عند المسيحيين.

تعرّضت المدينة للكثير من الاعتداءات مثل الغزو الفارسي، والغزو الرّوماني. بعد ذلك تم تحريرها في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثم سقطت في يد الصّليبيين وتمّ تحريرها في عهد صلاح الدّين الأيوبي بعد معركة حطين، وخضعت أيضا لحكم المماليك ومن ثم الحكم العثماني، وبعدها للغزو البريطاني الذي قام بتسليم فلسطين للاحتلال الإسرائيلي.

ويقول الباحث الأثري عمر رمضان، “إن بلدة بيت لحم إحدى مدن فلسطين التي تعجّ بالتاريخ والآثار القديمة، فهناك مسجد عمر الذي بني في عام 1860، لإحياء ذكرى زيارة الخليفة عمر بن الخطاب إلى بيت لحم، كما تُعدّ كنيسة المهد واحدة من مناطق الجذب السياحي الرئيسية في بيت لحم، نظرا لوجود جزء من ساحة المهد على شكل مغارة أو كهف يسمّى “القبو المقدس”، والذي من المفترض أن المسيح عيسى عليه السلام ولد داخله، كما يوجد بالكنيسة جزء آخر اتخذ ملجأ للعائلة المقدسة. وتحتوي البلدة أيضا على “برك سليمان”، التي أنشأها السلطان سليمان القانوني لتخزين المياه.

توجد في بيت لحم العديد من الكنائس، لعل أهمها كنيسة المهد، التي بنيت على يد قسطنطين الأكبر في عام 330 ميلادي وهي واحدة من أقدم الكنائس الموجودة في العالم، وسميت بذلك نسبة إلى مهد المسيح عليه السّلام الذي ولد فيها.
    

وتتميز بالطّراز الرّوماني أي شبيهةً بالمعابد والهياكل الرّومانية، وتحتوي على المغارة التي ولد فيها المسيح، وتتزين بالرّخام الأبيض الذي يغطي أرضيات صحنها من الدّاخل. ويحيط بالكنيسة التي تقام فيها الصّلوات الكثير من الأديرة التي تعود إلى مجموعة من الطّوائف المسيحيّة.

وعلى الجهة الجنوبية الشرقية لكنيسة المهد توجد مغارة الحليب، وهي مغارة مقدسة لدى الطّوائف المسيحية، وسميت بذلك لأنها المكان الذي كانت مريم عليها السّلام ترضع فيه المسيح عليه السلام، وتحتوي المغارة على صخرة بيضاء اللون ترمز لحليب مريم العذراء.

ومن الكنائس الأخرى التي تقع في مدينة بيت لحم كنيسة القديس نقولا، وكنيسة العذراء، وتضم بيت لحم مسجد بلال الذي كان يسمى بقبر راحيل، ودير بن عبيد الذي سمّي بهذا الاسم نسبة إلى قرية العبيدية، ومن المعالم الدّينية أيضا دير مار إلياس، ودير الجنّة المقفلة.

وتشتهر بيت لحم أيضا بآبار داوود، وسميت بذلك نسبة إلى النّبي داوود عليه السلام الذي ولد أيضا في مدينة بيت لحم التي تشتهر بوجود الآبار فيها، ويُقال إنّ النّبي داوود عليه السّلام قد شرب من مياه هذه الآبار، التي تقع في الطّرف الشمالي لبيت لحم.

ويقال أيضا بأن النبي يعقوب مر ببيت لحم أثناء ذهابه إلى مدينة الخليل، وهناك توفيت زوجته راحيل أم النبي يوسف ودفنها قرب المدينة في ما يُعرف اليوم بقبة راحيل، مما زاد في شهرة المدينة وقداستها لدى أصحاب الديانات السماوية الثلاث.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

721 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع