سيف الدين الألوسي
لقد جاءت فكرة الكتابة عن مختلف السيارات التي أستعملت سابقا في العراق ومن قبل المواطنين والدولة العراقية بعد أن شاهدت التخبط الحاصل اليوم في ترقيم السيارات , والتي لم تحل مشكلتها بعد عشرة سنين من الأحتلال .
تم الأعتماد في هذه المقالة المتواضعة على ذاكرتي الشخصية للسيارات التي والأعوام التي أتذكرها أما السيارات في العهد الملكي والبلاط الملكي فقد أستعنت ببعض الأفلام القديمة المنشورة على اليو تيوب .... الرجاء من الأخوة القراء كافة تصحيح الأخطاء لأن الذاكرة تخطأ وتصيب أحيانا مع كل شكري مقدما لهم جميعا ... هذه المقالة فقط لمجرد التوثيق لفترات مرت بالعراق ونلاحظ تغير أنواع وأستيرادها السيارات حسب الحالة السياسية وعلاقة العراق مع الدول المختلفة المصنعة .
1- سيارات البلاط الملكي ورئاسة الجمهورية – كان البلاط الملكي يملك عدد قليل جدا من سيارات الليموزين ومنها سيارة رولز رويس للمرحوم الشهيد الملك فيصل الثاني وهي من موديل قديم نسبيا ..
وسيارات أخرى منها مكشوفة ومن نفس النوع ومن نوع كاديلاك فليت وود ليموزين ,أما بقية سيارات البلاط الملكي في الفترة الأخيرة والتي تستعمل لكبار الموظفين والوفود فكانت من نوع شيفروليت أمبالا موديل 57 وبونتياك وبلايموث ودوج وكما شاهدناها في الأفلام التي نشرت مؤخرا ومنها أستقبال الملك سعود ملك السعودية سنة 1957 .
أما المرحوم عبد الكريم قاسم فكان يستعمل سيارة شوفرليت بليير أستيشن موديل 1958 وذات زجاج مضاد للرصاص بقيت معروضة على منصة أمام وزارة الدفاع ثم خزنت ولحين أيداعها في المتحف العسكري على كورنيش الأعظمية في السبعينيات. كذلك أستعمل سيارات دوج ( أبو عليوي ) وشوفرليت موديل 1961 و1962 ولحين وفاته .. للحقيقة كان الرجل مقتصدا في أستعمال السيارات في عهده .
نرجع الى المرحوم عبد السلام محمد عارف فقد كان يستعمل سيارة شوفرليت أمبالا طيلة حكمه وفي بعض الأحيان مرسيديس , ولكن معظم السيارات كانت شوفروليت 1964 و1965 ومنها مكشوفة , حيث كانت هنالك سيارة أمبالا بيضاء موديل 1965 مكشوفة أشتهر بها وقد أستعملها بعده شقيقه المرحوم عبد الرحمن عارف في تنقلاته وأستقباله للوفود ,
حيث أتذكر جيدا مراسيم أستقبال الرئيس اللبناني شارل الحلو في بغداد من قبل المرحوم عبد الرحمن عارف وقد كانوا في تلك السيارة المكشوفة يحيون المستقبلين على جانب طريق شارع دمشق ومقابل معهد الفنون حاليا , وذلك سنة 1967 . توفى المرحوم عبد السلام عارف وهو لا يملك سوى سيارة مرسيديس 220 أس موديل 1965 بيضاء أستعملها أولاده بعد وفاته , رحم الله من توفى منهم وأطال أعمار البقية .
بعد سنة 1968 دخلت سيارات المرسيديس الى رئاسة الجمهورية وكانت من نوع 280 اس وكذلك أنواع أخرى من السيارات ومنها سيارات سيتروين الفرنسية التي تم توزيعها على الوزراء وكبار المسؤولين سنة 1969 , ومن ثم بقى المسؤولين يستعملون مختلف طرازات المرسيديس وكانت هنالك سيارات قليلة من نوع كاديلاك ليموزين لأستعمال رئيس الجمهورية حصرا , ومن ثم تم أستيراد عدد من سيارات الكاديلاك فليت وود ذات الستة أبواب بسبب أنعقاد مؤتمر القمة العربي سنة 1978 , وذلك لأستعمال الرؤوساء وتم بيعها في المزادات الحكومية لاحقا بعد سنوات .
كانت سيارات الحمايات وخصوصا في أواخر السبعينيات من نوع فيات 132 جي ال أس وبلون سمائي ومرسيديس 230 بنفس اللون مع ألوان أخرى , أما رئاسة الجمهورية بعد 1979 فكانت تستعمل أنواع من سيارات البي أم دبل يو والمرسيديس من نوع 280 أس و450 وغيرها .طبعا أستعملت مختلف السيارات لاحقا وفي أثناء الحرب العراقية الأيرانية وما بعدها و ولأغراض أمنية ومنها الرينج روفر البريطانية وغيرها ..
2- سيارات الشرطة والانضباط العسكري - كانت سيارات الشرطة في العهد الملكي وخصوصا الشرطة السيارة من نوع بي كاب دودج وشوفرليت , وبعد سنة 1958 أستعملت الشرطة سيارات واز الروسية المستعملة في الجيش وكان لون سيارات الشرطة زيتوني . دخلت أول أنواع سيارات الشرطة سنة 1965 وكانت من نوع هولدن الاسترالية وبلون زيتوني وأستمر أستيراد سيارات الهولدن الى ما بعد سنة 1968 ثم تغير اللون الى الأسود حيث تم أستيراد سيارات شيفروليت نوع نوفا سنة 1972 ومن ثم سيارات أولوزمزبيل كاتلس وبونتياك للفترات ما بين 1974 و1978 حيث بدلت بسيارات مرسيديس 230 , وتم تغييرها الى اللون الأخضر بداية عقد الثمانينات واللون الأبيض والأزرق لشرطة المرور . في بداية السبعينيات تم تشكيل شرطة جديدة ولفترة وجيزة بأسم شرطة الاداب وكانت تستعمل سيارات موسكوفيج روسية بلون أحمر ! ( كانت هنالك معلومة لا أدري مدى صحتها بأن سيارات الموسكوفيج كانت تقايض بالأحذية المصنوعة في شركة جلود ) , لم يتم تأكيد الخبر من طرف مستقل . طرأت تغييرات على سيارات الشرطة حيث تم أستبدال المرسيديس 230 بسيارات الأولدزموبيل 1990 ومن ثم في فترة الحصار تم تزويدها بسيارات لادا وهونداي وبعدها بسيارات نيسان بترول ولحين أحتلال بغداد , حيث ضاع الحساب اليوم . أما سيارات الأنضباط العسكري فكانت من نوع فولكا الروسية في السبعينيات ومن ثم تحولت الى سيارات رينج روفر البريطانية بعد الثمانينات .
3- الأمن والمخابرات - كانت معظم سيارات الأمن في فترة الستينيات وقبل 1968 من نوع فولكس فاكن وبيجو 404 وحسب ما كنا نسمع , وبعد سنة 1968 بقيت سيارات الامن من نوع فولكس فاكن وبيجو 404 ومن ثم رينو 16 ورينو 12 وبيجو 504 ومختلف أنواع السيارات الأخرى . أما المخابرات أو أجهزة الحمايات في البداية فقد أستعملت بيجو 404 وبيجو 504 ومن ثم فيات 132 جي ال أس لون سمائي على الاكثر , ومرسيديس 230 ...
وحتى بداية الثمانيات حيث كنا نميز سيارات المخابرات وهي من نوع تويوتا سوبر وكرونا والأشهر ميتسوبيشي موديل 1982 وخصوصا أذا كان جالسين أثنين فيها أمرأة ورجل يطالعون الصحف صباحا قرب أحدى السفارات !! وطبعا كانت هنالك مختلف أنواع السيارات وحتى سيارات الحمل والباصات ولكننا هنا نذكر التي كان يعرفها الناس ومتداولة بينهم . ( في بعض الحالات وبأعتقادي الشخصي تكون عمليات المخابرات مقصودة لبيان الجهة المعنية أنهم مراقبين ) . تغيرت السيارات بمرور الزمن ومنها السوبر تكم وغيرها للمدراء ولكنها لم تكن بالمستوى الذي كان قبل الحصار , والى ما قبل الاحتلال بأشهر قليلة حيث تم توزيع سيارات الافلون والسيدريك والتويوت كورونا الحديثة والهونداي , والتي تم ألاستيلاء على أكثرها من قبل الأحزاب الجديدة .
4- سيارات الأسعاف - كانت معظم سيارات الأسعاف ومن زمن العهد الملكي من نوع شيفروليت وما تسمى اليوم بالسوبر بان , وقسم كان من نوع مرسيديس أستيشن أسعاف , بقي أستيراد هذا النوع من السيارات وتنوعها بأنواع أخرى مثل البيجو وأنواع روسية والسيتروين الفرنسية وغيرها , و حتى أستيزار المرحوم الدكتور رياض أبراهيم الحاج حسين , حيث حدثت طفرة كبيرة جدا في الأسعاف الفوري , حيث تم أستيراد سيارات لأنعاش القلب والعمليات الطارئة والولادة ومن مختلف المناشئ الأميركية والألمانية وتم تخصيص مواقع للطوارئ تضم الأسعاف الفوري والحريق وكما هو معمول به في أكثر البلدان تطورا , بدأت الخدمات الصحية بالأنخفاض التدريجي وخصوصا أثناء فترة الحصار وللظروف المعروفة , حيث تم تزويد سيارات روسية أسعاف في التسعينيات لم تكن ناجحة ومن ثم سيارات بيجو فرنسية ولحين الأحتلال .
5- باصات مصلحة نقل الركاب - وكانت تسمى بالأمانة لكونها عائدة الى أمانة العاصمة , بدأت أعمالها في أول الخمسينيات بأستيراد باصات طابق واحد من نوع أي سي البريطاني ثم من طابقين سنة 1956 وكانت بدون أبواب مغلقة ومثل ما هو موجود في لندن آن ذاك ,
وأستمرت المصلحة بأستيراد موديلات أحدث من نفس الماركة أعلاه وبطابقين في بداية الستينيات , ثم أدخلت باصات نصر المصرية بعد 1963 وبطابق واحد على بعض الخطوط , تم أستيراد سيارات أيكاروس البلغارية وكانت نوعان , منها باص أعتيادي ومنها طويل يفصل بينها حاجز كان يسمى بالاوركوديون , لم تكن هذه الباصات ملائمة للعراق , حيث تم الرجوع لشراء باصات الليلاند ذو الطابقين للعراق منتصف السبعينيات ومن ثم باصات المان الألمانية وبقيت في الخدمة الى نهاية الثمانينات , حيث دخلت أنواع أخرى منها الالبا الأردنية ومن ثم الفاو الصينية ولم تكن ناجحة ولأسباب فنية كثيرة , وقد تم سرقت العديد من باصات الفاو ذو الطابقين من قبل المواطنين الصالحين ( الحواسم!!!! ) بعد الأحتلال وتشغيلها لحسابهم الخاص , وقسم منها هربت الى دول الجوار حالها حال ممتلكات هذا البلد المظلوم .
6- طبعا كانت هنالك سيارات كثيرة أشتهرت في الخدمة العامة والأجرة في الزمن الماضي القريب , حيث كانت معظم سيارات الأجرة في بغداد وغيرها من المدن العراقية من الأنواع الأميركية وخصوصا الشوفرليت أمبالا وبليير , وكذلك المرسيديس العنجة وأبو ردين 190 و200 وبنوعيها البنزين والكاز , حيث كانت تستعمل بين الألوية والأقضية , حتى دخول الفولكا الروسية وغيرها في أواخر الستينيات , ومن ثم تم أكتساح أنواع سيارات الأجرة من قبل شركة تويوتا كراون وكرونا والبرازيلي ... اما سيارات النقل الجماعي او الفوردات ( على وزن فورد تاونس أو الصواريخ ) وهي من أوائل ما أستعملت كسيارات النفرات , ومن ثم أنواع أخرى روسية وسيارات الريم العراقية وغيرها .
أرجو أن أكون قد أوفيت بجزء يسير من أنواع السيارات التي كانت تستخدم من قبل الدولة العراقية والخدمات عسى ان تكون تلك المعلومات مفيدة للأجيال الجديدة من العراقيين
الگاردينيا: الأخ / أبو عبدالله.. كتبتم شىء رائع.. ننتظر جديدكم..الجميع فرحانة بهذه المادة الجميلة...شوفوا..
943 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع