الشرق الأوسط/بغداد: حمزة مصطفى:أعلنت القوات الأمنية العراقية أنها أحكمت السيطرة على قضاء بيجي؛ المحطة قبل الأخيرة في عمليات تحرير محافظة صلاح الدين، التي تنتهي بقضاء الشرقاط آخر معاقل تنظيم داعش في هذه المحافظة. وقال بيان لوزارة الدفاع أمس إنه شوهد «هروب جماعي لإرهابيي (داعش) خارج مدينة بيجي باتجاه الموصل».
وأضاف البيان أن القطعات العسكرية مسنودة بميليشيات الحشد الشعبي وأبناء العشائر «تواصل تقدمها داخل مدينة بيجي، وتطهر جامع الفتاح والمناطق المحيطة به، وتقوم بتطهير مركز مدينة بيجي».
من جهته، أكد نائب رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة صلاح الدين خالد الخزرجي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «الهجوم على قضاء بيجي بدأ منذ ساعات الفجر الأولى من محاور عدة بعد أن تكاملت الاستعدادات العسكرية». وأضاف الخزرجي أن «الهجوم الواسع أسفر عن تحرير القضاء وبدء عمليات التطهير والمطاردة لعناصر تنظيم داعش الذين لم تعد لهم سوى وجهة واحدة وهي قضاء الشرقاط لأنه معقلهم الأخير».
في السياق نفسه، أكد القيادي في عشائر صلاح الدين التي تقاتل تنظيم داعش، يزن الجبوري، في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «بيجي لن يكتمل تحريرها حتى تلتقي المحاور الأربعة؛ وهي المحور الشرقي عبر جامع الفتاح، والغربي عبر جامع حميد المجيد، والشمالي ما بين البركة والزيتون، والوسطي مقبرة بيجي بعد حي التأميم حيث لا تزال عمليات التطهير جارية.. حتى تلتقي كل هذه القوات المقاتلة عند نقطة واحدة»، مشيرا إلى أنه «تم الوصول للقائمقامية ورفع العلم العراقي في وسط المدينة، وهذا في حد ذاته إنجاز مهم».
وبشأن السقف الزمني لتحرير كل قضاء بيجي، قال الجبوري إن «المسألة في الواقع مسألة وقت لا أكثر، علما بأن العدو أخذ يركز قواته عند خط صد معين، ولكن نتوقع انهياره خلال ساعات، وبالتالي يصبح الطريق سالكا لمطاردتهم نحو قضاء الشرقاط، وهو معقلهم الأخير في صلاح الدين، كما أنه سيكون البوابة للبدء بعملية تحرير الموصل في مرحلة لاحقة».
وزارة الداخلية أعلنت، من جهتها، تحرير مركز قضاء بيجي شمالي تكريت (170 كلم شمال بغداد) ورفع العلم العراقي فوق مبنى قائمقامية القضاء، مؤكدة أن القوات المشتركة مستمرة في تقدمها لتطهير جيوب «داعش» في القضاء وتحقيق أهدافها. وقال قائد فرقة الرد السريع في وزارة الداخلية العميد الركن ناصر الفرطوسي، في بيان، إن «القطعات العسكرية تجاوزت مبنى القائمقامية بمسافة 150 مترًا، وهي مستمرة بتقدمها لتطهير جيوب تنظيم (داعش) في القضاء وتحقيق الأهداف المرسومة»، مبينًا أن «عناصر (داعش) يحاولون استهداف القوات المتقدمة من خلال العبوات الناسفة والمنازل المفخخة والانتحاريين». وتابع الفرطوسي، أن «فوج مغاوير قيادة فرقة الرد السريع، تمكن من قتل انتحاري يمني الجنسية حاول استهداف القوات الأمنية في القضاء»، مؤكدًا أن «عناصر تنظيم (داعش) بدأوا بالانسحاب إلى مدينة الموصل بعد تكبيدهم خسائر كبيرة».
وأوضح الفرطوسي أن «هناك خططًا وتنسيقًا بين قواطع العمليات في قضاء بيجي وطيران الجيش والقوة الجوية لمنع تسلل عناصر تنظيم (داعش) وهروبهم من القضاء»، لافتًا إلى وجود «متابعة ميدانية من قبل قادة العمليات وقيادة الشرطة الاتحادية لمراقبة سير العمليات».
بدوره، قال ضابط برتبة عقيد في الشرطة لوكالة الصحافة الفرنسية إن القوات الأمنية «أحكمت سيطرتها بشكل كامل على مركز المدينة وتتقدم باتجاه الأحياء الشمالية للمدينة»، والتي تؤدي إلى مصفاة بيجي، أكبر مصافي النفط في البلاد، حيث تدور معارك مع التنظيم.
وكانت القوات الأمنية استعادت في نوفمبر (تشرين الثاني) السيطرة على بيجي، وفكت الحصار الذي فرضه المتطرفون على مصفاتها منذ هجوم يونيو (حزيران) من العام الماضي. إلا أن التنظيم عاود بعد ذلك السيطرة على أجزاء واسعة من المدينة، واقتحم في أبريل (نيسان) المصفاة حيث لا تزال المواجهات تدور مع القوات التي تتولى حمايتها. وكانت قيادة العمليات المشتركة أعلنت في 4 يونيو (حزيران) الحالي، عن إحراز القوات الأمنية «تقدمًا سريعًا» باتجاه مركز قضاء بيجي، شمالي تكريت، وهروب جماعي لعناصر تنظيم «داعش» جراء تلك العمليات، فيما أشارت إلى تنفيذ عملية تفتيش في مستشفى تكريت التعليمي والأقسام المحيطة به في محافظة صلاح الدين.
1140 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع