المستقبل:لا تظهر طهران التزاما بدور حكومة حيدر العبادي في محاربة تنظيم "داعش"، بل تبيح لنفسها طريقا مستقلا في مواجهة التنظيم المتشدد من خلال دعم احد ابرز الفصائل التابعة لها لخوض المعارك بشكل منفرد يدلل على عمق نفوذها في المشهد العراقي المضطرب، وقدرتها على لعب دور محوري يؤمن نفوذها في العراق.
ويبدو ان القيادة العسكرية الايرانية ارادت تطبيق خطتها الجديدة من خلال اللجوء الى الترسانة الصاروخية البعيدة المدى واثبات قدرتها على اللعب باوراق قوتها في العراق، ما جعلها تقدم على اطلاق صاروخ ارض ـ ارض من نوع (شهاب 3) على مخزن متفجرات تابع لـ"داعش" في بلدة الحويجة، شمال البلاد، ما اوقع مئات القتلى اغلبهم من المدنيين وازال احياء كاملة من على وجه سطح الارض.
وأفادت مصادر عراقية مطلعة صحيفة "المستقبل» أن "مستشاري الحرس الثوري الايراني وجهوا تعليمات الى ميليشيا "حزب الله" المنضوية في الحشد الشعبي، بالانشقاق عن الحشد، وخوض معارك في المحافظة ضد معاقل داعش بشكل منفرد عن القوات العراقية ومنها بعض الفصائل الشيعية المنضوية في الحشد والخاضعة لاوامر العبادي".
واضافت المصادر ان "المستشارين الايرانيين عبروا عن امتعاضهم من رتابة الاجراءات العسكرية العراقية وبطء العمليات الحربية في مناطق غرب وشرق الرمادي، وتوقفها في الرمادي، مركز محافظة الانبار، على الرغم من حساسية الوضع، وخشية المستشارين الايرانيين من تمدد داعش نحو الغرب باتجاه بغداد»، لافتة الى ان "القيادة العسكرية الايرانية لا تثق بالقيادة العسكرية العراقية، وهو ما دفعها الى اصدار قرار بانشقاق حزب الله عن الميليشيات الشيعية الاخرى دون ان يتم استبعاد توجيه اوامر بانشقاقات جديدة لفصائل يشرف عليها الحرس الثوري".
وأوضحت المصادر ان "ميليشيا كتائب حزب الله تتلقى بشكل خاص تدريبات من قبل خبراء لبنانيين وايرانيين خصوصا انها خاضعة لقيادة ابو مهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي وممثل الجنرال قاسم سليماني، قائد قوة القدس في الحرس الثوري في العراق، ولها قوات نخبة مدربة جيدا، وتشارك في المعارك ضد داعش في اكثر من مكان"، مشيرة الى ان "كتائب حزب الله تتسلم السلاح والدعم العسكري من ايران بشكل مباشر ومن دون الرجوع الى الحكومة العراقية".
وكشفت المصادر ان "سكان مناطق غرب الرمادي وخاصة عامرية الفلوجة والخالدية يتعرضون بشكل مستمر الى مضايقات وتجاوزات من عناصر حزب الله ولم يقتصر الامر على السكان وانما طال القوات الامنية العراقية التي يتذمر قادتها من طريقة عمل الكتائب وعدم اهتمامها باوامر القيادة العسكرية وخوض معارك لا يتم التخطيط لها جيدا مما يعرض القوات العراقية المحتشدة في المنطقة الى خطر متزايد بسبب رد فعل داعش في تلك المناطق".
ولا يقتصر الدور الايراني على استمالة الفصائل الشيعية المسلحة، بل تعداه الى تنفيذ طهران استراتيجية الارض المحروقة في تدمير المناطق السنية وآخرها اطلاقها صاروخا بعيد المدى احدث دمار هائلا وضحايا بالمئات في بلدة الحويجة جنوب كركوك بعد استهداف مخزن للمتفجرات ومصنع للسيارات المفخخة تابع لتنظيم "داعش" وسط حديث دائر عن مسؤولية مقاتلات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة عن الغارة وهو ما نفته لاحقا.
واكدت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) عدم تنفيذ غارة جوية مساء اول من امس في قضاء الحويجة (جنوب غرب كركوك) سواء من قبل طائرات اميركية او طائرات تابعة للدول الاخرى المشاركة في التحالف الدولي ضد "داعش".
وذكر متحدث باسم البنتاغون في تصريح صحافي ان "لدى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة اجراءات دقيقة لضمان عدم سقوط ضحايا من المدنيين خلال عمليات استهداف مواقع تنظيم داعش سواء في العراق او في سوريا".
في غضون ذلك، افادت مصادر عشائرية في الحويجة ان "الانفجار الهائل في قضاء الحويجة والذي ادى الى سقوط مئات الضحايا من المدنيين كان نتيجة لسقوط صاروخ ارض ـ ارض ايراني الصنع من نوع (شهاب 3) تم اطلاقه على مخزن الاسلحة والمتفجرات في القضاء من احدى مناطق محافظة ديالى المجاورة.»
واشارت المصادر الى ان "الانفجار الهائل في الحويجة شعر به سكان مدينة كركوك التي تبعد عشرات الاميال عن المنطقة واعتقدوا انه هزة ارضية ما ادى الى ازالة 3 احياء من البلدة من على وجه سطح الارض وتدمير عشرات المنازل ومقتل واصابة 150 من عناصر تنظيم داعش اضافة الى مقتل 200 مدني واصابة نحو 100 آخرين بجروح في حصيلة قابلة للزيادة مع وجود عشرات المدنيين تحت انقاض المنازل.»
وفي التطورات الميدانية، ما زالت محافظتا صلاح الدين والانبار تسجل حصول معارك شرسة بين القوات العراقية المشتركة وتنظيم "داعش".
ففي صلاح الدين (شمال بغداد)، أعلن العميد الركن معد بداي امر اللواء السابع عشر في الجيش العراقي عن بدء المرحلتين الثانية والثالثة من العمليات العسكرية في المحافظة.
وقال بداي إن "عملية تنفيذ المرحلة الثانية والثالثة من العمليات العسكرية في صلاح الدين انطلقت»، مبينا أن "المرحلة الثانية ستنفذ من غرب منشأة المثنى باتجاه ناظم التقسيم جنوبا والثالثة ستنفذ من هذه المناطق باتجاه الرمادي في محاولة تهدف الى قطع امدادات العدو بشكل كامل ومحاصرته ليتم تحرير المنطقة بالكامل".
إلى ذلك، رجح عمار حكمت نائب محافظ صلاح الدين أن "يتم تحرير قضاء بيجي من سيطرة تنظيم داعش بالكامل خلال اليومين المقبلين»، مبينا أن "العمليات العسكرية الجارية في قضاء بيجي تتم من خلال تحرير المناطق بالكامل وتطهير الجيوب المحيطة بالقضاء والموجودة على الطريق الرابط بين تكريت وبيجي».
وأضاف حكمت أن "العملية العسكرية تأتي من اجل إحكام السيطرة على القضاء بالكامل واعتباره قاعدة عسكرية للانطلاق منه لتحرير محافظة الأنبار".
وأفاد مصدر امني أن القوات المشتركة من الحشد الشعبي وباقي القوات تمكنت من دخول مدينة بيجي .
واضاف المصدر ان "قوات الحشد الشعبي والقوات الامنية تمكنت من استعادة منطقة البوجواري وحي العسكري ومبنى قائممقامية بيجي وصولا الى شارع الاطباء وسط المدينة»، لافتا الى ان "تلك القوات أمنت خط الإمداد الى مصفاة بيجي".
وشدد المصدر على ان "القوات العراقية والحشد الشعبي أمنت خط الامداد الواصل الى مصفاة بيجي وتمكنت من فك الحصار عن القوة التي كانت محاصرة من قبل تنظيم داعش داخل المصفاة".
وفي الانبار (غرب العراق)، كشف مصدر امني عن تحشيد 50 الف مقاتل من وزارتي الدفاع والداخلية وميليشيات الحشد الشعبي لاستعادة السيطرة على الرمادي.
واشار المصدر الى ان "القوات العراقية المشتركة لم تحقق اي تقدم في المنطقة وخاصة الرمادي»، مؤكدا أن "مناطق الطاش و5 كيلو لا تزال بيد تنظيم داعش رغم اعلان السلطات العسكرية العراقية عن استعادتها قبل ايام".
1042 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع