المدى/بغداد/ عامر محي:يواظب ليث عبد الكريم على الذهاب للمسابح المنتشرة في بغداد، وتحديدا الموجودة في فنادق الدرجة الاولى للتخلص من حرارة الصيف وبسبب انقطاع التيار الكهربائي لساعات متواصلة وللمارسة هوايته المفضلة.
عبد الكريم، وهو طالب جامعي من اهالي منطقة الكرادة، قال لـ "المدى"، ان "المسابح المنتشرة في بغداد، ورغم قلتها وسوء خدماتها، الا انها تمثل متنفسا وحيدا للشاب البغدادي الذي عادة ما يعاني من قلة الاماكن الترفيهية وسوء الخدمات التي تقدمها الحكومة للمواطن بصورة عامة"، لافتا الى ان "اغلب المسابح لا تمثل طموح الشباب، بسبب افتقارها الى النظافة وعدم تطبيقها المعايير الصحية المناسبة".
ويضيف عبد الكريم، ان "الشباب يلجأون الى المسابح، وتحديدا الموجودة في فنادق الخمس نجوم الموجودة في بغداد، باعتبارها انظف من تلك التي تنتشر في مناطق بغداد المختلفة"، مبينا ان "حرارة الصيف وانقطاع التيار الكهربائي لساعات متواصلة جعل الشباب يواظبون على الذهاب الى المسابح، فضلا عن كون السباحة تعتبر رياضة مهمة تنشط الانسان وتمنحه المزيد من القوة واللياقة البدنية".
ويدعو عبد الكريم الجهات المختصة الى "الاهتمام بنظافة المسابح وتطويرها وتوفير الخدمات اللازمة بها، لكي تتلاءم مع متطلبات العصر ولتواكب التقدم الذي يشهده العالم في هذا المجال"، مطالبا بالوقت ذاته بـ "فتح المزيد من المسابح في عموم العاصمة، لان المتوفر منها يعتبر قليلا جدا مقارنة بالنمو السكاني الذي حصل في ببغداد".
المتحدث باسم وزارة الصحة، احمد الرديني يقول لـ "المدى"، ان وزارته "خولت دائرة الصحة العامة لمتابعة عمل المسابح والكشف عن المخالفين فيها"، مبينا ان "في بداية كل صيف هنالك جولة ميدانية على جميع المسابح".
ويضيف الرديني ان "الوزارة تمتلك لجنة لرصد ومعالجة الحوادث التي تسببها المسابح بعيداً عن تلوثها، حيث ان الكثير من المنازل تملك احواضاً للسباحة وهناك حوادث تحصل نتيجة القفز على لمناطق الصلبة او حتى وجود تلوث".
واشار الرديني الى ان "من واجب دائرة الصحة العامة مراقبة المسابح والماء المستخدم فيها، فضلاً عن نسبة الكلور الذي يضاف الى الماء، لانه في حال نقص الكلور او زيادته تحدث مشاكل حقيقية"، لافتا الى انه "لا يمكن القول بأن المسابح العراقية خالية تماما من التلوث".
ويوضح المتحدث باسم وزارة الصحة ان "الوزارة تمتلك صلاحية بغلق اي مسبح يخالف الشروط والضوابط، لان الماء من اكثر الاشياء نقلاً للتلوث والامراض، لذلك يجب مراقبة المسابح والماء الذي تستخدمه باستمرار"، مؤكداً ان "اغلب المسابح الموجودة في الوقت الحالي معروفة من قبل الجميع"
من جانبه يؤكد مدير مسبح في احد الفنادق الفخمة ببغداد، ان "رقابة وزارة الصحة للمسابح غير جيدة"، مؤكداً ان "فنادق الدرجة الاولى تعطي عناية خاصة لمسابحها لان المسبح يعتبر من اهم متطلبات الضيوف".
وأضاف مدير المسبح الذي فضل عدم ذكر اسمه الى ان "المشكلة الحقيقية تكون بالمسابح المنتشرة في المناطق البعيدة عن مركز المدينة، اذ ان نسبة التلوث بها عالية، وهناك عدم وعي من قبل مديري المسابح"، داعية وزارة الصحة الى "متابعة المسابح بشكل يومي من قبل لجان متخصصة".
بدوره يؤكد طبيب الجلدية محمد الجابري ان "مسابح بغداد تتخذ طرق تقليدية للاعتناء بالمسابح الاهلية العامة، لذلك يجب مراجعة هذا الموضوع من قبل الجهات المختصة، لانها تضر بصحة المواطنين"، مؤكداً ان "التعقيم بمادة الكلور يعتبر من الامور التقليدية التي اثبتت فشلها، وعادة ما يتسبب بامراض الحساسية والربو".
واكد الجابري في حديثه لـ"المدى" ان "مادة الكلور تتفاعل مع افرازات اجسام السباحين التي تنتشر في الهواء وتعمل على اثارة امراض مثل الحساسية والتهابات الرئة"، لافتا الى انه "من الخطأ استخدام المسابح قبل تفاعل الكلور مع الماء جيدا".
وأشار الى ان "التعقيم بالاوزون بات امراً صحياً وافضل بكثير من التعقيم بمادة الكلور"، مشيراً الى "وجود مشاكل قد يسببها الكلور هي مقدار درجة حمضية ماء المسبح، فكلما ارتفعت نسبة الحمضية ضعفت قوة الكلور وقدرته على قتل، لذلك يجب استعمال الكلور بشكل دقيق وعملي".
وكان المتحدث بأسم امانة بغداد حكيم عبد الزهرة، قال في وقت سابق، ان معظم مسابح بغداد هي مؤجرة وفق شرط العقد الذي يلزم المؤجر النظافة والادامة وهناك بعض المسابح ستعلن في مزايدة علنية كمسبح بغداد الجديدة والزعفرانية وهناك فكرة لبناء عدة مسابح شاطئية في ابي نؤاس والمناطق السياحية الاخرى وتؤجر بمبالغ رمزية لتنظيم العمل في هذه المسابح والمحافظة عليها وادامتها.
ويعزو عبد الزهرة الاهمال في بعض المسابح الى "قلة الكهرباء وشحة الماء وان الامانة ستقوم بمتابعة وتأهيل المسابح التابعة للامانة وهناك خطة نطمح من خلالها الى النهوض بهذه المسابح لتصبح منتجعا ترفيهيا لبغداد مثل مسبح الزوراء الذي تم تأهيله منذ عام ليكون جاهزا للعوائل التي تبغي زيارة متنزه الزوراء.
وعن ارتفاع اجور بطاقة المسبح اكد ان "هذه من مسؤولية المؤجر لوجود تكاليف مرتفعة في تشغيل المسبح لكنها اذا وصلت الى سعر عال جدا حينها تتدخل الامانة حسب العقد المبرم مع صاحب المسبح".
686 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع