المخرج السنغالي العالمي عثمان سمبين من المهن الشاقة الى الاخراج
ولد المخرج السنغالي عثمان سمبين في الاول من يناير عام 1923 في السنغال وتوفي التاسع من شهر اكتوبر 2007 , مارس في مطلع حياته مهنة صيد السمك على ساحل ( الكاسامانس ) . التحق بمدرسة ( ماراساسوم ) لفنون السيراميك .انتقل للعاصمة داكار حيث مارس مهنة بناء البيوت والسباكة كما عمل كميكانيكي متمرن .ومن ثم سحب للخدمة العسكرية في الجيش الفرنسي سنة 1939 .وفي سنة 1942 ، خلال الحرب العالمية الثانية ، التحق بالقوات العسكرية الفرنسية الحرة حيث دخل فرنسا للمرة الاولى عام 1944 .ولكنه آثر ان يقيم في فرنسا بعد ان تسرح في الجيش .ليعمل بصفة عامل في ارصفة مرسيليا .كما مارس تجارة بيع ملابس الجيش اضافة الى عمله كصياد سمك .ولقد علم سمبين نفسه اللغة الفرنسية قراءة وكتابة الى ان استطاع ان ينشر روايته الاولى ( عامل الأرصفة الأسود ) والتي اعتمدت في مرجعياتها على تجاربه الشخصية في ذلك الميناء الجنوبي الشهير .غير ان التهابا الم بعموده الفقري ارغمه على هجر العمل البدني جاعلا من الكتابة الادبية مصدر رزقه الرئيس .كما ان اصدر عددا من الكتب الادبية تراوحت بين الرواية والمجموعة القصصية متخذا من حياة عمال البحر مادة لكتبه .
اهتمامات سينمائية
في عام 1960 انجذب سبمين الى عوالم السينما الساحرة سعيا وراء كسب جمهور افريقي متابع لوجهات نظره الثورية دون انكار حقيقة ان اكثر من ثمانين بالمائة من افراد ذلك الجمهور لم يكونوا يتحدثون باللغة الفرنسية او اية لغة اخرى .وبعد تخرجه من (مدرسة موسكو للفيلم السينمائي ) ، عاد الى افريقيا مدشنا مشواره الفني السينمائي باخراج ثلاثة افلام روائية قصيرة عكست جميعها وجهات نظره الاجتماعية .وما ان حل عام 1966 ، حتى اخرج فيلما حمل عنوان ( البنت السوداء ) والذي عده النقاد من الافلام الهامة التي بوأت سمبين كأول منتج ومخرج افلام افريقي .وموضوع الفيلم يتناول قصة فتاة سنغالية افريقية اختيرت كخادمة او بالاحرى كواحدة من نماذج الرق البشرية في بلد متقدم كفرنسا .وهكذا نال هذا الفيلم جائزة مهرجان ( كان )الدولي.
وبعد ذلك بعام او عامين قام بإخراج فيلمه الكوميدي ( الحوالة المالية ) الذي عالج موضوع الفساد في السنغال وبالذات في العاصمة داكار .الا ان سمبين عزم عام 1968 على اخراج فيلم يتحدث ابطاله بلغة ( الولوف ) المنتشرة في السنغال وموريتانيا ليعرض له عام 1977 فيلمه البارز ( سيدو او اللامنتمون ) والناطق باللغة المحلية فجاء عملا متميزا اتخذ من الدين محور اهتماماته غير انه جرى منع عرضه في بلده الأم : السنغال .كان ذلك الفيلم ثمرة وجهات نظر ( عثمان سمبين ) البانورامية الطامحة .
اما فيلمه التالي ( مخيم الثياروي ) فقد دارت احداثه ابان الحرب العالمية الثانية حين اعدت القوات الغازية الفرنسية مجزرة مهولة بحق المتمردين السنغاليين .اما فيلم ( غيلوار ) فقد اهتم بثيمة الصراع الديني في بلد يقطنه اتباع الديانتين المسلمة والمسيحية وما ترتب على ذلك من صراعات فكرية وعقائدية مسلحة وغير مسلحة .اما في عام 2004 فقد حظي فيلم سمبين الموسوم ( الحماية ) على واحدة من جوائز مهرجان كان الكبرى .
كان عثمان سمبين نموذجا مثاليا للجلد الإنساني الذي اختص به حملة اللون الأسمر . في احد ايام عام 2004 وفي بوركينا فاسو بالذات حيث مواقع تصوير فيلم ( الحماية ) اصيب سمبين بمغص حاد بسبب انكبابه على انجاز احد مشاهد الفيلم الذي كان يعمل على اخراجه . وحين اقترح عليه احد مساعديه نقله الى المستشفى ، رفض سمبين مغادرة موقع التصوير مكتفيا بالقول :" سيتوفر لي وقت طويل للراحة حين اموت ! "
1160 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع