العالم/بغداد ـ جواد الغراوي:أعرب مواطنون عن مخاوفهم من أرتفاع أسعار المواد الغذائية في شهر رمضان، بعد التدهور الحاصل في الإقتصاد العراقي بسبب الأزمة المالية التي يمر بها البلد وما نتج عنها من فتور وتقلبات في حركة السوق العراقية، وفيما أشار محللون الى أن تخوف المواطنون على أمنهم الغذائي، أمر طبيعي بسبب الاوضاع السياسية والأمنية، طالب مواطنون الحكومة بالتحرك السريع للسيطرة على السوق من خلال لجان التفتيش، وضخ المواد الغذائية.
وقال المواطن رعد سلمان الشويلي 51 عاماً (موظف حكومي)، إن "تأثير الأزمة العالمية بعد أنخفاض أسعار النفط بدى واضحا على السوق العراقية، وخصوصا أن العراق يمر بظرف أمني وسياسي غير مستقر، مما جعل الكثيرين من أصحاب النفوذ أو التجار يقومون أستغلال هذه الأزمة بصورة جشعة، وهو التلاعب بإسعار المواد وخصوصا الغذائية منها".
وأضاف الشويلي لـ/ واب/ أن "التحرك الخاطىء وغير المدروس من الحكومة العراقية فضلا عن الفساد المستشري في أركان مؤسساتها جعل من الإقتصاد العراقي أكثر تدهورا من السابق، فضلا عن المخاوف التي يمتلكها المواطنون جراء الأعمال الإرهابية والتي تكاد تكون يومية من تفجيرات في أسواق العاصمة بغداد".
وتابع أن "العراق يمتلك ثروة كبيرة جدا من الموارد التي تستطيع النهوض به أقتصاديا، لكن الإعتماد الكلي على النفط وماينتج منه جعل من أقتصادنا عرضة للخطر وهذا ماحصل الآن"، مشيرا الى أننا "نمتلك موارد لاتعد ولاتحصى من زراعة وسياحة وصناعة لكن التخطيط لها من قبل الدولة فاشل"، مطالبا الحكومة "بالعمل الكبير لإحتواء هذه الأزمة وخصوصا أننا مقبلين على شهر الطاعة والمغفرة".
من جهته قال الخبير الأقتصادي رائد فؤاد العبيدي لـ/ واب/ إن "أعتماد العراق في أقتصاده هو أعتماد أحادي الجانب، أي أنه معتمد كليا على النفط وماينتج منه، وهذا الأمر من أهم الإنتكاسات التي أصابت الإقتصاد العراقي".
وأضاف أن "التدهور الحاصل في الإقتصاد العراقي القى بضلاله على حركة السوق العراقية والتي أصابها الكثير من الفتور والتقلبات، فضلا عن أرتفاع متوقع خلال شهر رمضان المبارك والذي أصبح مادة ربحية للكثير من التجار".
وبين أن "الحلول المطروحة للحكومة العراقية لنهضة أقتصادها في الوقت الحاضر هي كثيرة، منها عدم الإعتماد الكلي على النفط وتفعيل جميع الصناعات التي تظاهي بمردودها المالي النفط، فضلا عن دعم الحكومة للبنوك والمصارف بالعملة الأجنبية حتى يتسنى خفضها".
وعن شهر رمضان ومايعانيه المواطنين من تخوف في أرتفاع أسعار المواد الغذائية قال العبيدي إن "قدسية هذا الشهر هي كبيرة عند كل المسلمين، لذا يجب تقديم الدعم الكبير من الحكومة ولو بشكل آني لهذا الشهر من خلال توفير الحصة الغذائية الكاملة، فضلا عن زيادة في مفرداتها حتى تكاد تكفي المواطن في هذا الشهر"، مشيرا الى أن "تخوف المواطنين عند قدوم هذا الشهر هو آمر طبيعي بسبب مايحدث كل سنة من أرتفاع بإسعار المواد خلال رمضان، فضلا عن حرصهم على أمنهم الغذائي والذي يكاد يختلف عن باقي السنين بسبب التدهور الأمني والسياسي".
من جهتها، قالت سهيلة البياتي 44 عاما (ربة بيت) لـ/ واب/ إن "فرحتنا كبيرة عند قدوم هذا الشهر ومايحمله من قدسية في قلوب المسلمين، لكن تفكيرنا بإننا سنواجه خلاله أرتفاع كبير في الأسعار يزعجنا ويحزننا".
وأضافت أن "أغلب الشعب العراقي هو من الطبقات المتوسطة أو أدنى لذا أي أرتفاع في اسعار المواد التي نحتاجها في رمضان ستؤثر علينا سلبا"، مشيرة الى أن "الأزمة الإقتصادية في العراق هي مسؤولية الحكومة ويجب أن تجد لها الحلول المناسبة والكفيلة بتوفير أفضل سبل المعيشة للمواطن".
674 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع