العميد الطيار راصد محمد صديق وهو ينهي إحدى وحداته التدريبية
الشرق الأوسط/لندن: معد فياض:أعلنت وزارة الدفاع العراقية أمس (الجمعة) العثور على جثة الطيار الذي تحطمت طائرته المقاتلة من طراز «إف 16» خلال مهمة تدريب في الولايات المتحدة الأميركية ليلة أول من أمس، مشيرة إلى أنه ضابط برتبة عميد طيار.
ونعت الوزارة في بيان «شهيد الواجب العميد الطيار راصد محمد صديق الذي استشهد (أول) أمس بعد تحطم طائرته الـF16 التي كان يقودها في مهمة تدريبية في الولايات المتحدة الأميركية».
وأشار البيان إلى أن فرق البحث تمكنت من العثور على جثته في موقع تحطم الطائرة في ولاية أريزونا الأميركية، والذي وقع ليل الأربعاء بتوقيت الولايات المتحدة (فجر الخميس بتوقيت العراق). وأفاد مسؤول أميركي بأن المقاتلة تحطمت خلال مناورة للتزود بالوقود في الجو.
ونعت السفارة الأميركية في بغداد العميد صديق، مشيرة إلى أنه كان «في الأيام الأخيرة من تدريبه، ويتطلع قدما للعودة إلى بلاده».
وقال مقرب من عائلة الطيار الفقيد أن «صديق اتصل قبل يومين بعائلته وأبلغهم بأنه سينهي الخميس آخر وحدة تدريبية ليعود بداية الشهر المقبل، يوليو (تموز)، إلى مدينته كركوك ثم يلتحق بقاعدة بلد التي ستكون مقرا للمقاتلات الأميركية (إف 16)»، مشيرا إلى أن «صديق كان من أكثر الطيارين العراقيين كفاءة».
وأضاف المقرب من عائلة صديق، الذي فضل عدم ذكر اسمه، قائلا لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من كركوك، إن «صديق كان قائدا لسرب طائرات سوخوي خلال الحرب العراقية الإيرانية التي شارك بها بجدارة وكان بطلا من أبطالها، وخدم في قاعدة الحرية بكركوك بعد 2003 وقد تعرف عليه ضباط القوات الأميركية في القاعدة كونه يجيد اللغة الإنجليزية، حيث تلقى دورات في بريطانيا سابقا، وتعرفوا على مهاراته واختاروه ضمن 36 طيارا عراقيا للتدريب على طائرات الـ(إف 16) المقاتلة وبتزكية من قائد القوة الجوية أنور حمة، والذي نجله ضمن الطيارين الذين تدربوا على المقاتلة الأميركية»، واصفا «الطيار الشهيد بالبطل وأنه كان عراقيا مخلصا لبلده وغير طائفي أو عنصري، وكنا نخشى عليه من الميليشيات الإيرانية التي صفت الكثير من الطيارين الذين شاركوا في الحرب العراقية الإيرانية ودكوا مواقع عسكرية إيرانية، مثل قريبة العميد الطيار محسن هزاع بيرم البياتي الذي اغتيل على يد إحدى الميليشيات الإيرانية».
وعد النائب التركماني في البرلمان العراقي حسن توران مقتل طيار عراقي بالولايات المتحدة بأنه «خسارة كبيرة للوطن خاصة التركمان»، مطالبا وزارة الدفاع العراقية «بضرورة إجراء تحقيق مشترك مع الجهة المشرفة على تدريب الطيارين في الولايات المتحدة للوقوف على ملابسات الحادث».
وقال توران في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أمس، إن «استشهاد صديق خسارة كبيرة للعراق الذي فقد واحدًا من أفضل الطيارين والذي أمضى أربع سنوات في التدريب وكان يستعد للعودة إلى أرض الوطن للمساهمة في حفظ أمن العراق واستقراره والذود عن حياضه».
وابرم العراق مع الولايات المتحدة اتفاقا في عام 2011 لشراء 36 مقاتلة «إف 16». إلا أن تسليم المقاتلات أرجئ العام الماضي بعد سيطرة تنظيم داعش على مساحات واسعة من البلاد في يونيو (حزيران) الماضي.
واستعاضت واشنطن عن تسليم الدفعة الأولى، بنقل المقاتلات إلى قاعدة جوية في ولاية أريزونا، حيث يتدرب الطيارون العراقيون عليها.
وطالبت بغداد مرارا خلال الأشهر الماضية بتسريع تزويدها بالأسلحة لمواجهة التنظيم المتطرف الذي سيطر على كميات ضخمة من الذخيرة والمعدات العسكرية، وبينها أسلحة ثقيلة، خلال هجماته في البلاد.
ويعتمد الجيش العراقي حاليا على عدد محدود من مقاتلات سوخوي الروسية الصنع، إضافة إلى طائرات من طراز «سيسنا» مجهزة بصواريخ جو - أرض، ومروحيات هجومية روسية الصنع.
والعميد الطيار راصد محمد صديق الملقب بأبو يحيى هو قائد سرب طائرات F - 16، ولد عام 1970 وتخرج في كلية القوة الجوية عام 1990 برتبة ملازم طيار. وكان طيار للمقاتلة الروسية «سوخوي 20» حتى الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003.
500 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع