بريطانيا: السجن لجندي علّق رأس خنزير على بوابة مسجد

             

      مسجد تشيلتنهام بمقاطعة غلوسترشاير الانكليزية

تلقى جندي بريطاني سابق حكما بالسجن لتدنيسه مسجدا بتعليق رأس خنزير على بوابته. ولم يشفع له دفعه بأنه كان يرد على أن جماعة إسلامية أصولية دنّست «يوم الذكرى» بإحراق أكبر رموزها، وأنه يقر أيضا بتجاوزه الحدود المعقولة في مجال حرية التعبير.

لندن: أصدرت محكمة بريطانية حكمها بسجن جندي سابق يدعى سايمون باركس أربعة أشهر، بعد اعترافه وإدانته تالياً في التهمتين الموجهتين اليه قانونيا وهما «إحداث الخسائر الجنائية الخطيرة المدفوعة بالكراهية العنصرية» و«الإخلال بالنظام العام»، وفقا لما تداولته الصحف البريطانية الجمعة.

وكان باركس (45 عاما) قد أحدث صدمة وسط أفراد الجالية الإسلامية عندما علق رأس خنزير كتب عليه اسم الجلالة على مسجد تشيلتنهام بمقاطعة غلوسترشاير الانكليزية في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) 2010. وكتب أيضا شعارات معادية للإسلام على جدران المسجد. ثم صوّر كل هذا وحمّله الى مختلف مواقع الإنترنت.

واتضح خلال المحاكمة أن باركس أقدم على فعلته هذه من قبيل الانتقام بعدما شهد مظاهرة للمسلمين الأصوليين أحرقوا خلالها الخشخاش الذي صار رمزا لإحياء ذكرى قتلى الحربين العالميتين في 11 نوفمبر من كل عام ويسمى «يوم الذكرى» أو «يوم الخشخاش». لكنه تمكن من مراوغة العدالة لقرابة عامين قبل التعرف عليه باعتباره الجاني واعتقاله بهذا الجرم في تموز (يوليو) الماضي.

وقالت ممثلة الإدعاء، ليسا هينيسي، خلال محاكمته إنه «عاد بالأذى على مشاعر المسلمين وساعد بما فعل على تأجيج التوترات العرقية والدينية». ولدى إصدار الحكم عليه في محكمة غلوستر التاجية، خاطبه القاضي قائلا: «لم يكن قدامى المحاربين هم الوحيدين الذين أصيبوا بالصدمة من جراء إحراق مجموعة من المتشددين المسلمين زهور الخشخاش وإنما أفراد المجتمع العريض بمختلف شرائحه أيضا. لكنهم لم يردوا على هذا العمل بالأسلوب الذي اخترته لنفسك. وهو أسلوب جائر لأن يلهب التوترات العرقية».

وكانت شرطة غلوسترشاير قد قالت على لسان المحقق تيم ووترهاوس، إنها «أجرت تحقيقات شائكة ومطوّلة من أجل التوصل الى إلقاء القبض على الجاني. ورغم أن هذه الواقعة المقلقة حدثت قبل قرابة سنتين، فقد أثمرت هذه الجهود الوصول أخيرا الى ساحة العدالة، وهذا هو المهم لأن تلك الجهود لم تذهب أدراج الرياح في نهاية المطاف».

ومضى ووترهاوس يقول: «نرجو من وراء هذه التطورات أن تكون الرسالة واضحة لكل من تسوّل له نفسه التعدي على حقوق الآخرين وهي: فكّر مليّا قبل شروعك في الجريمة، لأننا لن ننفك عن ملاحقتك حتى يتم لنا إنجاز مهمتنا بالكامل وهي حماية الأفراد والمجتمع وعيشهم في مأمن من الأذى».

يذكر أن المسلمين الأصوليين الذين أحرقوا الخشخاش في «يوم الذكرى» - وهو ما دفع باركس إلى فعلته - ينضوون تحت لواء جماعة تسمي نفسها «مسلمون ضد الحرب الصليبية». وهي جماعة أعلنت وزيرة الداخلية، تيريزا ماي، حظرها لاحقا باعتبارها خطرا إرهابيا وصار الانتماء اليها يعني تلقائيا التعرض لعقوبة بالسجن قد تصل الى عشر سنوات.
ويذكر أيضا أن باركس شارك في عمليات الجيش البريطاني في كل من حرب الفوكلاندز وآيرلندا الشمالية، وعلى هذا النحو فهو نفسه من قدماء المحاربين. وقال محاميه إنه تلقى صدمة عميقة لدى مشاهدته جماعة «مسلمون ضد الحرب الصليبية» وهم يحرقون الخشاشش ويهتفون بشعارات معادية للجيش البريطاني رغم أن معظمهم بريطانيون بالميلاد ولا يختلفون في شيء عن بقية أهل البلاد غير أنهم مسلمون. لكنه شدد على أنه نادم على سلوبه في الرد وما قام به.

وقال: «كان يعتقد وقتها أنه يرد بالمثل لكنه صار على قناعة بأنه تجاوز الحدود المعقولة في مجال حرية التعبير».

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

762 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع