منارات في تاريخ العراق: سمير محمد عبدالوهاب الشيخلي.. كلمة إنصاف في حقه!
كنتُ قد كتبت في مجلة "الگاردينيا" عن سِيَرِ عدد من قادة الشرطة في العراق، منذ تأسيس الدولة العراقية وشرطتها، ولغاية 2003، ولم اتطرق لسِيَر وزراء الداخلية، رغم ارتباط موضوع الشرطة بهم أيضا، حيث ان مناصب الوزراء في الاغلب هي سياسية أكثر منها مهنية أو فنية، ومع ذلك وجدت انه لابد من التعرض لسٍيَر وزراء الداخلية في إطار تسجيل تاريخ العراق وتاريخ الشرطة العراقية.
حقائق:
ابتداء لابد لي من التطرق الى بعض الحقائق يجب ان اضعها في مقدمة حديثي عن شخصية وزير الداخلية الاستاذ سمير الشيخلي، كونه من الشخصيات الجدلية التي اثيرت حولها آراء متباينة، لطبيعة الدور الذي مارسه الاستاذ الشيخلي في قيادة اهم واخطر وزارة، وما رافق أداءه فيها من احداث وتطورات ووقائع، فاقول:
• سمير الشيخلي هو إنسان، بشر وليس نبياً، وليس هو بالمعصوم ومن الطبيعي ان ترافق مسيرة ادائه انجازات واخفاقات، ايجابيات وسلبيات، ويبقى الحكم فيها للتاريخ المنصف المتجرد.
• سمير الشيخلي استلم مسؤولية وزارة الداخلية في ظرف عصيب (1987-1991) التي شهدت ظروف الحرب مع ايران ومن ثم موضوع احتلال الكويت وبدايات الحصار الجائر المفروض على العراق والعدوان الامريكي الاطلسي على العراق، وهي جميعها على العموم ظروف صعبة وقاسية ولها انعكاساتها السلبية على قدرات الاداء لجميع وزارات الدولة وفي المقدمة وزارة الداخلية.
• سمير الشيخلي لم يكن مجرد وزير فهو عضو قيادة قطرية، وله مهام اخرى مضافة لمهامه بالداخلية.
• سمير الشيخلي تدرج في المناصب المهمة فمن امين للعاصمة الى وزير للتعليم العالي والصحة واخيرا وزيرا للداخلية، فهو صاحب خبرة قيادية وقدرة على التصرف واتخاذ القرار في احلك الظروف.
• سمير الشيخلي ابن عائلة عريقة ومعروفة، وابن بيئة بغدادية محلية تتسم بالشدة والانفعال والشجاعة والصراحة وعدم المجاملة في الحق، وينفس الوقت تتسم بالطيبة والعفة والنخوة، فهو ابن محلة باب الشيخ العريقة بتراثها وطبيعتها البغدادية المتفردة.
• سمير الشيخلي رجل علمي فهو يحمل البكالوريوس في الاحصاء ولذلك ركز اهتمامه على الجانب الاحصائي العلمي في اداء الشرطة وشكل فرق لتحليل الجريمة تضم اساتذة اكاديميين لتحليل الوضع الامني وحركة الجريمة واحصاءاتها. كما كان من انجازاته الاهتمام بعملية التخطيط فكان يطلب من كل مركز شرطة وضع الخطط الامنية النوعية لعمل المركز في كل الظروف والمناسبات وكان يفتش عنها ويتابع تنفيذها لانه حرص على تطوير الاداء التقليدي لمراكز الشرطة ومكاتب مكافحة الاجرام.
• سمير الشيخلي (مثل كل وزراء العهد الوطني) نظيف اليد يقدس المال العام وينتفض ان احس ان هناك أي تجاوز على المال العام. ولقد أثار اللقاء التلفزيوني الذي أجراه مؤخراً الإعلامي السيد محمد سيد محسن اليعقوبي على قناة ANB مع الاستاذ سمير الشيخلي وهو من رموز العهد الوطني، الكثير من التعليقات والتعقيبات والانفعالات الايجابية المتعاطفة، وبالاخص على الواقعة التي أثارت الاستغراب في مقاييس الزمن الحاضر الذي صار التجاوز على المال العام سمة ثابتة وعامة عند حكام العراق اليوم، الذين اوصلوا العراق بفسادهم الى اعلى مراتب التسلسل الدولي في قائمة الدول الفاسدة، وصار النهب والتلاعب بالمال العام أمرا طبيعيا في عُرف مسؤولي ما بعد 2003، ولا يثير الاستنكار ولا الاستغراب.. فكيف بوزير داخلية يقوم بإعادة مبلغ خمس ملايين دينار عراقي خصصت لمنصبه كنثرية الى خزينة الدولة؟؟.. وصار الموضوع حديث الشعب العراقي في كل مجلس.
• تمكن سمير الشيخلي من الحد من الرشوة في الشرطة، الى اضيق نطاق وكانت اجراءاته حاسمة في هذا المجال وكان لا يتهاون مطلقا مع يثبت اتهامه بالرشوة او من تمتد اياديهم للمال العام.
• سمير الشيخلي كان معروف شعبياً بلقب "أبو سمرة".
سمير الشيخلي في لقاءه التلفزيوني الاخير في برنامج صاحب السعادة مع الاعلامي السيد محمد سيد محسن اليعقوبي
السيرة الذاتية للاستاذ سمير الشيخلي (كما نشرها موقع ويكبيديا الألكتروني):
هو سمير بن محمد عبدالوهاب خلف محمود علي الشيخلي من العوائل الشيخلية البغدادية المعروفة، ولد ببغداد يوم 21 يناير 1945 ونشأ في الاحياء الشعبية البغدادية.
• تخرج من إعدادية الأعظمية للبنين – الفرع العلمي.
• خريج كلية الأقتصاد والعلوم السياسية "قسم الأحصاء" الدورة الأولى.
• خريج جامعة البكر- كلية الدفاع الوطني الدورة الاولى- والأطروحة التي قدمها للتخرج كانت تحت عنوان (التأثيرات الاستراتيجية لأزمة الطاقة).
المواقع التي شغلها في الدولة العراقية:
• مساعد باحث احصائي في وزارة التخطيط عام 1968.
• عضو في لجنة المتابعة لشؤون النفط والاتفاقيات
• عضو في الوفد الفني الذي عقد اتفاقية التعاون الفني مع اليابان.
• عضو في الوفد الفني الذي عقد اتفاقية التعاون الفني والاقتصادي مع ايطاليا وكان برئاسة الدكتور عبد الأمير الانباري الخبير الاقتصادي.
•أميناً للعاصمة بغداد عام 1978 الى 1982
• مستشاراً لرئيس الجمهورية عام 1982
• مشرفاً على امانة بغداد لغرض استكمال المشاريع لمدة سنة عام 1983
• وزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي عام 1984
• وزير الصحة وكالة.
• وزيراً للداخلية من عام 1987 الى 1991.
أبرز إنجازاته:
• مشروع انشاء شبكات رئيسية نفذتها شركة مقاولات المجاري.
• مشروع خط ناقل الى منطقة الرستمية وهو مشروع عملاق نفذته شركة زبلن الألمانية.
• مشروع الشبكات الفرعية وتوصيلها الى الدور السكنية قامت به شركات عراقية وشركة هندية تدعى حبرا كاش.
• مشروع تبليط شوارع لأحياء مدينة الثورة والتي مجمع أطوالها يساوي اطوال شوارع المنطقة الجنوبية للعراق.
• مشروع نصب بدالة حديثة لبغداد.
• مشروع تأسيس شبكة كهرباء الضغط العالي لبغداد.
• مشروع بناء مستشفى الولادة في الحبيبية.
• مشروع بناء مستشفى عام في منطقة كسرة وعطش.
• مشروع بناء مجمع سكني في منطقة الحبيبية.
• مشروع بناء مجمع سكني في منطقة كسرة وعطش.
• مشروع بناء أسواق نموذجية والقيام بحملة عمل شعبي لبناء المدارس، كما تم انشاء مناطق خضراء وملاعب للاطفال، وقد تحولت بغداد الى مدينة عصرية نالت استحسان واعجاب المنظمات الدولية التي زارت العراق وعبرت عن اعجابها بخطة التطور الحضري لبغداد.
لقطتان تاريخيتان لجولة ليلية يومية كان يقوم بها السيد سمير الشيخلي وزير الداخلية يقود سيارته بنفسه يتفقد دوريات النجدة وشرطة الدوريات ومراكز الشرطة ومكاتب المكافحة في انحاء العاصمة ويبدو معه العقيد موثوق حماد مدير شرطة النجدة و(عبود) سائق الوزير واحيانا يشارك صحفيون بالجولة
قالوا في حق سمير الشيخلي:
كان سمير الشيخلي حريصاً على أداء المهمة التي توكل اليه في كل منصب شغله، ومما قيل في حقه ننتقي المقتبسات التالية على ذمة من قالوها:
• في حديث تلفزيوني ببرنامج (فلان الفلاني) مؤخرا على قناة الشرقية فإن المعاون الفني لامين العاصمة قال ((انني عملت مع كثيرين من امناء العاصمة)) وحين سأله المذيع (من هو احسن او اكفأ امين عاصمة اشتغلتم معه؟)، فأجاب ((سمير الشيخلي.. لانه كان يتابع المشاريع ميدانيا بنفسه)).. علما ان المعاون الفني هو فني وليس سياسي.
• في حديث تلفزيوني للسياسي بهاء الأعرجي مؤخرا على قناة "آسيا" قال الأعرجي بصراحة ((إن أكفأ وزير للتعليم العالي كان هو سمير الشيخلي))
• أحدهم يدعى "ع أ س" كتب على شبكة الفيسبوك يقول معلقاً: ((الاستاذ سمير الشيخلي شغل مناصب مهمة بالدولة وكان مبدعا في كل مسؤولية انيطت به وادّى دورة بكفاءة ونزاهة وامانة واخلاص وكان يُشَرّف الموقع ولايتشرف به.. شغل وزيرا للداخليه والصحة والتعليم العالي وامانة بغداد)).
• وكتب آخر على الفيسبوك يقول: ((كان لسمير الشيخلي هيبه ورعب بين الشرطه والمواطنين، حيث أنه كان يقوم بتفتيش مراكز الشرطه يوميا بنفسه خلال منتصف الليل، وكان ينزل للشارع ويحارب المظاهر السلبية المدانة)).
• سمير الشيخلي رمز لم يتكرر:
وكتب استاذ جامعي في شبكة "أخبار العراق" مايلي: ((عندما أصبح سمير الشيخلي وزيراً للتعليم العالي والبحث العلمي، قرر ان يزور كليته التي تخرج منها..( كلية الادارة والاقتصاد جامعة بغداد )) وكان احد الاخوه الكورد يعمل الشاي في مكتب.العميد، زمن كان د. عبد المجيد حمزه الناصر اطال الله عمره ومتعه صحه وعافيه، وهو الان رئيس المجمع العلمي العراقي، فيقول د.عبدالمجيد. هذا وزير أخليت له الكرسي الخاص بي على مكتب العميد ورفض وجلست أمامه في الكرسي المقابل بعد ان تركت الكرسي خلف المنضدة، وهنا دخل كاكا حمه ومعه الشاي ووضع اولاً قدح الشاي امامي فقمت بحمله ووضعه امام الوزير، ولكنه قام بجرّه من امام الوزير ووضعه امامي وهكذا اكثر من مرة، فقلت له: "كاكا حمه هذا جناب الوزير"، فقال لي: "بلي دكتور آني مايعرف هذا وزير اني يعرفه جان طالب هنا وانت يعرفك عميد"!! وهنا قال سمير الشيخلي "جوز منه دكتور وخليه براحته وضحكنا سويا"..
سمير الشيخلي في زيارة للجامعة التكنولوجية ببغداد عندما كان وزير التعليم العالي والبحث العلمي عام 1984- 1985، ويظهر في الصورة مؤسس الجامعة التكنولوجية الاستاذ جاسم الحياني الثالث من اليسار.
أعفي الاستاذ سمير الشيخلي من منصبه كوزير للداخلية في آذار 1991 (بعد أن تعرّض لانتقادات خلال مؤتمر قطري حزبي عن أداء وزارة الداخلية خلال فترة أم المعارك وتحميله المسؤولية)، وبعدها اعتزل الشيخلي العمل الحكومي، ومارس عملا حرا.
وهذا ما كتبه الاستاذ سمير الشيخلي وهو يتحدث عن مهمته في وزارة الداخلية:
((عند استلامي لمهام وزارة الداخلية وقبل وضع خطة عمل للوزارة، تم اجراء دراسة لحركة الجريمة واعتمدت الدراسة منهجية علمية واحصاءات قام بها مختصون بالاحصاء من جامعة بغداد وبقية الجامعات والمراكز البحثية، وبضوء الدراسة تم تحديد البؤر المنحرفة التي تنتج المجرمين.. كالبغاء واللواطه ومحلات لعب القمار وغيرها.. ثم بعدها تم وضع خطة لمكافحة البؤر المنحرفة في المجتمع والتي تؤدي في اعمالها الاجرامية الحاق الضرر بالمنظومة الاجتماعية، وبالفعل نجحت هذة الخطة وبأمكانيات متواضعة، وبدأ المواطن يستشعر حالة الأمن ويتلمسها، بحيث يترك باب داره مفتوحا دون تسجيل سرقات، واصبحت الطرق ٱمنه بين المحافظات.. والحدود لايتجرأ احد عبورها من دول الجوار، وهكذا بقية المديريات العامة جميعها عملت بتفاني واخلاص.. ووضعت مديرية المرور العامة خطط ناجحة اثمرت عن تقليل الحوادث على الطرق الخارجية والداخلية)).
وأضاف الاستاذ الشيخلي ما يلي:
((بما أن رسالتنا هي بناء مجتمع نظيف، فكنا نعتمد المنهج التربوي بشكل كبير، فمثلاً تم تجمع الخوشين والقيت عليهم محاضرة توجيهية تربوية وطلبت منهم الابتعاد عن هذه السلوكية، وقدمت لهم كيفية الخروج من هذه الحالة حيث تم توظيف بعضهم، وقسم تم منحهم اموالاً ليمارسوا عملا في القطاع الخاص، وقسم كبير منهم استفاد من التوجيهات.. وكانوا على التزام جيد والقسم الاخر لم يلتزم. وايضاً تم عمل ندوات للمنحرفين الاخرين غايتنا هي الاصلاح ورضاء الله اولا.. كنا نعمل عشرون ساعة في اليوم هدفنا ارضاء الله سبحانه وتعالى وخدمة شعبنا وليس لنا هدف او طموح لا بمنصب ولا بمال، وكانت جولاتي ميدانية يوميه ومع سائق الحاج شناوة من عشائر آل بزون والمرافق الشخصي عبود مطر المحمداوي، الحمد لله هذه قناعتي المتأتية من ايماني بالله ومحبتي لشعبي الذي يستحق كل عطاء))..
شهادة القاضي فتحي الجواري يرحمه الله:
وكتب المرحوم القاضي الاستاذ/ فتحي الجواري شهادة بحق الاستاذ سمير الشيخلي يقول: ((لي مع الاستاذ سمير الشيخلي موقفا لابد لي من ذكره للتاريخ، كان وزيرا للداخلية وكنت قاضيا للتحقيق في محكمة تحقيق الرصافة، اتصل بي رئيس هيئة الاشراف القضائي المرحوم القاضي خيري الشماع وطلب حضوري مع قضاة تحقيق بغداد الاخرين لمكتب وزير الداخلية، ولما وصلنا المكتب قام الرجل من وراء مكتبه وجلس بيننا وبعد الاحاديث العامة اخبرنا ان موقف التسفيرات مكتظ بالموقوفين، ورجانا ان ندرس امر اخلاء سبيل من يسمح القانون باخلاء سبيله بكفالة او الافراج ان اجاز القانون ذلك، وانتقلنا معه من مكتبه سيرا على الاقدام الى موقف التسفيرات وامر باخراج مجموعة اثر اخرى من الموقوفين، واخذنا ندون اسماءهم واسباب توقيفهم، وقد اوضحت له بتعذر اخلاء سبيل الموقوفين بتهم تتعلق بقانون تنظيم التجارة لوجود قرار لمجلس قيادة الثورة يمنع اخلاء سبيلهم بكفالة حتى مرحلة المحاكمة، فسجل الرجل ذلك في مفكرته، وبعد بضعة ايام صدر قرار مجلس قيادة الثورة بالغاء القرار السابق واتاح للقاضي حرية اخلاء سبيلهم بكفالة... طيَّب الله ذكر الاحياء ورحم الاموات))..
وكتب آخر في الفيسبوك يعقب على من انتقدوا أداء الاستاذ سمير الشيخلي في وزارة الداخلية كتب تعليقا هذا نصه:
((يا اخواني واحبتي: ليس هناك في الكون انسان ليست لديه اخطاء ولا يوجد معصوم غير الانبياء والرسل والرجل ليس نبيا ولا رسولاً، ولقد مرّ على جهاز الشرطة ووزارة الداخلية منذ تأسيس الحكم الوطني وقيام دولة العراق الحديثة اشخاص كثيرون من مختلف المشارب والصفات والمحاسن والمزايا والعيوب، وكل واحد منهم كان يتصرف وفق اخلاقه وصفاته وشخصيته، وليس جميع الوزراء والمدراء والقادة كانوا بنفس الصفات ولا بنفس السلوك، فكل واحد منهم له صفاته الخاصة سلباً وإيجاباً، رحم الله من رحلوا لدار الحق وأمدّ الله في أعمار الأحياء منهم)).
وزير الداخلية الأستاذ سمير الشيخلي في آخر مباحثات جرت مع الجانب الكويتي في ٧ آب ١٩٨٨ حول تجاوزاتهم على الأراضي العراقية وسرقة نفط الرميلة وذلك بحفرهم لآبار مائلة وسحب النفط العراقي، جرى الإجتماع في قاعة قصر المؤتمرات في الكويت. من اليمين العقيد هادي حميد الشمري مدير حدود البصرة / المقدم غازي خضر الياس عزيزة المستشار العسكري ثم السيد الوزير ثم محمد الحديثي المستشار القانوني ثم العميد طارق عبد لفته مدير مكتب الوزير .
لقطة أخرى من زيارة الكويت 1988.
لقطات من تفقد الاستاذ سمير الشيخلي وزير الداخلية قاعة الالعاب الرياضية في مديرية ألعاب قوى الأمن الداخلي وبصحبته الدكتور عبدالقادر زينل
الاستاذ سمير الشيخلي وزير الداخلية يتفقد قاعة الالعاب الرياضية في مديرية ألعاب قوى الأمن الداخلي وبصحبته الدكتور عبدالقادر زينل
سمير الشيخلي يترأس وفد العراق إلى مؤتمر وزراء الداخلية العرب في تونس
سمير الشيخلي وزير الداخلية في مؤتمر وزراء الداخلية العرب في تونس والى يساره المرحوم الدكتور أكرم نشأت إبراهيم الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب والى يمينه اللواء عبدالمحسن خليل محمد مدير الشرطة العام
السيد سمير الشيخلي وزير الداخلية يتفقد مديرية تحقيق الأدلة الجنائية لمتابعة مهمامها وواجباتها في تقديم الخبرة العلمية الجنائية
وزير الداخلية السيد سمير الشيخلي يترأس اجتماعا امنيا في مديرية الشرطة العامة لمتابعة الوضع الامني
سمير الشيخلي في الاعتقال الامريكي:
بعد غزو العراق في 9/4/2003 اعتقلت القوات الامريكية سمير الشيخلي بالرغم من ان اسمه لم يكن مدرجا ضمن قائمة المطلوبين الـ 55 من المسؤولين العراقيين، واتذكر انه كان يشاركني نفس الخيمة في معتقل المطار حين كنت معتقلا لدى الامريكان، وممن كان معنا في نفس الخيمة المرحوم الدكتور سعدون حمادي، ومسؤولين آخرين، ولكن فيما بعد تم اطلاق سراح الاستاذ سمير الشيخلي لعدم وجود أي تهمة ضده.
وبعد...
فإن السيد/ سمير الشيخلي هو شخصية وطنية عراقية، لا يوجد أدنى شك في اخلاصه ووطنيته ومبدئيته وكفائته المهنية ومحبته للعراق، وانه ادى دوره في المواقع التي شغلها وحقق انجازات يشهد له بها القاصي والداني، ولاشك انه استلم مسؤولية وزارة الداخلية - وهي اخطر وأهم وزارة لكونها ترتبط بالامن- استلمهما في ظرف حرج إبتدأ بآثار وتبعات حرب الثمان سنوات مع إيران، والتي كان من آثارها على أداء الداخلية قرار القيادة العليا بسحب نصف موجود قوى الامن الداخلي لدعم الجهد القتالي العسكري في جبهات القتال فانحسر عدد قوة الشرطة الى النصف، وهو بلا شك يؤثر سلبا على ادائها الامني، وتقلص عدد موجود العنصر البشري في مديريات الشرطة وقوى الامن الداخلي. ثم جاءت مسألة دخول الكويت وما رافقها من فرض الحصار الاقتصادي الجائر على العراق بسببها وبانت آثار الحصار واضحة على وسائل الاداء في الداخلية، وبخاصة الاليات وهي عصب العمل الامني مع العنصر البشري، وعانت الداخلية من نقص وشحة في تامين الادوات الاحتياطية للسيارات وبخاصة الاطارات التي تستهلكها الدوريات دوريات النجدة والدوريات والمرور التي تتطلب حركة مستمرة على مدار الساعة والليل والنهار، وحيث ان الناس تعوَّدت على تواجد دوريات شرطة النجدة في الشوارع والازقة والساعات العامة لتبعث لديهم الشعور بالامن والطمانينة، فقد أدى الحصار الى تقلص اعداد الدوريات المتجولة وكانت بعض دوريات النجدة تقف في اماكنها المقررة وبدون حركة بسبب اعطالها وعدم توفر الاطارات، فادى ذلك الى انتقادات وجهت لاداء وزارة الداخلية نتيجة عجز دورياتها عن تلبية نداءات المواطنين وانخفاض عدد الدوريات عما كانت عليه. ولكن الشهادة لله، فإن الرجل بذل كل ما يستطيع من جهد لمعالجة الحالة الصعبة، الا ان الظروف الاقتصادية المستجدة في البلاد بسبب الحصار الجائر القت بظلالها الثقيلة على قدرات وزارة الداخلية ومديريات قوى الامن الداخلي.
أنا لم أكتب هذا الموضوع دفاعاً عن سمير الشيخلي، فالرجل حي يرزق وهو الأقدر على الدفاع، وهو أكبر من أن أدافع عنه، ولكنها محاولة مني لانصاف هذا الرجل وقول كلمة حق وانصاف فيه يستحقها،فهو من جيل الرجال الوطنيين الذين أخلصوا للعراق وخدموه خدمة صادقة، الرجال الابرار الذين حموا المال العام وحموا أمن البلاد، كان يواصل الليل بالنهار، ويتدخل في ادق تفاصيل العمل اليومي لقوى الامن الداخلي، بحيث كان يَعرف اسم آمر الحرس النظامي لكل مركز شرطة، واسم آمر كل دورية نجدة، ودورية مرور، لكثرة تجواله التفقدي ليلا ونهاراً، وفعلا هو كما قال كان يشتغل 20 ساعة باليوم.. حفظ الله الاستاذ أبو سمرة وأطال في عمره ومنحه الصحة والعافية ونتمنى عليه ان يسجل مذكراته لأنها ملك للشعب.
1377 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع