الحياة/بغداد – حسين علي داود:عزز البنتاغون وجوده في قاعدة «عين الأسد» الجوية في الأنبار بعدما واجه حوالى 400 عسكري أميركي في القاعدة مخاطر كبيرة للمرة الأولى أمس، عندما حاول ثمانية انتحاريين من «داعش» مهاجمة القاعدة بعد ساعات من سيطرة التنظيم على أجزاء واسعة من مدينة البغدادي التي تبعد خمسة كيلومترات فقط عن القاعدة الجوية.
وقالت مصادر أمنية لـ «الحياة» إن 45 مستشاراً عسكرياً أميركياً وصلوا أمس إلى «عين الأسد» قادمين من الكويت، فيما قال مصدر في قيادة عمليات الأنبار لـ «الحياة» إن «القوات الأمنية المتحصنة في القاعدة تمكّنت من قتل الانتحاريين الثمانية الذين كانوا يرتدون أحزمة ناسفة» بعدما أطلقت عناصر من «داعش» قذائف وعشرات صواريخ كاتيوشا وغراد صوب القاعدة.
وقال شعلان النمراوي أحد شيوخ الأنبار لـ «الحياة»، إن «داعش تمكّن من السيطرة على غالبية مناطق البغدادي بعد اشتباكات عنيفة مع القوات الحكومية ومقاتلين من العشائر الذين انسحبوا إلى حديثة وقاعدة عين الأسد بعد هجوم التنظيم». وأوضح بيان صدر عن قيادة الاستخبارات العسكرية المتواجدة داخل عين الأسد، أن «تنسيقاً سريعاً جرى مع قوات التحالف الصديقة للرد على هجوم داعش وتم تنفيذ هجوم معاكس دفع التنظيم إلى الانسحاب من بعض المناطق التي كان سيطر عليها». وأوضح أن «هجوم قوات التحالف بالتعاون مع عشائر الجغايفة والعبيدي أدى إلى مقتل العشرات من عناصر التنظيم، فضلاً عن أسر آخرين».
ويتواجد في «عين الأسد» حوالى 400 عنصر من قوات المارينز الأميركية الذين يدربون أربعة أفواج من متطوعي العشائر في الأنبار، إضافة إلى تدريب وتأهيل قوات من الفرقة السابعة التابعة للجيش النظامي. ومن بين العسكريين الأميركيين حوالى 150 مستشاراً يتولون مهام تنسيق العمليات العسكرية للتحالف الدولي.
ونجح تنظيم «داعش» مساء أول من أمس في السيطرة على ناحية البغدادي التابعة لقضاء هيت بعد أسابيع من حصارها ومحاولات لاقتحامها، لكن القوات الأمنية العراقية شنت هجوماً على الناحية بينما كثفت قوات التحالف الدولي قصفها على مواقع التنظيم، ما أجبره على الانسحاب من مناطق منها.
وقال شعلان النمراوي إن «الاتصالات الهاتفية انقطعت تماماً عن مناطق غرب الأنبار بالتزامن مع عملية عسكرية بمشاركة هي الأوسع من قبل طيران الجيش الأميركي، ولم يعرف حتى الآن الجهة المسيطرة على الناحية». وأوضح أن «التنظيم سيطر الخميس على غالبية المباني الحكومية في الناحية بما فيها مراكز شرطة، ومن المحتمل أنه قام بإطلاق سراح السجناء فيها، وبينهم عناصر خطرة في داعش». وأشار إلى أن «طائرات أباتشي أميركية شاركت بقوة في معارك الناحية أمس، ما أوقع خسائر جسيمة على التنظيم»، مشيراً إلى وجود عشرات الجثث من عناصر «داعش» في مدينة البغدادي.
من جهة أخرى، قال محافظ الأنبار صهيب الراوي في بيان أمس، إن «القوات الأمنية تمكّنت من صد هجوم واسع للتنظيم على البغدادي، وإن الجماعات المتطرفة سيطرت على بعض القرى المحيطة بالناحية». ولفت إلى «وصول إسناد عسكري لقوات الجيش والشرطة وأبناء العشائر، الذين يقاتلون التنظيم منذ الخميس»، نافياً «وجود أي خطر يهدد قاعدة عين الأسد القريبة». وأشار الراوي إلى أن «التنظيم استغل تجاهل الحكومة الاتحادية لمطالب أبناء الأنبار، وضعف الإسناد المقدم للمقاتلين»، داعياً إلى «ضرورة وقوف الجميع بوجه هذه الهجمة الشرسة».
ويحاصر «داعش» ناحية البغدادي منذ شهور بعدما سيطر على قضاء هيت والناحيتين التابعتين لها، كبيسة والفرات، الصيف الماضي، لكنه لم يتمكّن من السيطرة على البغدادي، وهي الناحية الثالثة التابعة لهيت لأنها تضم معسكراً كبيراً للجيش.
545 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع