الاجتماع الأسري محاولة لإنقاذ العائلة

        

        الاجتماعات العائلية تخلق الرغبة في العمل والإنتاج

بين انشغال الأب واهتمام الأم بأعمال المنزل، ولهو الأطفال مع أصدقائهم أو على الإنترنت، تلاشت الاجتماعات الأسرية بين أفراد العائلة، وبالكاد يتجمّع أفرادها على مائدة الطعام أو في المناسبات الاجتماعية، أو عند حدوث مكروه لأحدهم، وبعدها تتفرّق بهم الدروب ويسعى الجميع نحو متابعة شؤونهم اليومية الخاصة.

العرب اللندنية/القاهرة- يقول خبراء علم نفس: إن بعض الأسر مجرد هياكل عائلية يسهل هدمها، بسبب الفرقة التي تصاحب أفراد العائلة، بينما البيت الذي يحرص على الاجتماع الأسري يكون أكثر تماسكا بين أفراده، ويمنح الجميع فرصة لتبادل الخبرات الاجتماعية والحياتية، ويشعر أفراد العائلة بالانتماء.

وفي هذا الشأن، يوضح الدكتور أحمد العزازي، استشاري الطب النفسي، أن الاجتماع الأسري يرسخ في الأبناء تعلّم فن الإصغاء واكتساب الخبرات الحياتية، ويمنح أفراد العائلة شعورا بالانتماء والتماسك، وأوضح أن الاجتماع الأسري يساعد على تجديد العلاقة بين أفراد الأسرة، بالإضافة إلى خلق نقطة التقاء فكري بين أجيال العائلة، والتي تحدث تقاربا بين وجهات النظر المختلفة.

وقال: إن بعض الأسر تدرك خطورة التفكك الأسري والتكنولوجيا على نشأة الأبناء، وبالتالي يحرص رب المنزل على عقد الاجتماعات الأسرية الدائمة ليقلّل الفجوة المحتملة بين الأجيال والمستويات الثقافية المختلفة، لا سيما وأنها تساعد على احتواء المشاكل الأسرية من خلال المشاركات الفكرية التي تفرز حلولا جذرية.

ويرى أن الاجتماع الأسري يعيد العائلة إلى الحياة القديمة وذكرياتها الجميلة، الأمر الذي يجدّد لدى الأبناء الرغبة في معايشتها مرة أخرى من خلال التطبيق الواقعي لتجارب الماضي.

ومن جانبها، تضيف الدكتورة أمل عبدالواحد، خبيرة التنمية البشرية وتقويم السلوك: هناك بعض الأسباب التي تحول دون اهتمام الأسر بالاجتماعات العائلية، مثل الأوضاع الاقتصادية وانشغال الأب في العمل، بالإضافة إلى اهتمام الأم بطلبات المنزل.


وتوضح أن الاجتماعات الأسرية تؤثّر بالإيجاب على الأنشطة الأسرية، حيث تخلق جوا أسريا ذا تأثير إيجابي على الحالة النفسية للفرد، كما أنها تساعد على التخلّص من همومه اليومية، وتزيد من التقارب الحسي بين أفراد العائلة.

وترى أن الأجيال الحالية تعتبر الاجتماعات العائلية مجرد عادة قديمة، ولا تضيف لهم جديدا، ولا تطرح ما يعاونهم على التعايش في واقع يرونه مريرا، ولذلك يلجأ الأبناء إلى وسائل الاتصال الافتراضية “الإنترنت” للبحث عن حلول لمشاكلهم وأزماتهم، بالإضافة إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تمنح الشخص ما يريد معرفته خارج إطار العائلة.

وبدوره، يحذّر الدكتور علاء عبدالحميد، استشاري الطب النفسي، من استغلال بعض الأسر لهذه الاجتماعات بشكل سلبي، ويقول: إن الاجتماعات العائلية تخلق الرغبة في العمل والإنتاج، وخلق توازن فكري بين أفراد العائلة، كما تساعد على احتواء رغبات ومشاكل الأسرة والسيّطرة عليها بعيدا عن أيّ مؤثرات خارجية قد تأتي بنتائج سلبية على المستويين النفسي والاجتماعي.

ويؤكد أن ظروف الحياة أحد أسباب تلاشي عادة الاجتماعات الأسرية، كما أن التكنولوجيا ساعدت الأبناء على خلق واقع افتراضي يعيشون داخله، ويُعدّ أكثر قبولا لديهم، لأنه يوفّر لهم فرص التعرّف على ثقافات مختلفة وإشباع اجتماعي بعيدا عن الحالة الأسرية التقليدية، بجانب تكوين صداقات بديلة عن العلاقات الأسرية، والاستمتاع بعالم مفتوح يطرح اختيارات حياتية متعدّدة أمام الشباب.

وفي سياق متصل، يوضح الدكتور أحمد عسكر، استشاري الطب النفسي، أن المشاكل الموجودة بين أفراد الأسرة، مثل خلافات الوالدين أو ضعف الحالة الاقتصادية، من أسباب عدم اقتناع الأبناء بعقد الاجتماعات الأسرية، حيث يفقد الأبناء الثقة في والديهم وكل المحيطين بهم؛ مما يدفعهم إلى رفض الإملاءات الفكرية من الآباء عليهم، وقد يتطوّر الأمر ليصل إلى مواجهة حادة بين الأبناء والوالدين. ويشير إلى أن الاضطرابات النفسية التي تصيب الأبناء تتسبّب في عدم قبولهم لهذه العادات العائلية، ويرجع ذلك إلى التكوين النفسي للأبناء الناتج عن حياة أسرية غير مستقرة، لا سيما وأن الدراسات العلمية أثبتت أن الأبناء يفقدون روح الانتماء العائلي والثقة في الوالدين، في حال تزايدت الخلافات بين الأب والأم.



وأظهرت دراسة طبية أن العلاقات الأسرية القوية بين أفراد الأسرة، تساعد على زيادة الثقة بالنفس بين الأطفال وتقلل مشاعر القلق والتوتر بينهم، خاصة في المنازل التي تعاني من العنف المنزلي.

وقالت الباحثة كاترين نوتون من جامعة ليميريك في أيرلندا: نظرا للسرية التى تحيط العنف المنزلى، من المهم أن يدرك الآباء والأمهات أهمية الحفاظ على الترابط الأسرى والحرص على الآثار الوقائية للروابط الأسرية القوية لأطفالهم، وبهذه الطريقة يمكن أن نشجع الشباب المصابين بالحفاظ على المعنى الأصيل للانتماء داخل الأسرة في نهاية المطاف، وهو ما يوفر الدعم النفسي الإيجابي.

وشملت الدراسة نحو 465 شخصا، تراوحت أعمارهم ما بين 17 و 25 عاما، أكملوا استطلاعا على الإنترنت عن تجاربهم مع والديهم، والعنف المنزلي، ومقدمي الرعاية، فضلا عن الروابط الأسرية والنفسية.

وأظهرت التحاليل أن تعرض المشاركين في الدراسة للعنف المنزلي سواء من الوالدين أو مقدمي الرعاية كان مرتبطا بانخفاض احترام الذات، وزيادة القلق والروابط الأسرية الأضعف بين الشباب بالمقارنة مع أولئك الذين نشأوا في بيوت مستقرة.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1340 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع