(الزمان) تنشر أسرار ووقائع القتال في مصفى بيجي: الجراح تقرحت ومساعدات التحالف تسقط إلى داعش
كتاب تقاعد يصل إلى اللواء ضيف أثناء المعارك ونفاد العتاد والغذاء
بغداد – محمد الصالحي:روى جنود ناجون من المعارك التي شهدتها القوات الامنية في مصفى بيجي ضد تنظيم داعش تفاصيل القتال على مدى 60 يوما من دون وصول اسناد من الوزارات الامنية فضلا عن انقطاع جميع الطرق المؤدية الى بيجي وسقوط القضاء بالكامل بيد التنظيم قبل ان تنطلق عمليات التطهير.وقال احد المنتسبين في الفوج الثامن بالفرقة التاسعة المنتشرة في المصفى لـ(الزمان) امس ان (تنظيم داعش بدأ يتوغل في جميع مناطق القضاء مستغلا تحرير مناطق تكريت وتوجه القوات الامنية نحو مركز المحافظة).واضاف ان (التنظيم استقدم قوات كبيرة مدعومة بعجلات مدرعة من الموصل مرورا بالشرقاط ومن ثم الى القضاء والمصفى وبعد ملاحظة تلك التحركات للتنظيم ناشد اللواء الشهيد ضيف الطائي القادة الميدانيين والقيادات في بغداد لايصال المساعدات لكن لم تصل اي مساعدات لمدة 40 يوما وبدأ الغذاء بالنفاد فضلا عن العتاد والمعنويات التي تزيد بمجرد تشجيع قائد القوة وتحبط بعد كل يوم من الاهمال).واوضح الجندي الذي فضل عدم ذكر اسمه ان (الفوج كان فيه اكثر من 150 جنديا وهناك عدد من كتائب الامام علي ضمن قاطع الحشد الشعبي وقوات مكونة من 100 جندي اضافي من مكافحة الارهاب ونشترك في جميع المهام من مراقبة وصد الاعتداءات).واشار الى انه (بعد مرور 40 يوما من المناشدات كانت حصلية الفوج 28 جريحا تقرحت جراحهم لعدم وجود اي اخلاء طبي اواسعافات اولية ما ادى الى استشهاد عدد منهم . وفي هذه الاثناء بدأ تنظيم داعش بمحاصرة جميع اطراف المصفى والتخطيط لاقتحامه).مؤكداً (اتصال اللواء الطائي بالقيادة ومطالبتهم بانقاذ واسعاف الجرحى واخلاءهم) . مشددا على (لا نريد اي استبدال للقوات الموجودة في المصفى).وتابع ان (الطريق الوحيد لايصال المساعدات عبر سكيبات للتحالف الدولي والقوات الجوية وعند اعطاء الاحداثيات كانت تسقط مساعدات التحالف في غالب الوقت الى تنظيم داعش من اسلحة واعتدة وغيرها ومن المساعدات العسكرية ما يثير الكثير من الاستغراب).مبينا ان (داعش بدأ الاعتداء باستخدام عجلات مفخخة ومدرعة بشكل كبير عن طريق مقر اللواء 14 باستخدام جرافة مدرعة ومشاة وتزامن الاعتداء مع اعتداء اخر عند مدخل شويش واستمر لتسع ساعات من القتال المتواصل وكان التنظيم يملك ضعفي عدد الـــــــــقوات الامــنية التي كان قوامها 250 مقاتلا فقط يعانون التعب والارهاق وقلة التسليح والعتاد في المقابل العدو يملك جميع وسائل الحرب).
وذكر ان (المعارك اسفرت في اليوم الاول عن سقوط البرجين التاسع والثامن والكمائن بجهة شويش حيث لم يتبق بيد القوات الامنية سوى مقر الفوج الثامن ومركز السيطرة للمصفى ومقر الفرقة الذهبية والمعهد النفطي والاجزاء الاخرى اصبحت بيد التنظيم).مستغربا من (بث القنوات اخبارا عن سيطرة القوات الامنية والقضاء على التنظيم وغيرها من الامور التي لم تكن حقيقية).على حد قوله. وقال ان (استمرار المعارك جعل منا اكثر صلابة وقد جددنا المناشدات للقيادة بمعالجة بعض الاهداف لكن الغريب ان طائرات التحالف تركت كل المواقع وقصفت مقر الفرقة الذهبية ما ادى الى استشهاد المقدم علي من الفرقة واصابة 2 اخرين).واضاف ان (اعتداء داعش تم باستخدام جميع الاسلحة وتفجير المفخخات وسقطت المنطقة الوسطية بيد التنظيم ايضا).وعن كيفية استشهاد اللواء ضيف قال الجندي ان (عدداً من الجنود استشهدوا فضلا عن استشهاد الرائد سلمان والعميد كريم الذي اصيب ونزف ليومين وجميعهم منسوبون الى الفوج الثامن من الفرقة التاسعة عند البرج التاسع وبعد محاولات لمنعه من الجنود ركب العجلات مع عدد من الجنود لانقاذ الجرحى واخلاء جثث الشهداء فذهب ولم يعد في البرج التاسع).
وعن حجم سيطرة التنظيم على المصفى اكد ان (داعش تسيطر على اغلب المناطق بنسبة تصل الى اكثر من 90 بالمئة والمتبقي هو بيد الجنود وتنشب فيه معارك مستمرة).ملفتا الى (وصول الفرقة التكتيكية واجلاء الجرحى والشهداء واستبدال القوات التي لم تتمتع باي اجازة لمدة 60 يوما فضلا عن استشهاد اغلب القادة فيها).معربا عن استغرابه من ان (اللواء الطائي كان في الجبهة ووصل كتاب احالته الى التقاعد ولم تنتظر وزارة الدفاع تكريم هذا البطل الذي صمد لاكثر من 9 اشهر هناك). وتابع ان (القوات الامريكية انزلت الكثير من الاسلحة والاعتدة الى تنظيم داعش بذرائع مختلفة مثل اختلاف الاحداثيات او تغير مسار الجبهات او اتجاه الريح وغيرها من الذرائع).واشار الى ان (الوزارة وغيرها من القوات كانت تبث اخباراً عن سيطرة الجنود على الوضع دون ارسال مقومات استمرار المعركة كالغذاء والعتاد واجلاء الجرحى والشهداء فضلا عن الاعلان عن وصول عدد الشهداء الى 7 بينما وصل العدد الاجمالي الى اكثر من 28 شهيدا والكثير من الجرحى وهناك مفقودون علمنا بعد مدة انهم محتجزون لدى التنظيم وان التنظيم قام بتصفيتهم بعد ذلك).وكانت القوات الامنية والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي قد اكدوا السيطرة على 60 بالمئة من المصفى قبل ان تصل قطعات الاسناد لتطهير القضاء بالكامل.
1424 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع