ائتلاف'دولة القانون'يصعّد مع الأكراد لتأجيل اختيار رئيس الوزراء،ومشاورات في الخفاء حول الشخصية التي ستخلف المالكي.
العرب/بغداد – أكد رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي أنه لن يتنازل "ابدا" عن الترشح لولاية ثالثة، رغم الانتقادات الداخلية والخارجية المتصاعدة التي يتعرض لها.
وقال في بيان نشر على موقع رئاسة الوزراء إن ائتلاف "دولة القانون" الذي قاده في الانتخابات الاخيرة وفاز بأكبر عدد من مقاعد البرلمان (92 من بين 328) "هو صاحب الحق في منصب رئاسة الوزراء وليس من حق أية جهة أن تضع الشروط".
ويأتي هذا الموقف فيما يجري الآن البحث عن خليفة للمالكي باعتبار أن رحيله هو المدخل الأهم لمواجهة الوضع الأمني ومنع تفتت العراق خاصة مع تلويح إقليم كردستان بإجراء استفتاء حول “استقلاله”.
وقالت مصادر عراقية إن مشاورات تجري في الخفاء بين مختلف أطراف العملية السياسية وبمتابعة من جهات خارجية، وخاصة من الأميركيين للوصول إلى توافق حول الشخصية التي ستخلف المالكي قبل اجتماع البرلمان يوم 8 يوليو الجاري.
وكشفت المصادر عن ممارسة ضغوط من جهات مختلفة على المالكي، ومن بين هذه الجهات المرجعية الشيعية العليا بزعامة رجل الدين علي السيستاني الذي جدد التأكيد على ضرورة “الإسراع بتشكيل حكومة تحظى بقبول واسع” بين الفرقاء.
وقال أحمد الصافي ممثل السيستاني في خطبة الجمعة في مرقد الإمام الحسين بكربلاء “المؤمل من الكتل السياسية أن تكثف جهودها وحواراتها للخروج من الأزمة الراهنة في أقرب فرصة”.
وأضاف الصافي أن “الإسراع بتشكيل الحكومة وفقا للأطر الدستورية مع رعاية أن تحظى بقبول وطني واسع، أمر في غاية الأهمية”، مشددا على أنه “من المهم أن يكون الرؤساء الثلاثة منسجمين في ما بينهم في وضع السياسات العامة وقادرين على حل المشاكل التي تعصف به وتدارك الأخطاء”.
وقال مراقبون إن المرجعية العليا وإيران والأحزاب الدينية المرتبطة بها أصبحت تفضل التضحية بالمالكي للحفاظ على سيطرتها على الحكومة والوزارات السيادية مثل الداخلية والدفاع والنفط، وهو ما يفسر تلميحات المرجعية المتكررة بضرورة تجاوز أخطاء الحكومة السابقة والبحث عن رئيس وزراء يحظى بدعم واسع.
وأشار المراقبون إلى أن ما يؤكد وجود مشاورات للبحث عن بديل للمالكي ما صرح به أسامة النجيفي الرئيس السابق للبرلمان من أنه لن يرشح نفسه لرئاسة البرلمان لفترة جديدة ليسهل على الأحزاب السياسية الشيعية مسألة اختيار بديل للمالكي.
وقال النجيفي في كلمة نشرت على صفحته على فيسبوك “إنني أقدر عاليا طلبات الأخوة في التحالف الوطني الذين يرون أن المالكي مصر على التمسك برئاسة مجلس الوزراء في حالة ترشيحي لرئاسة مجلس النواب”.
ولفت المراقبون إلى أن الولايات المتحدة تتزعم الدعوة إلى البحث عن بديل للمالكي، مع رفض أي تغييرات أخرى على المشهد، في إشارة إلى رغبة الأكراد بالانفصال والتي عبّر عنها رئيس الإقليم مرارا وكان آخرها دعوته إلى استفتاء خلال 6 أشهر لتثبيت الاستقلال.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست “الواقع هو أننا لا نزال نعتقد أن العراق أقوى إذا كان متحدا”، مضيفا “لذلك تواصل الولايات المتحدة الدعوة إلى دعم عراق ديمقراطي وتعددي وموحد وسنواصل حث كل الأطراف في العراق على الاستمرار بالعمل معا نحو هذا الهدف”.
واعتبر المراقبون أن ائتلاف دولة القانون الذي يقوده المالكي يريد أن يستثمر الموقف الكردي المغالي بالدعوة إلى الاستقلال لجر الطبقة السياسية إلى معركة هامشية عسى أن تكون مدخلا لبقاء الوضع على ما هو عليه.
وفي هذا السياق، تأتي تصريحات محمد الصيهود القيادي في الائتـــلاف التــي قال فيها إن ما قامت به قوات البيشمركة من “غدر” بقوات الجيش العراقي واحتلال محافظة كركوك لا يختلف عن عملية احتلال تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” لمدينة الموصل.
وأضاف أن “الأسلحة التي استولت عليها البيشمركة غدرا من قوات الجيش، سيجري استعادتها ولن تسمح الحكومة الاتحادية بالتفريط بشبر واحد من أرض العراق”.
وتقول بغداد إن البيشمركة استولت على أسلحة ومعدات تابعة للفرقة الـ12 للجيش التي كانت تتواجد في محافظة كركوك إلى جانب أسلحة ومعدات للجيش في ديالى.
ويقول الأكراد إن المسؤولين في بغداد لم يكونوا جادين طيلة السنوات الـ10 الماضية في إيجاد حلول واقعية لأزمة المناطق المتنازع عليها.
1339 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع