رثاء اللواء الطبيب أرشد حمدي الناصري رحمه الله

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الأحد, 09 تشرين2/نوفمبر 2014 15:45

رثاء اللواء الطبيب أرشد حمدي الناصري رحمه الله

                         د. عمر الكبيسي

انتقل الى رحمة  الله مساء يوم الجمعة  اللواء الطبيب أرشد حمدي الناصري بعد معاناة من مرض معنّد وعضِال لسنوات عديدة ، أرهقته وأقعدته ، بعد أن كان مثال اللياقة والكياسة والنشاط والحيوية .

خدم الدكتور ارشد الناصري والذي تخصص من جامعة لندن بطب وجراحة العيون بعد تخرجه عام 1959 كضابط طبيب عسكري خدم في مستشفى الديوانية ثم مستشفى البصرة وأصبح آمراً لها لفترة طويلة ،ثم اصبح آمرا لمركز التدريب الطبي المهني (مدرسة الطبابة سابقا ) ثم آمرا لمستشفى الرشيد العسكري وبعدها مديرا للخدمات الطبية العسكرية , نسب بعدها وكيلا لوزارة الصحة، تقاعد بعدها عام 1991. ومارس العمل باختصاصه في طب وجراحة العيون طيلة خدمته وبعد التقاعد بمهارة ودقة وكفاءة عالية ولغاية السنوات الاخيرة حين اقعده المرض . كما عرف رحمه الله بقدرة وكفاءة إدارية بحزم ممزوج بالمرونة والرصانة والإنضبط العالي من خلال تدرجه الإداري في الطبابة العسكرية .
ينتسب الدكتور ارشد الناصري لعائلة تكريتية رصينة معروفة خرجت شخصيات عسكرية وطبية وفنية منهم اللواء المرحوم يحيى عبد الباقي الشهير بانجازات مديرية مصلحة نقل الركاب عندما كان مديرا عاما لها ، ومنها ايضا الدكتور الانساني المتابع بهجت قدوري الناصري  وخاله الاستاذ كامل الناصري وأولاده الدكتور منير الناصري اختصاصي أمراض النساء والتوليد في البصرة والدكتور فاروق التكريتي اختصاصي الجراحة العامة في كلية طب بغداد والدكتور سفيان الناصري في  علم الزراعة والفنان الشهير رافع الناصري .
للدكتور أرشد الناصري لمن يعرفه من زملاءه واصدقاءه وفاء وإخلاص كبير ، وهمة عالية للعمل المنظم والدقة بالتنفيذ والمتابعة وله رحمه ولع كبير في الزراعة والبستنة وتربية الاغنام في مزرعته وفي جني الكمأ والصيد  وإعداد الطعام والمشويات ، ورحلاته وسفراته التي اعتدنا عليها عندما عملت معه في البصرة الى ابو الخصيب والأهوار والأثل كانت في منتهى الذوق والراحة . .لقد كان في مظهره وكياسته رحمه الله يبدو فضا غليظا في إدارته ومزاولة عمله ، لكنه لمن يعمل معه ويرافقه، يجده شخصية منظمة مرًّتبة خلوقة وفيّة له مواهب وهوايات يعرف كيف يزاولها ويجيد فيها إبداعا وإنجازا .
رحمك الله يا ابا مهند ، وأنت تودع هذه الدنيا بنهاية كنت فيها نعم الملتزم والمتعبد ، وزادك الله أجرا بصبرك وتحملك للمرض ، فكنت الشكور الصبور , ألهم الله مهند ومحمد ومها ووالدتهم الكريمة وعائلتك وأسرتك ومحبيك وأصدقاءك الصبر والسلوان ولروحك الطاهرة الرحمة والغفران وأسكنك برحمته وعفوه فسيح جناته .