الزمان/دبي – محسن حسين:هذه الصورة تعود الى عام 1959 حينها التقيت بشابة غنت في حفل أقيم في معهد الفنون الجميلة. هذه الشابة هي التي عرفت في وقت لاحق باسم أنوار عبد الوهاب ونالت شهرة واسعة وخاصة أغنيتها الشهيرة (عد وانا اعد ونشوف ياهو اكثر هموم).
كان اسمها نادية عبد الجبار قبل ان تشتهر باسم “أنوار عبد الوهاب”كان والدها الكاتب اليساري عبد الجبار وهبي من ابرز كتاب صحيفة الحزب الشيوعي (اتحاد الشعب) وكان له عمود صحفي بتوقيع (ابو سعيد) يتضمن كتابات لاذعة في نقد الأوضاع السلبية حتى وصفه الزعيم عبد الكريم قاسم قائلا (رصاص رأس القرية ولا كتابات عبد الجبار وهبي).
في اثناء لقائي بها وكنت اعمل في جريدة البلاد احرر صفحة فنون الى جانب الأخبار والتحقيقات الصحفية، حدثتني عن آمالها في التمثيل ثم الغناء الذي احبته منذ الطفولة حين شاركت في الفعاليات المدرسية بترديد الأناشيد.
وفي حفلة معهد الفنون الجميلة عام 1959 كان اول ظهور لها فنالت تشجيعا من الحاضرين ومن الصحافة وبعد ذلك شقت انوار طريقها بعالم الفن رغم الصعوبات وقد حاولت في التمثيل مع يوسف العاني في فرقة المسرح الفني الحديث لكنها لم تحقق النجاح كما حققته في الغناء. وأنوار عبد الوهاب من مواليد الناصرية (1942) التي خرج منها الكثير من الفنانين.
لحّن لها العديد من الملحنين العراقيين المشهورين مثل محمد جواد اموري احمد خليل ، محسن فرحان وسالم عبد الكريم.
انضمت الى فرقة الانشاد العراقية سنة 1971 ومن بين ما ادته ضمن الفرقة الموشحات للفنان روحي الخماش وأمضت ما يقارب 3 سنوات في الفرقة. من الاغاني التي غنتها للفنانة زكية جورج بتوزيع جديد (وين رايح وين) و(دادا حسن) و(تاذيني) ومن أغانيها التي اشتهرت أغنية (كصة المودة).
وحسب معلوماتي المتواضعة فان الفنانة انوار عبد الوهاب سجلت قبل عشرين عاما أغنية من تلحين الملحن جعفر حسن هي اغنية (اغضب كما تشاء ) من قصيدة للشاعر نزار قباني لكنها لم تنتشر في حينها لأسباب فنية. تقول انوار وهي في غربتها ان المطربة اصالة غنتها واشتهرت بها دون الاهتمام بحقوق الآخرين ولا يوجد في العراق من يدافع عن تلك الحقوق وهذه مشكلة يعاني منها الكثير من الفنانين العراقيين.
وفي سنة 1973 تزوجت من الفنان الممثل روميو يوسف الا ان هذا الزواج لم يعمر طويلا حيث انفصلا سنة 1975 .
ومثل الكثيرين كنت اتابع اخبار هذه الفنانة لحين مغادرتها العراق الى الأردن في العام 1989 ثم لجوئها الى السويد.ورغم انها تلقي اللوم على الاعلام والاعلاميين لكنها تعترف انها منزوية وانها رفضت وترفض الكثير من الدعوات لإحياء حفلات في العديد من الدول.
شجن متميز
واذكر انني عندما نشرت هذه الصورة قبل سنوات كتب لي الصديق صباح الخالدي تعليقا قال فيه ” وعلى الرغم من أن هذه الفنانة لديها عددا قليلا من الاغاني نسبيا إلا أنها تعد من المطربات المتميزات من جيلها انها الفنانة انوار عبد الوهاب صوتها ذو الرنين الخاص والنكهة العذبة والشجن المميز في كل ما أدته من غناء وفن ارتقت اليه بقية الأصوات موسيقياً يقوّم صوتها على أنه (سبرانو) حاد قوي ذو دفع شديد، وتؤدي جواب الجواب وقرارها سليم، وصوتها إجمالاً يؤدي سلمين أو أوكتافين أي من الدو الى الدو صعوداً ونزولا فقد أدت أغاني المطربة الراحلة زكية جورج والتي تكثر فيها القرارات مثل أغاني (وين رايح وين) و (أنا من أكولن آه واتذكر ايامي) و (بمحاسنك وبهاك) ، و (دوم الهجر) و (تاليها وياك) ، و (شكول على حظي أنا) ، و (تاذيني) وغيرها. وهذه الأغاني أعدها وبتوزيع موسيقي جديد الفنان احمد الخليل حيث اكتملت في هذا الاعداد الروحية الغنائية العراقية بنكهتها الاصيلة المميزة، ذلك ان تأدية الفنانة زكية جورج كانت تخالطها لهجة هجينة غير عراقية”. جاءت الى العراق بعد عام 2003 لكنها وجدت الكثير من الامور لا تشجع البقاء ،وتامل هي ونحن معها ان تتحسن الاوضاع في المستقبل ليعود كل النازحين والمهاجرين الى الوطن.
894 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع