مشتريات قصر الزهور (العائلة المالكة في العراق)خلال ٢٩ يوم
هذه قائمة مشتريات قصر الزهور خلال ٢٩ يوم مقدمة من محل حلويات البيت الأبيض في شارع الرشيد ببغداد سنة ١٩٤٠ ومدققة من قبل وكيل مأمور المبايعة و موافق على صرفها وموشحة بالطابع المالي بقيمة ٨ فلوس (معاملة رسمية) اي ٨٩ فلساً باليوم والدينار العراقي كان يساوي تقريباً ٤ دولارات امريكية و٨٠ سنت وهذه مشتريات العائلة المالكة العراقية من المواد الغذائية الضرورية لأفراد العائلة وحاشيتهم وضيوفهم المفترضين كونهم من الملوك وهي متطلبات أي بيت عراقي عادي ومن محل عام في بغداد أي في متناول الجميع ولم تكن طلباتهم من المطاعم الباريسية لتصلهم الوجبة في نفس اليوم كما كان يحدث مع الذين استلموا الحكم بعدهم او بالمقارنة مع ملوك عصرهم ورغباتهم الغريبة في طريقة الطعام والبذخ علماً بان الذين استشهدوا في صبيحة ١٤ تموز ١٩٥٨ كانوا ٩ اشخاص بضمنهم الملك والوصي وامه واخته رحمهم الله جميعاً آخذين بنظر الاعتبار نسبة ارتفاع التضخم السنوي لغاية ١٩٥٨ سنرى مدى الظلم والحيف الذي لحق هذه العائلة ليتم الانقلاب عليهم وقتلهم بصورة يندى لها جبين الإنسانية لبشاعتها والتمثيل بجثة الأمير عبد الاله ابشع تمثيل بدعوى التخلص من عملاء الاستعمار والرجعية الى غير ذلك من محاولات الهاء الرأي العام عن هول الجريمة.
لو أمعنا النظر في مفردات القائمة لرأيناها تعكس بساطة الحياة التي كان يعيشها ملوك العراق الذين كانوا غير قادرين على مجابهة تكاليف الحياة اليومية مما دعا ياسين باشا الهاشمي رئيس الوزراء في منتصف الثلاثينيات مطالبة مجلس النواب لاحتساب راتب شهري مقداره ١٥ دينار للأميرات بنات الملك فيصل الأول مؤسس العراق الحديث وباني كيان العراقيين وجاءه الرفض مع الشرح على الطلب بان اخاهم الملك غازي هو المكلف الشرعي بالإنفاق على اخواته الاميرات الى الحد الذي جعل ياسين باشا استرحام المجلس النيابي بالموافقة على هذا الطلب الذي تمت الموافقة عليه من باب الشفقة واكراماً لذكرى والدهم المغفور له الملك فيصل الأول.
من هنا انتهى مشوار الدولة وابتدأ مشوار الفوضى
علي غالب البصام
804 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع