الزمان/عالية خليل ابراهيم:يوسف معاطي مؤلف مسلسل فرقة ناجي عطا الله الاعلامي المصري السابق والذي توجه لكتابة السيناريو منذ فترة ليست بالبعيدة...
وقد حقق نجاحا ملحوظا في كتابة الافلام السينمائية خاصة،هذا النجاح لايعود لموهبة معاطي الفذة في الكتابة او طروحاته الفكرية الرصينة بقدر ما يعود لجملة عوامل منها،ذكائه في ركوب موجة الاضحاك السينمائية المصرية من خلال سيناريوهات تتميز بطرافة المواضيع وخفتها،وكان مستثمرا هذا منذ اعماله الاولى ومنها مسلسل عباس الابيض في اليوم الاسود ليحيى الفخراني،فانجذاب الجمهور المصري نحو الاعمال ذات التلميح السياسي ،يؤكد ان السياسة تشكل عقدة المواطن العربي حتى وقت قريب،وبما ان الممنوع مرغوب دائما،فأن اعطاء هذا المواطن جرعة من السياسة في الفن يعد طبا شافيا واذا كان هذا الطب ممزوجا بالفكاهة والضحك وملامسة المشاكل المستعصية بشكل مبسط يبقي المواطن المصري في دائرة الخمول والسلبية ولايثير حفيظة النظام السياسي ، فأنه يشهد اقبالا واسعا،تلك وصفة يوسف معاطي في جميع اعماله التي كتبها سياسة،فكاهة،خفة وبساطة في التناول والتي شكل بها ثنائيا سينمائيا مع عادل امام في اعمال التجربة الدنماركية،السفارة في العمارة،مرجان احمد مرجان وغيرها. .
قدم معاطي مشروعه الجديد لعادل امام على ان يكون فيلما في البداية لكن الجهة الانتاجية ارتأت ان تقدمه دراما رمضانية،اراد معاطي من خلال فرقة ناجي عطا الله ان يعبر محليته وان يكون كاتب الهموم السياسية للمواطن العربي بشكل عام ،وهذا هو الخطأ والوهم الذي وقع فيه معاطي والذي اوقعه هو وعادل امام في عمل كان من اضعف الاعمال الدرامية المصرية التي قدمت هذا العام على المستويين الفكري والفني. فما معنى ان يقوم موظف في الخارجية المصرية في سرقة بنك في اسرائيل مورطا معه مجموعة من الشباب العاطلين عن العمل،الاطار الدرامي والذي لاشك انه متلازم مع الجانب الموضوعي اطار اقل ما يقال عنه انه مفرغ من اي دلالة قريبة او بعيدة الا اذا كانت الدلالة البعيدة تشير الى خطل المواطن العربي»المصري وسفاهته وانهزامه ، اذا لم تستطع ان تهزم عدوك فاسرقه ، يبدو ان شخصية ناجي عطا الله قريبة من شخصية جحا وربما نظلم جحا لانه اكثر دهاءا وحنكة من ذلك. اتخذ من هذا الاطار ليقوم بسياحة سياسية في البلدان العربية،ابتدأ من غزة مرورا بجنوب لبنان ثم سوريا والعراق والصومال حيث تنتهي الرحلة. لقد اكتشف اثناء سياحته في البلدان العربية ان مشكلة المشاكل هي الاستقطاب الطائفي في بلدان لبنان والعراق بالاضافة الى مصر وان لم يشر الى ذلك،وقد عبر عنها ساخرا بمقولة الدوول ودوول اصل دوول واقعين مع دوول قاموا دوول استنجدوا بدوول……الخ حلقة دائرة من الصراعات لايعرف لها بداية او نهاية،ونستطيع ان نلاحظ كم ان المعالجة كانت سطحية وغير معنية بأيجاد مقاربة منطقية منصفة لمشكلة خطيرة مثل الطائفية الدينية والسياسية في المنطقة،فكل ما جاء به العمل هي اللازمة التي يرددها عادل امام عندما يطلب منه شرح سبب الازمة في بلد ما.
عندما تصل السياحة الى العراق ،ويسأل احد اعضاء الفرقة في العراق دوول ودوول يجيب امام في دوول ودوول ودوول،في العراق كل واحد واقع مع نفسه .
لقد جمع معاطي جميع ما قراٌه وسمع به ورأه على الفضائيات عن العراق بعد التغيير مستثمرا عدم وجود الرقيب والمحاسب وغير مباليا بمشاعر الشعب العراقي وليس الحال كذلك عندما تعرض للدول العربية الاخرى مثل سوريا ولبنان حيث كان على اشد الحذر والحيطة في التناول لان وراء تلك الدول حكومات مركزية منتمية لنظام عربي مستبد صارم لايقبل النقد. قدم العراق بأنه بلد العجائب والغرائب والاسرار وذلك صحيح بالتأكيد ولم يزد معاطي على الصورة النمطية التي يقدمها الاعلام العربي بكل ما فيها من حقائق تارة وزيف وافتراء وتشويه من ناحية ثانية.مسلسل ناجي عطا كتب قبل الثورة المصرية بل وكان في صالح النظام المصري البائد وهو يصف التغيير السياسي في العراق وكأنه لعنة وعلى الدول العربية الاخرى تجنبها.
كما اشرت فأن معاطي غير مؤهل بأن يكون الناطق بأسم هموم الشعب العربي السياسية،،واذا كان معاطي سعيدا بشئ بعد عرض المسلسل الذي لم يرض جمهور او نخبة فهو سعادته بردود افعال الشارع العراقي وبعض المثقفين والكتاب الذين ردوا وجادلوا في الاخطاء والتشويه الواردة في العمل والتي رفعته الى مصافي الاهمية التي لايستحقها موضوعا وفنا.
1160 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع