((العراق ورسالته الأنسانية والحضارية التي نورت أبداعاتها العالم ستنهض مستقبلاً كالعنقاء الوثابة))
أن مفهوم الحضارة كالحياة فهي حالة أستمرارية وصراع دائم من أجل البناء من جهة، وحالة تجدد وتفاعل من جهة أخرى، لنتأمل فيها بلاد وأرض كانت ،
كما يعترف الجميع مهداً وأنبعاثا للتطور الانساني والمجتمعي والعلمي الذي نشاهده ونتعايش معه اليوم، ألا وكانت له جذوره من معرفة ودراسة وتحليل واستسقاء لماضي حي أدى رسالته بكل فخر وأعتزاز، إن الحديث عن الماضي الذي يجمع بين الحضارة والاصالة فيه فائدة كبيرة ودروس قيمة طالما تحدث عنها من هو مخلص وبعيد عن التلاعب به، ومنها نتستكشف عبر وقيم تدلنا الى السير القويم لمعالجة واقع حصل فيه اعوجاج ما رغماً عنه وبتأثيرات خارجة عن أرادته بعد أن كان رائدا ومنيرا للأنسانية جمعاء، لقد جمعت الحياة بتنوعها فى العراق القديم والحديث أفراد الشعب فى وحدة متماسكة معا باختلاف طبقاتهم، وزاد الإخاء وعم الصفاء والحب طبقات المجتمع جميعا، وهي الفئات التى يتكون منها المجتمع، ونوع العلاقات السائدة بين هذه الفئات.
- إنه العراق الذي حمل في طياته منذ 12 الف سنة أو أكثر رسالة شعاع التواصل الحضاري لأمة أنارت العالم بوجودها وأضاءت معالم الحياة بكل أوجهها التعريفية والثقافية والفكرية العلمية والادبية وكافة متطلبات الأنسانية جمعاء.
- إنه العراق الذي نزل في أرضه آدم عليه السلام وخيره سبحانه وتعالى عن مخلوقاته بالفعل والإستخلاف في بلاد الرافدين قرب أور ومنه إنحدرت البشرية جمعاء ومن بعده أدريس ونوح عليهما السلام وبعد...
- إنه العراق الذي ترعرع أبو ألأنبياء إبراهيم عليه السلام في أور وأتخذ طريقه من هناك مرورأً بحوران الى فلسطين الحبيبة من صحارى وهضاب وواحات فيها من الثروات والأساطير منه ما هو مكتشف ومنها لم يكتشف لأداء رسالة الله وقدوم أنبيائه.
- إنه العراق الذي علم العالم مباديء الكتابة بإختراع حروفها ومعانيها، فهم مكتشفوا الكتابة ومطوروها، وليس من شك في أن الكتابة هي أهم ما قام العقل السومري باختراعه، فقد كتب السومريون أبداعاتهم الأدبية بعد الالف الثالث قبل الميلاد في ألواح الطين والمناشير والاساطين، وكتب السومريون كتبا مصنفة في الطبيعة والجغراقية، وبها وصلنا الى لغة التواصل وأستكشاف معاني الحياة وديمومتها.
- إنه العراق الذي يعود له الفضل في بداية أولى خطووات التمدن في الأرض، وهو الذي بنى أوائل المدن وسكن فيها، كما إنه أول من إستخدم موادا للبناء الجاهز وأبدع في الهندسة المعمارية مما أهله أن يبني زقورة أور والجنائن المعلقة في بابل وعكركوف وأكد ونينوى،وهو أول من أنشأ البناء العمودي للتقرب من الآله، واستمرت بالتطور ليومنا هذا وستستمر.
- إنه العراق الذي أعتنق بعض من أبنائه الديانة الصابئية المندائين وهم أحفاد إدريس و إبراهيم عليهما السلام وهم أصلاء وأيأً من خرج منهم في بقاع العالم فهم عراقيون نجباء ونفتخر بهم الى يوم يبعثون.
- إنه العراق الذي له الفضل في نشوء أول برلمان سياسي كان له مجلسين، مجلس للأعيان الشيوخ، ومجلس للعموم النواب، ضاهى ما هو موجود في الدول المتقدمة، والتي تدعي الديمقراطية كمجلس الشيوخ واللوردات وغيرها.
- أنه العراق الذي أوجد المحاكم، والقضاة والمحامون، وكان هنالك محاكم خاصة ومحاكم أقليمية وقضاة محترفون ومبلغون قانونيون وحلاقون لعقوبة قص الشعر وكتاب ضبط وجراحون لوسم العبيد.
- إنه العراق الذي سن أول قوانين حقوق الأنسان وأجاز في مسلة حمورابي حاكم العراق آنذاك حقوق الأيتام والآرامل والضعفاء، وحقوق الملكية.
- إنه العراق الذي أكتشف اللوغارتمات والطريقة الفيثاغورسية قبل فيثاغورس ب1700 سنة كما إنه إخترع اليراضيات الحديثة .
- انه العراق الذي أبتدع علم الفلك وأنشأ أول مدرسة لذلك الغرض، ونبغ فيهم ربانوس وكيدنو الأكديين وتوكلني نتورا الأول البابلي، واوجدوا أسس القواعد العامة لعلم الفلك، وكان البابليون يستفادون من برج بابل وأبراج قمم الزقورات في رصد الأجرام السماوية وهم أول من رسم صور وخرائط الأبراج السماوية ، كما أستعمل البابليون في أرصادهم علوم المتواليات الهندسية في تعين زمن اليوم والنهار نسبة للفصول الأربعة، واستعملوا آلات خاصة لقياس الزمن وهي الساعات المائية لقياس أجزاء الليل والساعات الشمسية أو المزاول لقياس ساعات النهار، كما أن فلالسفته دونوا كافة المعلومات لإستفادة الاخرين منها وبذلك أناروا البشرية بعلمهم وثقافتهم..
- أنه العراق الذي أوجد نظام البريد السريع، حين أستخدم فيه العدائون ليوصل كل واجد منهم الرسالة التي يحملها الى مرحلة يستلمها منه عداء آخر ليوصلها الى آخر، وهذا أشبه بلعبة ركض البريد في الرياضة الحديثة
- إنه العراق الذي حسن انتاج الخيول نظراً لإعدادها الهائلة، وقام بترويضها وهو الذي صنع سلاح الفرسان وأنشأ عربات القتال والتنقل والمعاركة.
- إنه العراق الذي كتب القصة والشعر وما ملحمة كلكامش(سر الوجود) وفيها قصة الطوفان في البابلية القديمةأ التي تعتبر ليس الكنز الأدبي والتأريخي الذي حوته هذه الأسطورة بل الفقرة المتعلقة بالطوفان والنبي نوح حيث أن القصة قد عرفت حوالي3000 سنة قبل الميلاد، مما يثبت فيها أن النبي نوح كان في هذه الأرض وفي هذه البقعة من العالم، أنه عالم الأنسان الذي جمع واحدة من عظمة التفكير لمباديء الحياة وديمومة الخلود والتضحية من أجلها.
- إنه العراق الذي وهبه الله دجلة والفرات وكان ذلك العامل الرئيسي ليكون العراق بلداً زراعيا مما أهله أن يكون أول من أنشأ المزارع الفردية والجماعية، وأخترع طريقة السقي والارواء وأوقاتها،فالماء والطبيعة الجميلة في وادي الرافدين دجلة والفرات وروافدهما الذان جعلا أرض العراق من أخصب وأجمل السهول في العالم، مما دفع عالما الآثار ونكلر وويلكوكس أن يقولا: أن الانسان أستمد تصوره لجنة عدن وهي غاية أرض النعيم من مناظر المزروعات التي شهدها في سهول العراق، كما انه إستخدم طرقا فيزياوية مذهلة لأيصال المياه لجنائن بابل في أعلى مكان متماشية مع قانون الجاذبية التي أكتشفها نيوتن بعد الاف السنين.
- أنه العراق الذي أسس المكتبات ومنها مكتبة آشور بانيبال فقد وجدت مئات الآلاف من الألواح الطينية (الكتب) ومنها مؤلفات في صنع الزجاج والتزجيج ومؤلفات طبية كثيرة.
- إنه العراق الذي إخترع البطارية(الفولت والأمبير) في الزمن البابلي وهي كانت موجودة في المتحف العراقي والتي حتما سرقها ونهب ثرواتها المحتل ومن معه والأن يعيش العراق في الظلام بعد أكثر من سبع سنوات من إحتلاله.
- إنه العراق الذي علم العالم آداب المائدة وطريقة جلوس العائلة والضيوف كما انه تفنن بطريقة تقديم الطعام إبتداءً من المقبلات والشوربى بعدها اللحوم أو الاسماك وانتهاءً بالحلويات والأجبان ومن خلالها تقدم المشروبات من نبيذ وبيرة وعصائر وهذه مدونة في الألواح الطينية المكتشفة في سومر وبابل وأكد وآشور في الألفية الثالثة قبل الميلاد ومابعدها وكلها قبل ميلاد المسيح عليه السلام وما الملفوف(الدولمة) والبسطرما الا أمثلة عن الأكلات القديمة لذلك الزمان.
- إنه العراق فيه عرف العراقيون في سومر وبابل وأكد وآشور النبيذ والبيرة والسومريون كانوا أول من توصل الى صناعة البيرة وكانت بسبع انواع مصنعة من الشعير اما الخمر فإنه مستخلص من تمور النخيل وكانت تقدم في أواني فضية وذهبية، والآن تريد قوى الظلام والجهالة خنق طبائع العراقيين وتراثهم وتاريخهم من خلال إغلاق النوادي الاجتماعية ومحلات السهر لتخنق الحقوق والحريات من خلال مسميات دينية ويتشجيع لما عمله ملالي ايران في بلدهم ليشجعوا وينشروا الحشيشة بكل انواعها ليمزقوا نسيج المجتمع العراقي وقتل ابداعاته وتلهيتهم لأستخام كافة انواع الرذيلة، ولكن هيهات لهم ذلك.
- إنه العراق الذي استعمل السومرين الموسيقى في مختلف الاحتفالات وفي رقصات المناسبات وكانت القيثارة سيدة الالات ومعها المزمار والطنبور وكل يتماشى مع النوتات التي يضعها الموسيقيون قبل أن يتداولها الإغريق، لقد وجدت ملحمة موسيقية مدونة على رقم طينية في نينوى تسمى حرائق نينوى تحوي على أربع مقاطع(فصول) كلها نابعة عن ملحمة بطولية بأيقاع موسيقي تبين عظمة الفن ويمكن أن يجيبنا على ذلك اسحاق الموصلي، إن قوى الظلام تريد إجتثاث الموسيقى وقتل الفن العراقي وتراثه من خلال منع تدريس الموسيقى والغاء كافة المهرجانات التي تحوي ذالك الفن الرائع كما حدث قبل فترة في مهرجان بابل والبصرة المشهورة بفنها الاصيل النابع من تأريخ العراق القديم والحديث والأكتفاء وتشجيع اللطميات.
- إنه العراق الذي كان يرسم وينحت التماثيل والجداريات بطريقة فنية تعبر عن القوة والجمال والتعبيرعن نواحي الحياة بكافة أشكالها وما أسد بابل والثور المجنح وبوابة عشتار والقيثارة والعربة وكافة الحيوانات أمثلة لذلك، والأن تريد قوى الظلام هدم التماثيل لقتل فن المواطنة وخنق روح الابداع لفنانينا منهم خالد الرحال وميران السعدي وفتاح الترك وعلاء بشير وغني حكمت وغيرهم كما حدث عندما هدموا تمثال مؤسس بغداد ابو جعفر المنصور وقوس النصر واللقاء....وتماثيل القادة وشهداء أم الطبول وغيرها بتوجيه من قوى الشر في طهران.
أنه العراق الذي جمع في طياته الفكر والعلم والفلسفة والهندسة والشعر والأدب..
- إنه العراق الذي عاش فيها وفي نينوى نبي الله يونس ليقدسها كباقي المدن التأريخية والتي شهدت شتى أنوع الرقي والعبقرية لحكامها وأهلها لمختلف العصور، كما بينا بأن أول مكتبة في العالم كانت مكتبة الملك آشور بانيبال.
- إنه العراق الذي عاش فيه نبي الله ادريس ومن بعده نبي الله إبراهيم آمنت طائفة منه بهم وهم الصابئة المندائيين الذين برعوا في كافة شؤون الحياة، وهم أصلاء ولدوا في هذا البلد وترعرعوا فيه، وهذا مثار للفخر انهم عراقيون اينما وجدو الان
- إنه العراق الذي وجدت في أراضيه أقدم مدينة مسيحية قرب الكوت وهي آرامية وكان أهلها ذو علم ودراية بشؤن الحياة وآمن أهلها بالمسيح عليه السلام إضافة لمدن أخرى مثل الحيرة في النجف والتي وجد فيها أقدم مقبرة للمسيحين، كما عثر فيها على دير مسيحي للراهب عبد المسيح، ونينوى والبصرة وبغداد لاحقا، والكنائس التأريخية شاهد على ذلك وهم أصلاء ليسو دخلاء وهم عراقيون أينما وجدوا.
- إنه العراق الذي تعاون الفرس واليهود عليه منذ زمن نبوخذ نصر الذي صدهم وهزمهم وسبى رجالهم وجلب أسراهم الى العراق والتاريخ يثبت إن اليهود كتبوا التورات في العراق كما إن بعض من أنبيائهم مدفون فيه، وإن الفرس هم أنفسهم الذين أطلقو سراح الاسرى اليهود وأعادوهم الى فلسطين في حين أن قسما منهم ظل يعيش في العراق وأختلط بأهلها وهاجر بدعوة من الصهيونية العالمية الى فلسطين المحتلة.
- إنه العراق الذي وجد في أرضه الأكراد في جبالها وبعض من سهولها سكان جبال زاغاروس في الألف الثالث قبل الميلاد المطلة شرقاً على (وادي النهرين) والفاصلة بين العراق وايران، وقد شكلوا دائماً رافداً يغذي العراق بالهجرات الفردية والجماعية سلماً وحرباً، ويمكن التشبيه بكل بساطة كما ظلت النهيرات المنحدرة من هذه الجبال مثل (الزابين الاعلى والاسفل) تغذي نهر دجلة بالمياه، كذلك تغذي أرضه بالناس المهاجرين، إن الأكراد في العراق القديم من أصول هندو-أوربية وقسم من أصول عربية وقسم من القوقازيين وتبنّوا تماماً اللغة والحضارة العراقية وذابوا بعد فترة مع باقي العراقيين، جاءو من عدة فروع وانصهر بعضها مع بعض بفعل مرور الزمن أو بتأثير العوامل التاريخية ونمط حياتهم الاجتماعية التي جعلت للأكراد طابعاً مميزاً وواضحاً،ولكن هذه الاقوام الكردية تحمل أيضاً في طياتها الكثير الكثير من التأثيرات السكانية والثقافية العراقية، سومرية وسامية وعربية وما اختلاف اللغات الاّ نتيجة اختلاف الأصول، أنهم أصلاء ولهم صلة قرابة مع الكلدانيين والجورجين وحتى الأرمن، ودخل الأكراد الى الأسلام وأستخدموا الأحرف العربية وزاد إختلاطهم وبدأوا الاحتكاك مع العرب منذ ذلك الوقت.
- أنه العراق الذي عاش فيه التركمان حيث يعود تأريخ استيطانهم في العراق الى سنة 54 هجرية، حيث أستدعى القائد الأموي عبد الله بن زياد(2000) من الاتراك الى البصرة كجنود خدمة، كما استقدم الخليفة العباسي المعتصم بالله، (50) ألف محارب من ( أخواله) التركمان واستخدمهم في الجيش وبنى لهم مدينة سر من رأى، ( سامراء الحالية) في شمال عاصمة الخلافة العباسية، كما رافق المحاربون التركمان جحافل التتار( من الأصول التركية)، الذين اجتاحوا بغداد و دمروها واحتلوها عام 1258 الميلادية، واستوطنوا العراق منذ ذلك الحين، أعتنق التركمان الوافدين مع التتار الدين الإسلامي (القبائل التركمانية التي رافقت حملة التتار كانوا وثنيين) ومن ابرز شواخصهم الباقية حتى الآن، جامع وخان المرجان في وسط بغداد، وهكذا تعيشوا وهم عراقيون وليسو دخلاء.
- إنه العراق الذي جائت الفتوحات الأسلامية وجعلته يعود الى سابق عهده من الحضارة والفروسية وأسترجاع مكانته العلمية والثقافية وبدأت مدارس حسن البصري في البصرة والكوفة لتنير المعرفة والفقه والهداية كما أن الفتوحات الأسلامية كانت تنطلق منها وبرجالاتها وصولا الى الصين.
- إنه العراق الذي كانت فيه بغداد عاصمة الخلافة العباسية وكيف كان دورها بإنارة العالم بميادين العلم والطب والثقافة والأجتماع والتواصل الحضاري وكيف كانت المدرسة المستنصرية وبيت الحكمة وما تحويه من كنوز المعرفة بشتى أنواعها وكيف عاش الفلاسفة وطلاب العلم بكنفها وأستبيحت من قبل المغول والتتار مما أدى الى حرق مكتباتها وضياع علومها وسفكت دماء علمائها ورجالاتها ولم تسلم النساء ولا الشيوخ ولا الاطفال منها، وعاش في عصوراً مظلمة لمئات السنين ولكن عنقاه يجب أن تظهر ولو بعد حين.
- إنه العراق الذي عاش فيه اليزيديون وهم من مدينة البصرة وهاجروا الى الشام وجائوا وسكنوا في سنجار وهم عرب كسائر العشائر العربية، ولهم طقوسهم الدينية الخاصة بهم وهم أصلاء وليسو دخلاء.
- إنه العراق الذي تحوي أراضيه أماكن أخرى مقدسة ويا مكثرها فالنجف المدينة التأريخية تحوي ضريح الامام علي (كرم الله وجهه) الذي جعل من الكوفة عاصمة الخلافة الراشدية وأستشهد على يد الخوارج وهو يؤدي رسالة الامة، وكربلاء التي تحوي قبر سيد شهداء الجنة الامام الحسين (عليه السلام) وأخوه العباس(عليه السلام)، سامراء وفيها ضريحي الامامين علي الهادي وحسن العسكري (عليهما السلام)، البصرة وفيها ضريح الامام حسن البصري(عليه السلام) وبغداد وفيها ضريح الامام موسى الكاظم(عليه السلام) في الكاظمية، وضريح الامام ابو حنيفة النعمان (عليه السلام) وضريح الشيخ عبد القادر الكيلاني(عليه السلام) في باب الشيخ وسلمان باك
فيه ضريحي اصحاب رسول الله هما سلمان الفارسي وحذيفة بن اليمان كما توجد قبور في مناطق متفرقة من العراق ومنها في معركة القادسية لأصحاب رسول الله عند ما طردوا الفرس أثناء الفتوحات، كذلك توجد كنائس ومعابد يهودية كثيرة في مختلف مناطق العراق ومقابرلبعض من الانبياء ورجال الدين من يهود ومسيحين وصابئة في مناطق من العراق.
- إنه العراق الواحة الجميلة فيها الجبال الشاهقة، فيه الهضاب والوديان والاهوار، ونهران عظيمان ذكرهما التأريخ لمكانتهما بإنشاء اولى الحضارات وصحرائه المليئة بالمعادن والقصص والأصاطير. ويتذكر الجيولجيين الذين عملت معهم في حياتنا العملية في بداية السبعينات، في منطقة السماوة وهي ضمن مسار نبي الله ابراهيم (عليه السلام) توجد بحيرة تحت مستوى سطح وبمساحة تقدر ب12 كيلو متر مربع فيها مياه مالحة ومعدنية خالية ألا من بعض الأسماك الصغيرة جداً، ويعتقد البعض هناك أنها التي أنبثقت من الأرض وأطفأت النيران التي كانت تحاط بنبي الله أبراهيم، كما يعتقد البعض من أهالي المنطقة أن البحيرة مرتبطة من تحت الأرض بالعيون في شثاثة اقرب النخيب كما أنهما مرتبطين بعيون كبيسة في غرب العراق.
في الصحراء سواء في الجنوب الغربي أو الغرب من العراق في السلمان والرمادي وجنوب شرق الموصل فأنك عندما تكون هناك تعيش حالة من التأمل وخصوصاً في المساء والسماء مغطاة بالنجوم حيث الخرائط الخلابة لترى عظمة الخالق وتدبيره، وكلما مر الوقت وأنت في تأملك تتراءى لك التصورات الكونية بأسليبها البديعة،لا أتصور منطقة في العالم تضاهيها،ناهيك ما تسمعه من أساطير وقصص عن الحب والسحر والشعر والبطولات في تلك المناطق..
بعد الغزوات المغولية والتترية والفرس والأتراك والأنكليزكما انه تعرض لكثير من الحروب والحرائق والفيضانات، فقد ضعف العراق وفقد ألقه ومكانته، وعند بدأت الدولة العراقية متمثلة بالمملكة بدأ العراق النهوض لأرساء دولة فيها مؤسسات وأنشاء جيش وطني ومجتمع مدني يتوافق مع متطلبات دولة تأخذ مكانتها الحضارية وتسقى من أرثها التأريخي متطلعة لبلوغ مكانتها الطبيعية بعد أن أكتشف النفط فيها، وبالرغم من أن عين أيران الشاه أستمرت تتدخل في شؤون العراق ألا أن العراق أستمر بنهوضه وتوجت مسيرة بنائه في نهاية الستينات حيث بدأ بالتخطيط لأعادة مجده من خلال النهوض التربوي والتعليمي والصحي والاقتصادي والثقافي والصناعي وجاء تأميم النفط في مطلع السبعينات ونجاحه وكذلك أرساء الحكم الذاتي للأكراد مساعداً للأستقرار وبدأ عراق الأمل، فبدأت البنى التحتية ثمارها وأنتهت الأمية وأصبحت المشاريع تعمل بأدارة كوادر مدربة وأصحاب شهادات عليا، وحتى سنة ثمانين بدأ العراق يخرج من الدول النامية متوجها الى مصاف الدول الصاعدة والواعدة في مجالات النهوض الأقتصادي والعلمي والتكنولوجي وولوجه بفضل علمائه وكوادره الهندسية والفنية بغية الوصول الى أعلى درجات النشاط النووي وبعدها للعتبة النووية،
ولكن ماحدث في ايران وأتخاذهم شعارتصدير الثورة من خلال العراق، فبدأو بالتحرشات والتدخلات بغية ألأخلال منه واضعافه وحتى لأسقاط حكمه ليكون مدخلهم الى الخليج العربي والمنطقة العربية، فجاءت الحرب العراقية الأيرانية وأستمرت لثمان سنوات، وبعد خروج العراق منتصراً وبغية الأستمرار بنهوضه الأقتصادي والتنموي والتكنولوجي جابه عملية التدمير الأقتصادي بأيادي معروفة وبجهات كانت ولا زالت لا تريد نهوض العراق وقوته، وجاء خطأ أحتلال الكويت الذي كان سببه أصرار حكام الكويت لأيذاء العراق وعرقلة أستقراره ونموه من خلال مطالبتهم بدفع الديون وتقليل أسعار النفط مما أدى الى قيام حرب الخليج الثانية والتي سميت بعاصفة الصحراء . وبدأت الحرب سنة1991 مع حصار أقتصادي بدأ سنة1990 قادته الولايات المتحدة الأمريكية فبدأ الدمار يأخذ طابعاً هوجائياً ومؤثراً مستخدما أجهزة التفتيش بكل أصنافها لأدامة الحصار ...
وصولا لعملية الأحتلال 2003، فتحطمت أركان الدولة بكافة مرافقها ونزعت أنسانية أبناءهم وعمقت جروح المواطنة من خلال بث الفرقة والمذهبية والقومية ساعدها بذلك (إسرائيل) وأيران، منذ أن وجد العراق منذ آلاف السنين وبالرغم مما أصابه فقد ظل العراقيون وبمختلف هوياتهم القومية والدينية والمذهبية متماسكون مؤمنون بعراق واحد غير قابل للقسمة هكذا حدثنا التأريخ به،حيث أن قوة العراق وأزدهاره وتطوره لا يمكن أن يتحقق ألا بالعيش المشترك والتفاعل بين كل ابنائه وفئاته ومكوناته الدينية والأثنية، وأن ما يحدث في العراق منذ الأحتلال ألا لأيقاف رسالته الأنسانية والحضارية بغية تكسيرها وتحطيمها، ولكي تعود رسالته يتوجب أن نتعلم ماأدته المقاومة الباسلة ورجال العراق الشرفاء من هزيمة المحتل وأخراجه بالأنسحاب وهي التي يجب أن تقود أيضاً الأن أخراج النفوذ الأيراني وتغلغله ومن يتعاون معه، فالتتعزز أرادة روح المواطنة وتوحيد المقاومة وأستمرار التحاور السياسي بين الأحزاب الوطنية ورفع شعار فصل الدين عن الدولة، فالكتابة هي ألأخرى الوسيلة المطلوبة للتعبير البناء عن أفكار مرتبة لسجل أحداث ومعطيات لتكون مصدر ألهام وتحريك لمن يحب العراق وما يعنيه الانقسام والتقزم والفرقة، ومن الله التوفيق.
سرور ميرزا محمود
559 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع