رمضان العرب على وقع الهجمات الإرهابية

               

العرب/تونس والكويت -سقط عشرات القتلى والجرحى في الكويت وتونس في هجومين إرهابيين، وبالتزامن مع هجوم آخر يحمل بصمات داعش في فرنسا، وبعد يوم من مذبحة عين العرب (كوباني) السورية، ما يجعل من رمضان بلون الدم بدل أن يكون شهرا للصيام والسلام الروحي.

واستهدف هجوم انتحاري هو الأول من نوعه تبناه تنظيم الدولة الإسلامية أمس مسجد الإمام الصادق في منطقة الصوابر وسط مدينة الكويت أثناء أداء صلاة الجمعة، ما أسفر عن سقوط 25 قتيلا على الأقل.

وانتشرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر رجالا على الأرض وأجسادهم مغطاة بالدماء بين الحطام.

وهذا التفجير هو نسخة طبق الأصل من تفجيرين سابقين لداعش على مسجدي العنود والقديح في المنطقة الشرقية بالسعودية، وهي المنطقة التي تتمركز فيها الأقلية الشيعية في المملكة.

وعرفت تونس أمس واحدا من أسوأ الهجمات في تاريخها بعد ثلاثة أشهر فقط من هجوم استهدف متحف باردو وأسفر عن مقتل 21 سائحا أجنبيا.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية التونسية إن 37 على الأقل قتلوا من بينهم سياح غربيون في هجوم مسلح استهدف فندقا بمنتجع سوسة السياحي المطل على البحر المتوسط.

واستهدف هجوم ثالث مصنعا للكيماويات في فرنسا، الشريك في التحالف الدولي ضد داعش في العراق وسوريا، وحملت العملية بصمة إرهابية من خلال قطع رأس الضحية ووضع راية شبيهة براية “الدولة الإسلامية” مع كلمات باللغة العربية.

وقبل يوم واحد نظم تنظيم داعش مذبحة في مدينة عين العرب (كوباني) السورية راح ضحيتها 130 مدنيا بريئا، وتحوم شكوك في أن دخول مقاتلي التنظيم إلى المدينة كان من بوابة تركيا الداعمة للفوضى التي تنفذها مجموعات الإسلام السياسي في المنطقة.

وهذه التفجيرات هي أحدث فصل في عمليات قتل منظمة في أماكن كثيرة من العالم تنفذها أيادي الإسلام السياسي الذي ركب على موجة احتجاجات شهدتها بعض البلدان العربية في 2011، وقادها إلى افتقاد الأمن والاستقرار واستبدالهما بالفوضى.

ولا يصدق مراقبون أن يكون داعش يخطط فعليا لإقامة “دولة إسلامية” على الأراضي التي يمارس فيها عمليات القتل الجماعي وقطع الرؤوس والجلد وبيع السبايا، ويرجحون أن التنظيم ليس سوى أداة تنفيذية للعبة تفتيت وفوضى تقف وراءها أطراف إقليمية أو دولية لمعاقبة العرب على محاولاتهم الأخيرة للدفاع عن أمنهم القومي.
واعتبر مراقبون في مصر أن التنظيم يستفيد من العمليات التي ينفذها، سواء بتخفيف الضغط على مراكز قوته الرئيسية في كل من العراق وسوريا، أو تجنيد المزيد من الشباب في صفوفه. كما نجح التنظيم في استغلال حالة التوتر المذهبي في المنطقة بصورة كبيرة، جذبت له أتباعا جددا.

وأشار هشام النجار، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، إلى أن داعش يريد تضخيم ورقة الفتنة المذهبية، لأنها الورقة الوحيدة التي يمكن أن تجلب له تعاطفا كبيرا.

وعلل محللون أسباب استهداف المساجد الشيعية في السعودية والكويت برغبة الجهات المنفذة في استثمار الملف الطائفي لإرباك دول الخليج ومنعها من التركيز على جهودها لتثبيت دورها الإقليمي دبلوماسيا وعسكريا.

ولفت المحللون إلى أن التحالف الدولي، الذي يواجه داعش في العراق وسوريا، يعيش تناقضات كبيرة بسبب تناقض المصالح.
ووصف المحلل السياسي ريتشارد سبنسر الأصدقاء في الشرق الأوسط بالأعداء. وفي تقرير بصحيفة ديلي تلغراف ضرب مثلا على تناقض “الأصدقاء” موقف أنقرة والدوحة، قائلا “لا أحد يعرف ما تقوم به تركيا”، وأن “الغرب لم يعد يثق في قطر كصديق. فهي تؤوي القيادة المركزية الأميركية، ولكنها تتغاضى عن الذين يمولون الإرهاب.”

وإذا كانت الورقة الطائفية لعبة ذات جدوى لإرباك الخليجيين وإغراق العراق وسوريا في الفوضى، فإن داعش يسابق الوقت لتحويل منطقة شمال أفريقيا إلى حالة من الفوضى الأمنية يمتد خطرها إلى أوروبا التي تسعى إلى ترتيب تدخل عسكري في ليبيا للدفاع عن أمنها.

ولم تنجح تونس التي كانت أول من بدأت باحتجاجات “الربيع العربي” في التصدي للتنظيمات المتشددة خلال أربع سنوات من عمر “الثورة”، ولجأت هذه التنظيمات إلى التخفي في الجبال الممتدة على الحدود الغربية مع الجزائر، واستفادت من صعوبة ضبط الحدود مع ليبيا في الحصول على الأسلحة وتدريب المقاتلين.

لكن سياسيين تونسيين يؤكدون أن أبرز استفادة حصلت عليها المجموعات المتشددة حصلت خلال فترة حكومة الترويكا التي كانت تتزعمها حركة النهضة الإسلامية ذات الارتباط بجماعة الإخوان المسلمين.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

527 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع