العرب اللندنية/واشنطن - اعترف وزير الدفاع الأميركي الأسبق دونالد رامسفيلد بأن غزو العراق كان قرارا خاطئا وأن اتجاه الرئيس السابق جورج بوش بفرض الديمقراطية في العراق غير واقعي.
وبعد مرور 12 عاما على إسقاط نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وما تبعه من تصاعد نشاط تنظيم القاعدة الذي تحول فيما بعد إلى داعش وأعلن عن تأسيس “الخلافة الإسلامية”، أكد رامسفيلد أن إمكانيات الغرب “يرثى لها في مواجهة التشدد الإسلامي المستشري في المنطقة”.
ويحاول رامسفيلد التنصل من مسؤولية الترويج والمشاركة في احتلال العراق بعدما غرقت البلاد في الفوضى الناجمة عن سيطرة تنظيم داعش المتشدد على مساحات واسعة منذ عام من بينها مدن الموصل والرمادي.
وعندما كان لا يزال مسؤولا عن وزارة الدفاع الأميركية، كان رامسفيلد يروج لقناعات مخالفة تماما لتلك التي حاول طرحها مؤخرا في حديث مع صحيفة تايمز البريطانية.
ففي خطاب له أمام مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن عام 2003، قال رامسفيلد “الأمر واضح، لدينا مصلحة كبيرة في نجاح العراقيين… بمقدور العراق أن يكون مثالا يُظهر كيف أن دولة مسلمة معتدلة تستطيع النجاح في معركتها ضد التطرف المنتشر في العالم الإسلامي اليوم”.
والآن، يبدو أن عدم قدرة العراق على التأقلم مع النموذج الذي كان يطمح إليه رامسفيلد وتحوله في المقابل إلى تهديد كبير لجيرانه في الخليج ومركز انطلاق للمتشددين إلى سوريا أجبرا رامسفيلد على التراجع عما كان ينادي به في السابق.
وقال في الحوار مع الصحيفة التي عاد وهاجمها لاحقا في مداخلة مع قناة “سي ان ان” الأميركية بسبب تركيزها على أن تصريحاته تحرج الرئيس بوش، “لست من الذين يعتقدون أن النموذج الأميركي في الديمقراطية قد يصلح لبلدان أخرى في كل لحظات تاريخها”.
وأضاف “الفكرة أن إنشاء نظام ديمقراطي في العراق بدا لي غير واقعي. لقد شعرت بقلق بالغ حينما سمعت أن هذا من بين الأهداف المعلنة”.
ودعا رامسفيلد الغرب إلى تغيير استراتيجيته في مواجهة داعش، والشروع في شن “حرب على غرار الحرب الباردة والتعاون مع حلفاء في إطلاق عمليات تجسس وتجفيف منابع تمويل المتشددين من النفط وكافة المصادر الأخرى”.
لكن مراقبين اتهموا وزير الدفاع الأميركي الأسبق بالتناقض حينما تمسك بتأييد الإطاحة بصدام حسين في نفس الوقت الذي وجه فيه اللوم للزعماء الغربيين على إزاحة الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي من خلال توجيه ضربات جوية لقواته عام 2011 قبل قتله على يد الثوار الليبيين.
وقال إن مساهمة الغرب في إسقاط نظام القذافي شجعت على تحول البلاد إلى مستنقع للمتشددين. مضيفا أن البلاد اليوم “لا تبدو على ما يرام”.
ورغم فشل الحكومة العراقية إلى حد الآن في استعادة المناطق التي يسيطر عليها داعش، لا يبدو العراق على نفس درجة الفوضى التي يراها رامسفيلد في ليبيا.
875 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع