موناكو/ رويترز:وُلدت من عامّة الشعب، وتحوّلت إلى نجمة هوليودية، وماتت أميرة، وهي تعيش اليوم في قلوبنا كرمز رائع للأناقة والجمال. فحتّى بعد مرور ثلاثين عاماً على وفاة غريس كيلي، فإنّ الصور المميّزة للممثّلة الهوليودية المولودة في فيلادلفيا، لا تزال فاتنة بقدر ما هي مؤثّرة.
قصة الأميرة التي رحلت على حين غرّة
يُعرّف عنها المعجبون على أنّها تجسيد للملكية بكلّ معانيها. فقد كانت ممثّلة موهوبة، وزوجة أنيقة، وصديقة وفية، وأمّاً لطيفة، ورمزاً مشعّاً للموضة.
وُلدت الآنسة كيلي من عائلة ثرية في فيلادلفيا عام 1929، وبسرعة تسلّقت سلّم الشهرة الهوليودية، فمثّلت في أفلام ألفرد هيتشكوك وظهرت في هاي سوسايتي (High Society) بدور موسيقية محترفة.
ربحت جائزة أوسكار عن أفضل ممثّلة لدورها في فيلم ذي كونتري غيرل (The Country Girl) عام 1954، فتفوّقت على زميلتها النجمة جودي غارلند. وحصدت جائزة لدورها أيضاً عن دورها كممثلة مساعدة في فيلم موغامبو (Mogambo) عام 1953.
في المجموع فإنّ هذه العارضة التي تحوّلت إلى ممثّلة، أدّت أدواراً في أربعة عشر فيلماً على مدى خمس سنوات. وبعد ذلك الحين، تحوّلت حياة هذه الشقراء ذات الابتسامة الخجولة لتأخذ منحىً دراماتيكياً.
في حفل «كان"عام 1955، تعرّفت الآنسة كيلي إلى أمير موناكو رانيي الثالث. وبعد تبادل الرسائل في تكتّم رومانسيّ، سألها أن تتزوّجه بعد أيام من عيد الميلاد في ذلك العام. ولكنّ الارتباط لم يعلن للإعلام حتّى الخامس من شهر كانون الثاني/ يناير من عام 1956 لأنّه كان على أهل الآنسة كيلي أن يقدّموا موافقتهم. وقد قال والد كيلي لأمير موناكو قبل أن يبدي موافقته: «إنّ الملكية لا تعني كلّ شيء لنا. أتمنّى أن لا تتصرّف كما يتصرّف بعض الأمراء لأنّك إن فعلت فستخسر فتاة عظيمة».
وبعد ذلك، تخلّت الآنسة كيلي عن التمثيل في عامها السادس والعشرين وبدأت بالتخطيط للمرحلة التالية من حياتها الخيالية.
وفي خلال ما سمّاه الصحافيّون «زفاف القرن» أصبحت غريس باتريسيا كيلي البالغة من العمر 26 عاماً جلالتها أميرة موناكو غريس، وظهرت في فستان دانتيل من تصميم هيلين روز. ويُقال إنّ فستان الدوقة كايت ميدلتون استُوحي من فستان الأميرة غريس الذي لم يزل رهجه مع الوقت.
الشابة الجميلة والحياة الملكية
بعد العظمة الكبيرة لهذا الزفاف، حاولت الأميرة الجديدة أن تتأقلم قدر المستطاع مع حياتها الجديدة. وكانت السنوات التالية فترة كفاحٍ بالنسبة إليها، بعد أن اكتشفت أنّ كونها أميرة كان مختلفاً جداً عن كونها ممثّلة.
ومع ذلك، فقد أضافت روحها على تقاليد القصر القديمة متصدّية للقانون الذي يدعو المرأة مثلها إلى أن تضع قبّعةً وأن تلتزم بدورها كأنثى مرافقة للأمير. وقد كان من الصعب عليها أن تفصل كونها غريس كيلي الممثّلة، عن كونها الأميرة غريس زوجة الأمير حاكم البلاد.
ولكن خلال تحدّيات زواجها، بقيت الأميرة دائماً تحبّ أميرها. وقالت مرّة عن زوجها: «إنّه بالفعل لطيف وطيّب... يريد عائلة متماسكة ومميّزة كما هي حالي. إنّه ذكيّ جداً، لديه حسّ فكاهة رائع، يجعلني أضحك وهو وسيم جداً جداً... هو شخصٌ جيّد وأحبّه».
وقد كانت ثمرة الحب بينهما، ثلاثة أطفال وهم ألبرت الثاني، كارولين وستيفاني. لكن القدر كان لها بالمرصاد.
فقد توفيت الأميرة غريس في أيلول/ سبتمبر من عام 1982 وهي تقود في منعطف حادّ مع ابنتها الأميرة ستيفاني في موناكو، وما زالت أحداث ذلك النهار تشكل مصدر شكّ بالرغم من مرور قرابة ثلاثين عاماً على موتها.
فقد أشارت التقارير الأولية إلى أنّها واجهت سكتة دماغية، ولكنّ الشكوك ما زالت موجودة حول كيفية وقوع الحادث. فثمّة بعض الإشاعات التي تقول إنّ الأميرة ستيفاني كانت تتشاجر مع أمّها وإنّها كانت تقود السيّارة حتّى. وكان هذا المنعطف هو نفسه الذي سلكته وهي تصوّر فيلمها تو كاتش إي سيف (To Catch a thief) في عام 1955.
وفي الفيلم تكلّمت الآنسة كيلي بحماسة قائلة: «هل سبق أن رأيت أيّ مكان أكثر روعة في العالم من هذا المنعطف؟».
وحتّى الآن فإنّ إرث الأميرة يعيش في موناكو. «كانت ممثّلة محترفة وأميرة محترفة» بحسب قول سكرتيرتها البالغة من العمر 19 عاماً لويزيت ليفي سوزان أزوواغليو التي أضافت قائلةً: «لقد لمّعت الأميرة صورة موناكو منذ لحظة وصولها، كانت تنتمي إلى عالم آخر، يصفها الناس أحياناً بأنّها باردة وبعيدة ولكنّها كانت مليئة بالحماسة وفضولية جداً في ما يتعلّق بالحياة التي كانت تكتشفها».
1365 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع