هروب منظم لالاف الارهابين من 8 سجون عراقية.. وقصة العشاء الاخير

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الأحد, 10 أيار 2015 10:08

بغداد/ البغدادية نيوز: يحتوي تاريخ الكثير من الدول على هروب او محاولة لهروب جماعي لسجناء خطرين لمرة او اثنين لا اكثر على الاغلب، الا ان العراق حطم الارقام القياسية في قضية هروب سجناء محكومين عن جرائم ارهابية خطيرة .

قضية هروب سجناء من مديرية جرائم الخالص، أمس الجمعة، ليست الاولى، وفي حال إستمرار الخروقات الأمنية فلن تكون الاخيرة، مادامت القوات الامنية لاتتعظ من التجارب.

تسفيرات كركوك المركزي: 30 الف دولار أمريكي ثمن تهريب 19 إرهابي

في ليلة 23/2/2012 قام 19 معتقلا في سجن تسفيرات كركوك المركزي، بالهرب من السجن بعد كسر نوافذ الزنزانة، وأشارت معلومات الى ان خطة الهروب تمت بإشراف مفتي داعش في العراق آنذاك وهو من اهالي قضاء الحويجة واحد الهاربين من السجن. وكانت الخطوة الاولى في تنفيذ الخطة عبارة عن جمع المعتقلين الـ19 في زنزانة واحدة، وهي الغرفة الوحيدة التي تطل على قشلة كركوك من الجهة الخلفية، وعملية تجميعهم في تلك الزنزانة تمت مقابل 800 الف دينار عراقي، اعطي كرشوة لمفوض شرطة، والخطوة الثانية بدأت بتخدير بعض افراد الشرطة في السجن، خصوصا مراقب الكاميرات، فتخدير هؤلاء الشرطة تم من خلال إدخال نوع معين من التمر غالي الثمن وضع فيه مادة مخدرة الى السجن وتقديمه لهم كهدية. بعد ذلك تم كسر نافذة الزنزانة بقطر (40 سم2) ونزلوا الى ساحة القشلة بواسطة تقطيع البطانيات وربطها ببعضها البعض مشكلا حبلا. ووفقا للمعرومات، فقد كلفت عملية الهروب تلك مبلغ 30 الف دولار امريكي، عن طريق الاتفاق مع احد مسؤولي السجن.

أبو غريب-التاجي: هروب مئات السجناء الإرهابيين

بتاريخ 23/7/2013 كشف عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية حاكم الزاملي، عن فرار ما بين 500 إلى ألف سجين من سجن أبو غريب بعد الهجوم الذي تعرض له، مؤكدا أن "معظم الهاربين هم من تنظيم القاعدة".

وأضاف الزاملي وقتها إن "عملية تهريب السجناء ظاهرة خطيرة تتحمل مسؤوليتها القوات الأمنية المكلفة بحماية السجون"، لافتا إلى أن "عملية المداهمة لسجني أبو غريب والتاجي استخدمت فيها سيارات مفخخة وأحزمة ناسفة وعبوات ناسفة".

وأشار الزاملي الى أن "الجهد الاستخباري الضعيف أدى إلى تهريب سجناء من تنظيم القاعدة الإرهابي"، منوها إلى "وجود تواطؤ مقصود من قبل بعض القادة الأمنيين في عملية تهريب السجناء التي تتكرر في بغداد وبابل وكركوك وتكريت".

ومن جهته، قال مدير عام دائرة سجن الإصلاح اللواء حامد الموسوي إن "تسعة انتحاريين حاولوا اقتحام سجني التاجي وأبو غريب وبحوزتهم ثلاث سيارات مفخخة انفجرت أثناء الاشتباك مع القوات الأمنية المسؤولة عن حماية السجن بالإضافة الى 100 قذيفة هاون كانت بحوزة الانتحاريين، مؤكدا أن "الاشتباكات التي جرت بين الإرهابيين وقوات الأمن أسفرت عن مقتل 21 سجينا وأصيب 25 آخرون كانوا يحاولون الهرب أثناء الاشتباكات.

وكانت آخر حصيلة للهجوم أكدت مصرع 41 عنصر أمن وسجين خلال الهجمات التي استهدفت السجنين، وهما أحد أكبر الهجمات التي تستهدف سجونا في العراق منذ 2003.

تسفيرات تكريت: هروب 47 معتقلا محكوما بالاعدام

في 27/9/2012 هرب سجناء من سجن تسفيرات تكريت في صلاح الدين حصل فيه تواطؤ ملحوظ من عناصر حماية السجن وتدبير مسبق قبل تنفيذ العملية، بحسب وزارة الداخلية.

وقالت الوزارة في بيان ان "سجن تسفيرات تكريت لم يخضع للتفتيش منذ فترة طويلة مما سمح للسجناء بتخزين أسلحة حتى يوم تنفيذ عملية الاقتحام التي نفذها مسلحون من خارج السجن.

وقدر الفارين من السجن بنحو 102 بينهم 47 معتقلا محكومون بالاعدام بتهم إرهابية، ومقتل 7 هاربين، بينما كان عدد من اعيد اعتقالــهم 23 محكوما وعدد المفقودين بلغ 74 شخصا. وكان مسلحون سيطروا على السجن بعد اقتحامه في إثر تفجير سيارة مفخخة يقودها انتحاري عند احد مداخله ما أسفر عن إستشهاد مجموعة من الحراس.

بادوش: نواة سقوط الموصل.. نواة سبايكر

بتاريخ 5/2/2014 قام مسلحون من تنظيم داعش باقتحام سجن بادوش في الموصل وهربوا عددا من السجناء، وكان السجن قد تعرض في وقت سابق من اليوم ذاته إلى هجوم صاروخي وإطلاق نار كثيف تمهيدا لاقتحامه، ولكن القوات الامنية تمكنت بعدها من السيطرة عليه دون إعلان رقم دقيق لعدد السجناء الذين تمكنوا من الهرب رغم انهم قدروا بـ(عشرات) كحد أدنى شكلوا نواة العصابات التي إحتلت الموصل فيما بعد.

منذ ذلك الوقت، تعرضت الموصل للكثير من الخروقات والهزات الامنية التي كانت تنذر بسقوطها اذا ما عالجت الحكومة الموقف بأسرع وقت، وقد طالب العديد من السياسيين وقتها بضرورة نقل السجناء الى موقع آخر، الا ان الجهات الأمنية التي كان يقودها القائد العام للقوات المسلحة السابق نوري المالكي لم تصغي الى هذه المطالبات.

في صبيحة 10/6/2014 سيطر تنظيم داعش الإرهابي على مدينة الموصل بأكملها بعد ان شنوا هجوما على المدينة في الليلة التي سبقتها، واستولوا على مبنى المحافظة والقنوات الفضائية التي تبث من المدينة. وبدأ سكان المدينة في النزوح.

إقتحم عناصر التنظيم الارهابي سجون الدواسة والفيصلية وبادوش واطلق سراح مئات المعتقلين الذين ينتمون في الأغلب الى فصائل وتنظيمات إرهابية على رأسها تنظيم القاعدة.

كشف تحقيق من خلال شهادات قدمها ناجون وحراس سجون وشهود عيان وذوي ضحايا سجناء ومصادر حكومية ومدنية، ان أكثر من 940 سجينا من أصل 2700 كانوا مسجونين في بادوش اعدموا على يد عناصر تنظيم داعش الارهابي ودفنت جثثهم في مقابر جماعية او تعرضت للتفسخ في اربعة مواقع، وأكد التقرير ان من تبقى منهم أصبحوا أهم أدوات داعش البشرية للقتل وكان من بينهم مجموعة من أخطر الإرهابيين المطلوبين دوليا.

يوضح التقرير ان بادوش هرب منه عشرات السجناء على مدى الأعوام السابقة، وكان من أشهرهم أيمن سبعاوي، ابن الأخ غير الشقيق لصدام حسين الذي هرب في كانون الأول عام 2006، وهو أحد أهم المتهمين بإرتكاب مجزرة سبايكر التي راح ضحيتها 1700 طالب عسكري.

مديرية جرائم الخالص: حكاية العشاء الأخير

في ليلة 8/5/2015 تمكن سجناء سجن مديرية جرائم الخالص من المحكومين بجرائم الارهاب والقتل وخلال توزيع وجبة العشاء من السيطرة على سلاح احد حراس السجن وقتل عدد من افراد الشرطة من بينهم ضابط، وتمكن السجناء من السيطرة على الطابق الاول للمديرية بعد سيطرتهم على مشجب السجن، وخلال اقتحام الشرطة الاتحادية لمقر المديرية جرى اشتباك عنيف بين قوة الاقتحام وعناصر حماية السجن المتواجدين في الطابق الثاني وبين السجناء الارهابيين، تمكنت فيها القوة المهاجمة من قتل مايقرب من 30 نزيلا وهروب 40، حيث جرح خلال عملية الاقتحام 15 منتسبا من الشرطة الاتحادية، وكشف مصدر ان احد اخطر الارهابيين من ضمن الهاربين من مديرية جرائم الخالص التي كانت محاكمته خلال الاسبوع الماضي واجلت الى الاسبوع المقبل.