المرحوم الفريق طاهر يحيى والمرحوم الفريق حمودي مهدي رئيس اركان الجيش والمرحوم العميد سعيد صليبي امام مبنى وزاره الدفاع في باب المعظم
طاهر يحيى - ذكريات وتاريخ وطن
مهما حاولنا النسيان ،لكن الذكريات تبقى في مخيلتنا نعرج بها الى الماضي البعيد الذي كان فيه الفرح مميز وفيه الحزن وحيد !!
تذهب الذكريات بنا التاريخ الحديث الذي لايزال الكثير منا يتذكره وآخرون عاشوا وهم شباب في تلك الحقبة من الزمن ،منهم من يرى أنه تاريخ بائس وآخرون يذكرونه تاريخاً لايام حلوة ،والتفكير والتقييم حسب الظرف السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي ،نتذكر أيام زمان نعتبرها مهمة ولكن عندما تمر السنين نشعر بقيمتها على مختلف الجوانب
وقبل الخوض في موضوع ذكريات وتاريخ وطن نستعرض بعض الحكم والأمثال :
*لايستطيع إنسان أو قوة في الوجود أن تمحو الذكريات …
*مع أنك تملك ذكريات كثيرة ،لكنك لاتستطيع أن تختار ماتتذكره فالذكريات هي التي تفرض نفسها
وقت ما تشتاء …
* بعض ذكرياتنا أفضل من كل مايمكن أن يحدث لنا ثانية…
مانريد أن نعرضه جزء من تاريخ مضى مر علينا بفترة كانت أفضل للعراق من حيث الاستقرار في عهد المرحوم عبدالرحمن محمد عارف ٠
حيث كان رئيس وزراءه المرحوم طاهر يحيى ونوجز جزءاً من سيرته وحياته كي يطلع عليها الجيل الجديد والاجيال القادمة
طاهر يحي محمد عكيلي العنزي ،او طاهر يحيى التكريتي مواليد ١٩١٣ والمتوفي في ١٩٨٦ ،رئيس وزراء العراق للفترة من ١٨ت٢ ١٩٦٣ لغاية أيلول ١٩٦٥ ثم في ١٠تموز ١٩٦٧ أبان حكم الراحل عبدالرحمن عارف عاد رئيسا للوزراء .
مساهمته في ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨
شارك عام ١٩٤٨ في حرب فلسطين ، كان برتبة عقيد متقاعد عضواً في اللجنة العليا لتنظيم الضباط الأحرار الذي تولى بالتعاون مع «جبهة الاتحاد الوطني» القيام بثورة ١٤تموز ١٩٥٨ وإسقاط النظام الملكي وتأسيس الجمهورية العراقية . وقد عيّن يوم الثورة مباشرةً وبموجب المرسوم الجمهوري رقم (٥ ) مديراً للشرطة العام . لكنه اُتّهِم بعد ثورة تموز ١٩٥٨ نتيجة للصراع بين عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف - الذي نشب بعد الثورة - بعدم إخلاصه للزعيم عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة، وميله إلى العقيد الركن عبد السلام محمد عارف نائب القائد العام ووزير الداخلية باعتباره مسؤولاً أمامه، لذلك نُحّي من منصبه كمدير للشرطة العام، وصدر المرسوم الجمهوري رقم ٥٩٤ في ٢٣ كانون الأول - ديسمبر سنة ١٩٥٨ بإعادته إلى الخدمة في الجيش اعتبارا من ٧ كانون الأول - ديسمبر ١٩٥٨ وأسند منصبه إلى العقيد ناظم رشيد حلمي .
حركة ٨ شباط ١٩٦٣
كان لطاهر يحيى دوره في إسقاط نظام حكم الزعيم عبد الكريم قاسم في ٨ شباط - فبراير سنة ١٩٦٣ وذلك من خلال التعاون مع عدد من زملائه في السيطرة على معسكر الرشيد ببغداد .. وقد عُيّن رئيسا لأركان الجيش كما عين عضواً في «المجلس الوطني لقيادة الثورة» بعد ثلاثة أيام على قيام الحركة المسلحة هو وأنور عبد القادر الحديثي وذلك تثمينا لجهودهما في السيطرة على معسكر الرشيد صباح يوم الحركة .
وقد ساهم يحيى في انقلاب ٨ شباط ١٩٦٣ باحتلال معسكر الرشيد حيث احتلت المعسكر ثلاث دبابات كان فيها يحيى والمقدم أنور عبد القادر الحديثي والمقدم رشيد مصلح التكريتي والملازم عدنان خير الله التكريتي وآخرون..
وبعد أن أعدم الانقلابيون عبد الكريم قاسم في مقر دار الإذاعة العراقية في الصالحية ظهر طاهر يحيى يوم 9٩ شباط ١٩٦٣ مدعيا أن الزعيم عبد الكريم قاسم اتصل به هاتفيا لمعرفة مطالب الانقلابيين فكان ردي عليه ((أننا غير مستعدين للتفاوض ويجب عليك ان تستسلم من دون قيد أو شرط وإننا نريد رأسك)).
لكن يونس الطائي (رئيس تحرير جريدة الثورة) ومن أنصار الزعيم قاسم والذي حاول إجراء تفاوض مع الانقلابيين، يرى انه من المستحيل أن يجرؤ على التحدث مع الزعيم قاسم هاتفيا أو مباشرة، لأن يحيى درس في الكلية العسكرية تحت إمرة الزعيم قاسم وقضى حياته المهنية كضابط وتلميذ ومريد له وعضوا في منظمته للضباط الأحرار ولا يمتلك القدرة على التحدث مع قاسم بذلك الأسلوب، لكن يأتي مثل هذا الكلام بعد إسدال الستارة وغياب عبد الكريم قاسم نهائيا.
وخلال حكم البعث الأول (شباط ١٩٦٣ – تشرين الثاني ١٩٦٣) عقد هذا الحزب مؤتمره القطري في ١١ نوفمبر ١٩٦٣، وفي بداية المؤتمر اندفع إلى قاعة الاجتماعات عشرات الجنود والضباط المدججين بالسلاح يتقدمهم المقدم محمد حسين المهداوي وسيطروا على المؤتمر، وأشار المهداوي إلى يحيى ان يصعد إلى المنصة ويترأس المؤتمر فضجت القاعة بالاجتماع والصياح والشتائم، المهم فرض يحيى رئيسا للقيادة القطرية لكن ذلك لم يستمر سوى خمسة أيام.
يقول السيد أحمد الحبوبي في كتابه أشخاص كما عرفتهم :
كان لابد أن يتولى طاهر يحي رئاسة الوزراء بعد ١٨ ت٢ ١٩٦٣ فهو الأقرب الى قلب وفكر المرحوم عبدالسلام عارف لكن مسيرته العسكرية والسياسية تكاد تكون متشابهه ،وقد نجح طاهر يحي في أن يحوز ثقة عبدالسلام عارف ،وكان طاهر يحاول دوما ترضية الجميع من أعلى سلم السلطة نزولا ،وكان في مخيلته أن يبقى رئيساً للوزراء لاطول فترة ممكنة .
كان من ضمن قراراته إصدار قانون المؤسسة الاقتصادية العراقية والتي تضم المنشآت والمؤسسات العامة والشركات التابعة لها وكان يرى في هذه القرارات بداية التحول الاشتراكي لعلاقته المتينة مع المرحوم جمال عبدالناصر حيث كان معجباً بسياسة ناصر الاقتصادية ،ومن هنا أنطلق لتأسيس الشركات الحكومية والمساهمة والمختلطة لكن قلقه من عدم مشاركة القطاع الخاص في حينه ،كذا الحال عمل بجد على حل القضية الكردية على اساس اللامركزية وفعلا بدأت المباحثات بين الطرفين وجرى وقف اطلاق النار ،وإطلاق سراح المعتقلين الكرد ،
الاتهامات التي وجهت له :
————————
وجه البعض تهم حول توقيع إتفاق مع شركة إيراب الفرنسية حيث أنتشرت الشائعات في حينه لكن تشير المعلومات لم يثبت شيء ضده
الاعتقال
———-
بعد ثورة تموز ١٩٦٨ أعتقل طاهر يحي وجرى تعذيبه بهدف الاعتراف لكن لم يثبت صحة ذلك وهي مجرد دعاية في حينه ولم يمتلك الرجل أية أسهم ومكث في السجن رقم ١ وأحيل بعدها الى سجن الفضيلية.
إطلاق سراحه
—————-
اطلق سراحه بعد عدة سنوات حيث لم تثبت بحقه أية تهمة واعتكف في داره حتى توفي عام ١٩٨٦
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته
المصادر: مصادر متعددة
975 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع