الصحة تحذر من عشوائية مراكز التجميل .. وطبيب يعلق: شركات نصب استباحت المهنة

                   

السومرية نيوز/ بغداد:تبدو إغراءات عمليات التجميل لا تقاوم بالنسبة للكثيرين، حينما تعرض صورها على مستوى واسع، ويختلف المختصون حول مدى تأثيرها وقدرتها على تمتع الراغبين بها بـ"شباب" دائم مزعوم، ولكن مما لاشك فيه هو أن التجميل يحمل مخاطر جمة من شأنها قلب حياة الإنسان رأساً على عقب.

وبحسب مختصين، فإن مهنة التجميل "استبيحت" في العراق، لافتين الى وجود 450 مركزا للتجميل في العراق، المرخصة منها 25 مركزاً فقط، والأغلبية لا تعدو كونها شركات "نصب" لاستنزاف الأموال، داعين الى ضرورة سن قانون لمنعها، الى جانب نشر الوعي بخطورتها.


خطوة متسرعة تقود لعواقب وخيمة

في أحياء عديدة من بغداد، توجد مراكز تجميل مختلفة الأشكال والأسماء، وتضع لوحات تعريف طويلة عريضة لا تخلو من "الأبهة"، وبحسب مختصين، فإن أغلبها مشكوك بمهنيتها ولم تنجح سوى باستنزاف جيوب زبائنها غير آبهة بما ستؤول إليه نتائج العمليات التي ستجرى لهم.

في منزلها الفخم المحاط بحديقة كبيرة، تجلس أسماء كريم ذات 44 عاماً، في غرفتها ذات العزلة التامة، حولها عدد من قناني المياه أغلبها فارغة، كونها لا تريد الخروج.

كريم تندب حظها، لإقدامها على إجراء تنحيف، لكنها جاءت بنتائج تسببت بخسارتها لصحتها، وتقول، "كنت أرغب بالتخلص من السمنة وأجريت عملية شفط للدهون، لكن الأمر سرعان ما تحول لكابوس"، مبينة أنها "بدل أن تكون رشيقة كما كانت تطمح، خسرت صحتها، نتيجة شعورها بالضعف والخمول والدوار المستمر".

العافية بالنسبة لـ"كريم"، آمل وذكريات مضت، فهي تروى معاناتها مع عمليات التجميل، انطلاقاً من وضعها "البائس" الذي آلت إليه، وتتذكر أيامها الخوالي، كيف كانت بوضع ممتاز رغم سمنها، وتقول، "صرفت ثروة مالية كبيرة، من أجل صحتي لكنها لم تنفع، وها أنا اقبع في غرفتي".

شركات نصب وأمراض "خبيثة"

تحذر وزارة الصحة، من وجود مراكز جراحة تجميل غير مجازة وتتسبب بانتقال "الأمراض الخبيثة والشلل" لمرتاديها، لافتة الى أن القائمين عليها غير مختصين.

وقال المتحدث باسم الوزارة احمد الرديني، في حديث لـ السومرية نيوز، إن "وزارة الصحة وضعت شروطا لافتتاح مراكز التجميل"، مشددا على "ضرورة أن يكون المسؤول عن المركز طبيب اختصاص تجميل أو اختصاص جلدية".

ويضيف الرديني، أن "أغلب المراكز الموجودة غير مجازة، والقائمين عليها غير مختصين، لاسيما تلك التي تدار في صالونات النساء"، مشيرا الى أن "الصحة قامت بحملة لإغلاق العديد من مراكز التجميل غير المجازة والحملة مستمرة".

ويوضح الرديني، أن "اغلب عمليات التجميل التي تشهد إقبالاً هي (الفلر) لنفخ الوجه، وخاصة منطقة الخدود وعمليات البوتوكس للنفخ وإزالة التجاعيد"، لافتا الى "رصد العديد من الحالات التي فشلت في عمليات مراكز التجميل، ما أدى الى شلل العضو الذي أجريت له عمليه التجميل".

ويلفت المتحدث باسم الصحة الى "وجود حالات تسببت بتشوه في الوجه أو سقوط الحاجب بسبب عمليات التاتو التي تعد من عمليات التجميل والتي من الممكن أن تتسبب بانتقال الأمراض من مريض إلى آخر"، مؤكداً أن "العمل في المراكز غير المجازة عشوائي وأحيانا يستخدم أدوية فاشلة".

وبحسب المتخصصين، فإن عمليات التجميل تحمل الكثير من المخاطر والأضرار الصحية، حيث تتعرض إلى احتمالية الفشل مثل سائر العمليات الجراحية، فضلا عن حالات الغش التي ازدادت بسبب ازدياد صالونات التجميل والعيادات غير المرخصة واستخدام المواد الصناعية غير الصحية، التي قد تتسبب في أضرار دائمة.

وفق ذلك يقول طبيب اختصاص في مجال التجميل، إن "ازدياد الإقبال على إجراء عمليات التجميل يفرض على وزارة الصحة التعامل الجاد وتلبية هذه الحاجة عبر افتتاح مراكز تخصصية مجازة ومراقبة من قبلها".

ويشدد الطبيب الذي فضل عدم ذكر اسمه، على ضرورة "حماية المواطن من الوقوع ضحية لشركات نصب واحتيال تدعي إجراء هذه العمليات"، محذرا من "خطورتها على الصحة العامة في المجتمع وانتقال الأمراض بشكل مضطرد وخطير".

ويلفت الطبيب الاختصاص إلى أن "غالبية مرتادي عمليات (شفط الدهون)، والذين يدفعون ما يقارب (الثلاثين ألف دولار) يخسرون صحتهم نتيجة شعورهم بالضعف والخمول والدوار المستمر نتيجة قيام أشخاص غير أكفاء وغير مختصين على تلك العمليات".

مهنة "مستباحة"

ويقول علي البزاز، وهو طبيب مختص وصاحب مركز تجميل، في حديث لـ السومرية نيوز، "هناك 450 مركزا للتجميل في العراق، بينها 25 مركزاً مرخص فقط"، مشيرا الى أن "مهنة عمليات التجميل في العراق استبيحت من قبل الدخلاء".

ويحذر البزاز، من أن "عمليات التجميل أصبحت تمارس من قبل الكل، سواء طبيب الأسنان أو طبيب الجلدية، وحتى صالونات الحلاقة من خلال قيامهم بزرق الإبر والقيام بعمليات تجميل بعيدة عن اختصاصهم"، مبينا أن "هذه العمليات تؤدي الى حصول تشوهات في الجسم والى أمراض".

ويدعو البزاز الى "ضرورة نشر التوعية وسن قانون يمنع ممارسة هذه المهنة إلا من قبل المختصين"، مشدداً بالقول، "لو كان هناك ضوابط من قبل الوزارة ووعي من قبل المواطن في الذهاب للمراكز والعيادات المختصة، لما وجد مثل هذه المراكز غير القانونية في العراق".

وبين البزاز، أن "أكثر عمليات التجميل الشائعة في العراق هي تجميل الأنف وشد البطن والشحوم".

أما مفتش عام وزارة الصحة أحمد الساعدي، فهو يتفق مع البزاز، إذ يؤكد أن "وزارة الصحة أغلقت 30 مركزاً للتجميل في بغداد خلال النصف الأول من عام 2015 فقط"، مبينا أن "العاصمة فيها مركز تجميل واحد مجاز فقط، أما الباقي غير مجازة".

ويضيف الساعدي في حديثه لـ السومرية نيوز، أن "الوزارة تتلقى شكاوى عديدة على مراكز التجميل، بسبب فشل عمليات الليزر الخاصة بالوجه وإزالة الشعر، والتي ينتج عنها حصول تشوهات في الوجه".

يذكر أن بغداد ومحافظات أخرى، شهدت افتتاح العديد من مراكز التجميل ذات التسميات والاختصاصات المتعددة، وبشكل غير مسبوق، وهي عادة ما تستميل الزبائن بدعايات مبهرة، الأمر الذي طالما حذر منه مختصون.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

568 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع