المعارك الرئيسية الاولى للسرب ١٠٦
انتهيت من المقال السابق ( مهممة قتالية للسرب 106 كمين لسمتيات الكيان الصهيوني في المنطقة الغربية ) المنشور في الكاردينيا بتاريخ 3 شباط 2018 بالعودة الى مقر السرب في مطار التاجي بعد تنفيذ الواجب المشار اليه وكانت مجموعة الواجبات في المنطقة الغربية فرصة جيدة لمعرفة حدود العراق الجنوبية الغربية وما شملها من تغييرات في ترسيم الحدود مع السعودية والاردن
منهج التدريب السنوي
بانتهاء عام 1982 كان طيارو السرب قد اكملوا تدريبهم على الطائرة BO105 والمباشرة بتنفيذ المنهاج السنوي للتدريب لعام 1983 المعد من قبل شعبة التدريب الجوي اضافة الى الواجبات التي يكلف بها السرب واستقبال الطيارين الجدد المنسبين الى السرب ويكون منهج تدريبهم خاص لا علاقة له بمنهاج التدريب السنوي .
يتضمن منهج التدريب السنوي تنفيذ التمارين العملية من خلال الطلعات الجوية ومحاضرات ارضية لادامة المعلومات العامة للطيران . حيث تنفذ يوميا بعد الانتهاء من الطيران لاهميتها لكل طياركي لا دامة المعلومات .
تم تخصيص يومي الاحد والاربعاء من كل اسبوع للطيران الليلي اضافة للنهاري , ويوم الجمعة ادامة عامة يتوقف الطيران التدريبي وكنت استغله في اغلب الاحيان لتنفيذ الطلعات الاستطلاعية لقاطع الفيلق الثاني المكلفين باسناده .
كنت قد ارسلت وحسب طلب شعبة التدريب المنهج السنوي للسرب لكون الطائرات جديدة , تم اعتماد المنهج مع زيادة عدد طلعات الرمي التشبيهي بتبرير ( نحن في حالة حرب ) مما اثار امتعاضي حينها . وخلال زيارة قام بها ممثل شعبة التدريب العقيد الطيار ( ع. ع. د ) وممثل شعبة الحركات الرائد الطيار الركن ( ا.ع.ا ) , قلت لهم لا يحق لمن ( يجلس تحت المكيفات في المكاتب ) ويسمع بالمعارك من خلال ( صور من المعركة ) ان ينبهني باننا في حالة حرب ويغير بالمنهج الذي انا اعلم من غيري بمفردات التدريب الخاص بطائرة حديثة ! .مما اثار امتعاض ممثل شعبة التدريب, موجها اللوم لي ممثل الحركات والذي تربطني به صداقة طويلة لطريقة كلامي واثار ذلك امتعاض ممثل شعبة التدريب ولكنه لاذ بالصمت ( واضمر استياءه وافصح عنه في حادثة اخرى سيأتي الحديث عنها في مقالة لاحقة وحسب السياق الزمني للمقالات)
يوم 4شباط/ فبراير 1983 كلفت باستطلاع المنطقة الغربية من النباعي ووادي حوران الى الرطبة ذهابا وايابا مع التزود بالوقد من شقة النزول في محطة ضخ النفط في منطقة T1 قرب القائم صاحبني فيها الشهيد العقيد الملاح حامد العبود وكنت استغل مثل هذه الواجبات كتدريب عملي على جهاز الملاحة .
معركة الشيب 7 شباط 1983
فجر يوم 7 شباط تعرض العدو على قطعات الفرقة الاولى في قاطع عمليات الفيلق الرابع في منطقة الشيب واطلق عليها اسم ( فجر النصر ) لاجل عزل مدينة العمارة عن البصرة والكوت بعد السيطرة على الطريق العام الرابط بين تلك المحافظات .
كات الاوامر تشير الى قيام جناح طيران الجيش الرابع باسناد الفيلق الرابع وكانت تتواجد مفرزة من السرب 106 متكونة من طائرتي B0105 متواجدة بشكل دائمي في الجناح الرابع فلا حاجة لتعزيز المفرزه بطائرات اخرى , كما لم يصدر امر من شعبة الحركات بتعزيز المفرزة ,اتصل بي المقدم الطيار ( ع. م.ش) المنسوب للسرب والذي كان يقضي اجازته في مدينته ( البصرة ) وطلب مني قطع اجازته والالتحاق الى العمارة لتعزيز عدد الطيارين ( فكما اسلفت ونتيجة لقلة عدد الطيارين سمح لنا بتنفيذ الواجبات بطيار واحد بدلا من طيارين اثنين طاقم الطائرة ) وفعلا التحق صباح ذلك اليوم وعزز عدد الطيارين ( موقف مشرف ) , تواجدت في السرب لغاية المغرب وبعد تعيين اولويات الواجبات المحتملة تركت المطار الى بيتي والذي لم اغادره تحسبا للطوارىء, استمعت ليلا الى الاذاعات الاجنبية كما هو معتاد لمتابعة الاخبار وانتبهت الى خبر عن الاذاعة الايرانية ( البيان الرسمي العسكري ) بان قواتهم استطاعت احتلال مخفر ( الحلفاية ) في قاطع الشيب وتم قتل واسر القوة المدافعة وهم ( قاطع للجيش الشعبي ) .
شقيقي الاكبر كان معاون آمر القاطع الشعبي ومقره في مخفر الحلفاية و هذاالقاطع يتكون من متطوعين ( من القطر السوداني ) وكان شقيقي حينها متواجد في المخفر ( غير مجاز ) , قلقت جدا على مصيره ولم اخبر احدا بالحادث .
التحقت صباح اليوم التالي 8 شباط 1983 الى السرب واتصلت بشعبة الحركات طالبا تعزيز مفرزة العمارة بالطائرات والطيارين لاكمال طواقم الطائرات من الطيارين , حصلت الموافقة على ان يكون التعزيز بطائرتين احداهما طائرة اسعاف . قررت ان اكون احد الطيارين الملحقين لمفرزة العمارة لاهمية الموقف عليه تم اصطحاب الطيارين والنزول في مستشفى الرشيد العسكري لاكمال الطاقم الطبي والتوجه الى مطار الميمونه في العمارة ( ميسان ) , علمت بتواجد الجهد الجوي في مخفر الشيب ( الفرقة الاولى ) .
وصلت الى مخفر الشيب وفور هبوطي شاهدت العميد الركن ( غازي العمر ) رئيس اركان الجيش الشعبي قرب شقة النزول , استفسرت منه عن قاطع الجيش الشعبي في مخفر الحلفاية , اجابني بانهم بخير وصامدين في مواضعهم الدفاعية , اخبرته بما سمعته امس من احتلال وقتل واسر منتسبي القاطع , فكذب الخبر وانه قام قبل قليل بزيارة القاطع وهم يمعنويات عالية . اخبرته باسم شقيقي و طلبت منه الوصول اليهم فامر سائق عجلته الخاصة بنقلي الى مقر القاطع , توجهت الى مقر القاطع وفاجأتهم بدخولي الى موضعهم وكانوا يلعبون ( دومنة ) وكان لقاء" جميلا واخبرتهم بما علمته , وبعد استضافة قصيرة ودعتهم وعدت الى مخفر الشيب بعد ان اطمأنت وزال قلقي ( وهي حالة انسانية مشروعة ) . التقيت بمنتسبي السرب طيارين وفنيين واوجزوني بفعالياتهم ليوم امس واليوم وشرح سريع عن ساحة العمليات . (اعتادت ايران بالكذب في معظم بياناتها العسكرية لشحذ همم مقاتليها ولتطمي الداخل الايراني ).
توجهت فورا الى غرفة حركات الفرقة الاولى والتحقت بضابط ركن جناح طيران الجيش الرابع المنقول حديثا الرائد الطيار الركن ( ا.ع.ا ) , واخذت مكاني بجانبه وكانت المرة الاولى التي اشاهد فيها قائد الفرقة الاولى حينها العميد الركن سلطان هاشم احمد وكان يدير المعركة بهدوء وثقة عالية لم الاحظها سابقا او لاحقا مع من التقيتهم من قادة الفرق . قمت باول طلعة قتالية لقاطع العمليات بعد ظهر ذلك اليوم لاستطلاع المنطقة دون معالجة اهداف معادية بعد تقهقر العدو لخارج مديات اسلحتنا . وتم ايجازي وبشكل مفصل من قبل قائد طائرة الغزال ( رقم 2 بالتشكيل ) . عدنا وبقية التشكيلات بعد كتابة تقرير المهمة الى مطار الميمونه .
صباح اليوم التالي 9 شباط توجهت التشكيلات من طائرات ( BO والغزال ومي 25 ومي 8 ) الى الشيب لتكون جاهزة لتنفيذ الواجبات التي تكلف بها .
من خلال برقيات القطعات الامامية تبين وجود تحشدات معادية في المنطقة , تم تكليف طيران الجيش بالاستطلاع والمراقبة ومعالجة الاهداف التي تكون ضمن مدياتنا او ما يمكن الوصول اليها وتم تنفيذ الواجبات وبشكل مستمر طيلة نهار ذلك اليوم . قبل غروب ذلك اليوم قمت باخر طلعة بصحبة طائرة غزال المزودة بمسددة ( تكبر الهدف ) ولاحظنا تعزيزات وتحشد كبير ومستمر لقطعات العدو وكانت نقطة الدلالة للتحشد غابة صغيرة تحاول قطعات العدو اتخاذها منطقة لستر التحشد , اوجزت غرفة حركات الفرقة بما شاهدته مع التفصيل في تقرير المهمة وعادت التشكيلات الى مطار الميمونه في ( العمارة ).
فجر يوم 10 شباط /فبراير توجهت التشكيلات الى الشيب بعد ايجازنا بتعرض كبير للعدو على قطعات الفرقة الاولى وتمكن من اختراق دفاعات بعض الوحدات في القاطع , عند وصولنا الى الشيب كانت الاخبار جيدة جدا فقد قامت قطعات الفرقة الثالثة بقيادة العميد الركن حسين رشيد بالهجوم المقابل وعزلت قوات العدو التي تمكنت من اختراق مواضعنا الدفاعية وطرد العدو من جميع مواضعنا , ووقع في الاسر اعداد كبيرة من القوات المعادية . وقد انتهت المعركة قبل وصولنا وكان محور هجوم العدو من المكان الذي تمت الاشارة له من اخر استطلاع قمت به واشرت مكان التحشد المعادي .
ذهبت لمشاهدة اسرى العدو وكان عددهم كبير واغلبهم من اعمار المراهقة واقل وكانت اثار المعركة بادية عليهم ( تأسفت لمنظرهم وحالتهم ولعنت من ارسلهم لهذه المهمة ) .
لم نكلف بواجبات قتالية لذلك اليوم سوى طلعات استطلاعية لعدم وجود اية اهداف معادية بعد الاندحار والخسائر الكبيرة التي لحقت بهم .
بقيت للايام 11و12 و13 في مطار الميمونة لعدم الحاجة لوجودي في الشيب بعد استقرار الموقف .
عدت يوم 14 شباط الى مقر السرب في التاجي مع باقي طائرات التعزيز وبقاء المفرزة الاصلية .
وبذلك انتهت اول معركة شارك بها السرب وبهذا الزخم . نال جميع الطيارين المشاركين
بهذه المعركة وعدد من الوحدات الارضية ( نوط الشجاعة ) وكان هذا نوط الشجاعة الاول الذي اناله , وسيكون تقليد الانواط لاحقا عند صدور المرسوم الجمهوري الخاص بالتكريم .
استمرت فعاليات السرب الاعتيادية بعد انتهاء هذا الواجب .
المدفع الرشاش 20 ملم
22 شباط 1983 اعيد فحص المدفع 20 ملم بعد ما قامت الشركة بمعالجة العطلات التي حدثت في التجارب السابقة .
تم الفحص العملي في ميدان رمي الشقة 37 التابعة لقاعدة تموز الجوية في منطقة ( هيت ) وبحضور اللجنة المذكورة في التجارب السابقة , وتمت التجربة من قبلي والمدرب الالماني ( نوربرت ) وخلال الرمي تكرر التوقف مع اتساع في فوهة المدفع مما يعني عدم صلاحية السلاح ولا يمكن استلامه . عادت اللجنة الى مقر مديرية طيران الجيش وتمت مناقشة ممثلي الشركة وكما علمت لاحقا بان شعبة الهندسة اعطت الشركة الفرصة الاخيرة لتلافي العطلات و مهلة زمنية معينة لتلافي العطلات وبعدها يكون القرار بالموافقة على استلام المدفع .
منذ بداية تشكيل السرب كنت اقوم باستلام الطائرات بعد فحصها والقيام بتجارب الرمي باي منظومة اسلحة مجهزة بها الطائرة او التي يجري تحوير المنظومات لحملها على الطائرة وبشكل عملي في ميدان الرمي لاكون على اطلاع على السلاح وكذلك تحمل خطورة ما يمكن ان يحدث خلال الرمي وهو ما حصل لاحقا سيأتي تناوله حسب التسلسل الزمني , ولم اكلف اي طيار بهذه المهمة لاكون مسؤول عما يمكن حدوثه مستقبلا .
تجربة الرمي الليلي
يوم 1 اذار/ مارس 1983 اجريت تجربة الرمي الليلي وللمرة الاولى في طيران الجيش في ميدان رمي العزيزية وبحضور مدير طيران الجيش وعدد من مدراء الشعب والمختصين , وبعد اتخاذ كافة الاجراءات وعند التنفيذ وكانت الطائرة بقيادتي والرائد الطيار ( ي. ن. ع ) كطيار ثاني عطلت منظومة انارة لوحة الالات ولاجل استمرار التجربة اوعزت للطيار الثاني باستخدام
المصباح اليدوي ( اللايت ) الذي نحمله عادة في الطيران الليلي لاجل اضاءة لوحة الالات ومنظومة الرمي وتم ذلك وتجنبنا فشل التجربة ولاجل تلافي العمى الوقتي الذي يحصل نتيجة اطلاق الصواريخ طلبت من الطيار الثاني باغلاق عينيه خلال الرمي واستلام القيادة مني حال انتهاء الرمي . وكانت تجربة ناجحة وتمت الاشادة بالنتيجة .
يوم 5 اذار استلمت طائرة تم اكمال تجهيزها في المطار الدولي وبرفقة المدرب الالماني ( نوربرت ) الذي قام باجراء السياقات المعتمدة الكاملة لفحص الاستلام وعدنا بها الى التاجي .
واجب في المنطقة الجنوبية الغربية ( عرعر )
يوم 6اذار ابلغني مدير الحركات العميد الطيار محمد عبدالله بوجود واجب خاص في منطقة النخيب وعرعر يوم غد 7اذار على ان اكون انا المنفذ للواجب ويكون تواجدي صباحا في المطار الدولي , تواجدت صباح يوم 7 اذار في المطار الدولي ووجدت العقيد الملاح الشهيد حامد عبود والمخرج السينمائي محمد شكري جميل بانتظاري , تم ايجازي بالواجب وهو استطلاع الحدود الجنوبية من عرعر وباتجاه الغرب ليتمكن المخرج محمد شكري من الاطلاع على المنطقة لانتاج فلم ( اليرموك ) وتحديد خط مسير القائد خالد بن الوليد الذي سلكه للوصول الى اليرموك في الشام واختصار زمن الرحلة ومفاجأة العدو وحسم المعركة لصالح لجيش العربي , وبعد تأشير الاحداثيات على الخريطة وتغذية جهاز الملاحة ( الدوبلر) توجهنا الى النخيب وهبطنا في شقة النزول للتزود بالوقود وكنا بضيافة معسكر للدفاع الجوي . وبعد استراحة قصيرة اقلعنا باتجاه عرعر ثم التوجه غربا الى الحدود العراقية السعودية الاردنية والعودة باتجاه الشرق الى منطقة ( شبجة ) وكان المخرج محمود شكري يدون ملاحظاته .
لفت انتباهي وجود عدد من المخافر الحدودية متروكة ( مهدمة ) واخرى حديثة البناء وعلى طول الحدود الجنوبية , عدنا بعدها الى النخيب للتزود بالوقود والاستفسار عن المخافر فاخبرونا بانها خربت وبنيت الجديدة نتيجة ترسيم الحدود وجعلها مستقيمة وتقسيم منطقة الحياد ( البقلاوة ) . استفدت كثيرا من هذا الواجب للاطلاع على مناطق جديدة للوطن لم يتسنٌ للكثير الاطلاع عليها , وكذلك زيادة الثقة بجهاز الملاحة لعدم وجود نقاط دالة في الصحراء مما يجعل المهمة صعبة . عدنا بعد الانتهاء من الواجب الى المطار الدولي ثم الى التاجي .
التكريم بنوط الشجاعة الاول
كنت قد نويت التمتع باجازة قصيرة اقضيها مع عائلتي في المدينة السياحية في الحبانية بعد انتهاء الدوام الرسمي ليوم الجمعة 11 اذار 1983 , مساء الخميس 10 اذار تبلغت بواسطة الهاتف بالتواجد غدا مبكرا في التاجي والتنقل الى مطار الميمونة بواسطة طائرة مي8 وتكون القيافة ( خارجي ) مع اصطحاب بدلة طيران !
توجهت مع عدد من الطيارين الى مطار الميمونة وتبلغنا بان مراسيم تقليدنا انواط الشجاعة ستجري في مدينة العمارة قبل ظهر ذلك اليوم وتكون القيافة بدلة الطيران , التحق بنا عدد من ضباط القطعات الارضية قادة فرق وامري الوية وافواج قسم منهم من دورتي في الكلية العسكرية ومن زملائي في كتيبة الدبابات الخامسة وعدد من الذين عملنا سوية في حركات الشمال ودورات الدروع فكان لقاءٌ جميلا بعد فراق طويل . وصلنا الى قاعة ( جملون ) في مدينة العمارة وبعد اجراءات التفتيش الروتينية دخلنا القاعة , وتم تنظيم جلوسنا حسب القدم العسكري . بعد دخول الرئيس صدام حسين واعضاء القيدة بدأت تلاوة المراسيم الجمهورية بمنحنا نوط الشجاعة عن معركة الشيب في الشهر الماضي . عند تقليدي للنوط وفي بداية الحرب كان النوط يعلق بواسطة ( دبوس ) و تاخذ مدة التعليق وقتا , فكان تعليق الرئيس خلال تثبيت النوط ( اتمنى لو كانت طائرتك مدرعة ) اجبته وبشكل عفوي بانني امتلك درعين! اشرت الى رأسي بمعنى استيعاب السلاح والتفكير في استخدامه والثاني وضعت يدي على صدري بمعنى الاقدام والايمان بعدالة قضيتنا والثقة بالنفس . ابتسم واكمل تعليق الانواط للاخرين .
بعد الانتهاء طلب الرئيس بان يقوم ضابط من كل وحدة بالكلام امام القيادة , اشرت الى احد منتسبي السرب المرحوم ( النقيب ياسين جاسم العبود) بتمثيل السرب في الكلام . ولكن المفاجأة كانت عندما وصل الدور الى السرب طلب الرئيس بان يتحدث آمر السرب !! اصبحت بموقف محرج فلم اكون مهيأ لمثل هذا الموقف ولم أهيء اي موضوع للتحدث به . تقدمت الى المكان المخصص ويبعد حوالي 10 متر وخلال مسيري بدأت افكر كيف سأقف وكيف ابدأ الكلام واين سأضع يدي وهل وقوفي بالاستعداد او غيره واختيار الموضوع للتحدث به فكانت لحظات محرجة جدا وانا سأقف امام القيادة وامام الكاميرات التي ستنقل ما اقوله الى المشاهدين فكان موقف صعب جدا . اديت التحية وتقديم رتبتي واسمي ومنصبي حسب السياقات بدأت بالكلام حول تشكيل السرب حديثا وهذه اول معركة كبيرة نشارك بها واندفاع منتسبي السرب ( لا حظ الرئيس ارتباكي ) ولاجل التخفيف تداخل وقال بان القادة أخذو يتفهمون طبيعة عملكم ولم يعودوا يزجونكم بمواقف وواجبات خارج امكانياتكم ومحدودياتكم كما كان يحث في بداية الحرب . كانت هذه الكلمات لها تأثيرها فتجاوزت ارتباكي واكملت الحديث بثقة لحين الانتهاء . وعند استفساري بعد ذلك عن طبيعة ادائي فكان الجواب جيد جدا . وهو ما لاحظته خلال مشاهدتي للمراسيم بعد نقلها مساء ذلك اليوم في التلفزيون .
عدنا عصر ذلك اليوم الى بغداد ثم توجهت كما نوهت الى الحبانية بعد ان اوصيت اهلي بتسجيل اللقاء بشريط ( فديو ) . مع ملاحظة بان هدية النوط هي ( مظروف يحتوي مبلغ 500 دينار ) وهو مبلغ محترم حينها مع ساعة يدوية تحتوي على صورة الرئيس لا زلت احتفظ بها مع ساعات اخريات في مناسبات اخرى . مع وثيقة تأمين على الحياة وسيارة ( برازيلي ) تستلم عندما يحين الدور . جاء مبلغ ال500 دينار في وقته الملائم غطى مصاريف ولادة طفلتي وهدية الولادة وصدق المثل ( المولود يأتي ورزقه معه ) .
في يوم 1نيسان /ابريل كلفت باستطلاع وادي حوران ولغاية الرطبة بداية من مطار حديثة لكشف اية اختراقات من قبل العدو الصهيوني وكان بصحبتي النقيب الطيار الشهيد محمود راضي جعفر .
معركة الفكة والطيب
تعرض العدو على قطعاتنا في قاطعي الفكة والطيب ( ميسان ) الفرقة الاولى ليلة 10/ 11 نيسان/ابريل بعملية تحت عنوان ( والفجر2 ) وتمكن من السيطرة على بعض المرتفعات الحدودية . القاطع ضمن مسؤولية جناح طيران الجيش الرابع وتتواجد مفرزة دائمية للسرب 106 تتكون من طائرتين في الجناح الرابع اشتركت في المعركة منذ الساعات الاولى لذلك اليوم , كلف السرب بتعزيز المفرزة ب4 طائرات للاشتراك بالمعركة , قدت التشكيل صباح ذلك اليوم الى مطار الميمونة وبعد الايجاز توجهت وبتشكيل من طائرتين مع بقاء طائرتين في الميمونة الى مقر الفرقة الاولى في الفكة , وطيلة نهار ذلك اليوم تمت مشاغلة العدو امام اللواءين 108 و 51 اللذين يتعرضان لهجوم واسع ومستمر من قبل العدو , بعد ان تمكن من الاستيلاء على مرتفعات حدودية ضمن مسؤولية اللواءين المذكورين , واستمرينا بالتعرض على قطعات العدو دون توقف في منطقة وعرة جدا جعلت عملية المشاغلة صعبة جدا مما اضطر امري الالوية بتوجيهنا نحو الاهداف من مراصد متقدمة عبر جهاز اللاسكي ( المجس الجوي ) وكان التركيز على الصواريخ الحرة المضادة للاشخاص بسبب طبيعة الارض .
يوم 12 نيسان استمرت الطلعات لاسناد قطعاتنا وبالاسلوب ذاته وعلى جبهتي اللواءين المذكورين وبشكل مكثف لمنع العدو من تعزيز مواقعه او التعرض على قطعاتنا ولحين اكمال التحضيرات للهجوم المقابل
تواصل اسناد قطعاتنا ليوم 13 نيسان دون توقف رغم وعورة المنطقة وصعوبة ادامة الرؤيا مع الهدف و ظهر ذلك اليوم اصيبت احدى طائرات السرب 106 باصابة مباشرة وكانت بقيادة الملازم الاول الطيار ( ر.ي.ي ) وتمكن الطيار من السيطرة على طائرته لحين وصوله الى مقر الفرقة الاولى , وعند فحص الطائرة تبين ان الاصابة كانت في صندوق تغيير السرعة ( الكير ) للمروحة الخلفية واختراق الاطلاقات الصندوق ادى الى فقدان الزيت في الصندوق. وعند حساب الزمن من وقت الاصابة لحين اطفاء الطائرة فكان اكثر من 20 دقيقة وهذا خارج المحدوديات لامكانية استمرار الطيران لكون احتكاك المسننات تؤدي الى تحطمها نتيجة فقدان الزيت وارتفاع درجة الحرارة ..
طلبنا من مقر السرب تزويدنا بصندوق جديد وعلم المهندس الاسكتلندي ( روبرت ) المتواجد في مقر السرب بالحادث وتفاصيله فلم يصدق الحادث لتجاوز مدة الطيران بصندوق خالي من الزيت المحدودية وكان من المفترض تحطمه فطلب عدم قيام الطائرة باي واجب لحين قيامه بفحصها شخصيا وفعلا وصل مع مفرزة التصليح وقام وبصحبة مهندس السرب بالفحص المطلوب للطائرة وتبديل الصندوق المصاب بآخر جديد واصبحت الطائرة جاهزة للطيران . طلب المهندس الاسكتلندي ان يحصل على الصندوق المصاب وارساله الى المصنع في المانيا لاجراء الفحوصات وتقرير نسبة الاضرار و تعويضنا بصندوق جديد وما نطلبه اضافة للصندوق مقابل حصول الشركة على الصندوق المصاب ليمكنهم اجراء التجارب بشكل عملي تستفيد الشركة في تغيير المحدوديات بشكل عملي! اخبرته بان هذا من صلاحية شعبة الهندسة و التي يمكن التنسيق معها . استمرت واجباتنا لغاية المغرب والعودة الى مطار الميمونة .
شعرت بان المعركة قد تطول ولذلك التقيت بطياري المفرزة لاجل تنسيق لااجازات كي لا تتراكم وخيرتهم بمن يريد التمتع بالاجازة اولا , رفض قسم من الطيارين التمتع بالاجازة واصروا على مواصلة المعركة لحين انتهائها وتمتع القسم الاخر بالاجازة .
استمرت واجباتنا التعرضية ليوم 14 نيسان لغاية المغرب مع تكامل وصول الفرقة المدرعة الثالثةالمكلفة بواجب الهجوم المقابل فجر اليوم التالي.
مع فجر يوم 15 نيسان كان تواجدنا في مقر الفرقة الثالثة حيث تقدمت دباباتها من الفكة باتجاه الشمال وعلى الضفة الشرقية لنهر ( دويريج ) وتمكنت من ازاحة العدو من الضفة الشرقية للنهر . تم التنسيق مع الفرقة بان تقوم طائراتنا بتأمين الضفة الغربية للنهر ومنع العدو من التدخل وتدمير قواته في الضفة الغربية .
وبحضور ممثل شعبة الحركات المقدم الطيار الركن ( ر. م .ش ) تم تنفيذ الواجب كما يلي :
- تشكيل مضلة جوية دائمية من طائرتين مرافقة للقطعات المتقدمة لتأمين الضفة الغربية للنهر ومنع العدو من التأثير على قواتنا المتقدمة باتجاه الشمال ومعالجة اية اهداف تظهر امام قواتنا المتقدمة وتكون مدة تواجدالتشكيل لمدة 15 دقيقة فقط ينسحب بعدها.
- تشكيل اخر يكون في منطقة انتظار معينة تتناسب مع تقدم القطعات يكون على استعداد للتدخل وتعزيز التشكيل المرافق لقطعاتنا عند الحاجة ويحل محل التشكيل الاول عند انسحابه بعد انتهاء المدة المقررة
- تشكيل اخر يحل محل التشكيل الثاني وبنفس الواجب المشار اليه
- تشكيل اخر يقلع من مقر الفرقة ليحل محل التشكيل الذي قبله .
- تتواجد بقية الطائرات في مقر الفرقة لتلبية المتطلبات التي قد تحدث خلال العملية
وبذلك يتم تأمين اسناد كامل لحين الانتهاء من الواجب .
استمر تقدم الفرقة الثالثة ولحين طرد العدو من الاراضي التي تمكن من الاستيلاء عليها في بداية تعرضه واكمل الواجب عصر ذلك اليوم مع استمرار طلعاتنا الاستطلاعية والتدخل عند الضرورة .
بعد الجهد الكبير الذي بذلناه من عدد الطلعات اصابنا بالاجهاد غير ان الانتصار في المعركة وتحقيق الغاية شعرنا بالفرح وانساناما بذلناه من جهدوعدنا عند الغروب الى مطار الميمونة
تعطلت احدى طائرات السرب خلال رحلة العودة مما اضطر الطيار الى الهبوط بها في منطقة منعزلة , اخبرته بالبقاء وساعود اليه مع مفرزة تصليح بعد ان اشرت احداثيات منطقة الهبوط في جهاز الملاحة . اصطحبت مفرزة التصليح وعدت الى الطائرة العاطلة ليلا واستطعت الوصول باستخدام جهاز الملاحة والهبوط قرب الطائرة العاطلة ( كانت تلك اول عملية نزول خارج المطار وفي منطقة غير مهيأة ( غير مضاءة) فكانت تجربة جيدة اعطتني والطيار الثاني الذي كان معي ( الشهيد النقيب سحاب سيد وادي ) ثقة بامكانية النزول ليلا خارج المطار. وهذا النزول خارج المطار شجعني بادخاله تمرين في منهج الطيران الليلي زاولناه وبشكل تدريجي بعد الحصول على موافقة شعبتي التدريب والحركات .
توجهت طائراتنا يوم 16 نيسان الى الفرقة الاولى وكلفنا بمشاغلة العدو في قاطع اللواء 51 مع استمرار استطلاع ومراقبة الجبهة
17 نيسان كلفت طائرتي غزال فقط بالتواجد في الفرقة الاولى بعد حسم المعركة
اجتمع امر الجناح الرابع المرحوم العقيد الطيار ( باسل جرجيس ) بامري الاسراب وطلب تقديم اسماء الطيارين المشاركين بالمعركة لصدور امر بتكريمهم .وكما يلي :
- الطيارون المنفذون لاقل من 5 طلعات يتم تكريمهم ب6 شهور قدم لاغراض الترفيع
- الطيارون المنفذون 6 طلعات فاكثر يكون تكريمهم بنوط الشجاعة و6 شهور قدم لاغراض الترفيع
وهنا تكمن المفارقة فان منح القدم 6 شهور من صلاحية قائد الفيلق وتمتع بها فورا ( من تمتع بالاجازة ) .اما من رفض الاجازة وبقي الى نهاية المعركة فان التكريم يكون من صلاحية رئيس الجمهورية الذي لم يصدر الامر بالتكريم لا بالقدم ولا بنوط الشجاعة ! وهذا ما كان يحصل في مناسبات عديدة بسبب عدم وجود سياقات ثابتة في التكريم وانما تكون حسب المزاج !.
عدت عصر ذلك اليوم مع طائرات التعزيز الى مطار التاجي لنباشر فعالياتنا اليومية المعتادة .
منظومة التصوير الجوي
يوم 24 نيسان وبعد اتمام تهيئة منظومة التصوير الجوي وتركيبها على الطائرة وباشراف الجندي الاحتياط المهندس ( م . ع ) المسؤول عنها كما جاءفي مقال سابق تم اجراء طلعة تجريبية للتصوير الجوي وكانت التجربة ناجحة .
التحق الى السرب في الشهر ذاته المقدم الطيار ( ا. ق . م ) بمنصب معاون امر السرب وكنا بامس الحاجة لكل طيار ينسب للسرب وتم ادخاله لدورة تحويلية على الطائرة ليكون طيارا فعالا في السرب .
نهاية الشهر ذاته انتهى العقد مع المدربين الالمان ( نوربرت وهلموت ) ولم نستطيع توديعهم بالشكل اللائق لعدم حصول الموافقة الامنية !على دعوتهم في نادي ( العلوية ) , مما جعلني ادعوهم في داري ( رغم المنع ) وبتصرف فردي كان يمكن ان يؤدى الى المسائلة واالعقوبة , وبقي المدرب الالماني ( بالك ) المعار لنا من السرب الرئاسي .
واجب اضافي
يوم 15 مايس وصل تشكيل من طائرتي الويت3 العائدتين للسرب 30 ومقره مطار K1 في كركوك لاجل الاشتراك في تمرين تعبوي مع وحدات المدفعية وبقي طيار واحد وهو الملازم الاول الطيار ( ن .ا.ن ) وعاد الاخرون الى كركوك على ان يقوم طيارو السرب 106 الذين كانوا ينتسبون سابقا الى السرب 30 سابقا باعادة معلوماتهم على طائرة الالويت3 للاشتراك بالتمرين وكان هذا جهدا اضافيا على السرب وتم اجراء التمرين في شهر تموز .
لم تجر معارك كبيرة في شهري مايس وحزيران واستمر طياروالسرب بتنفيذ الواجبات المكلفين بها من خلال تواجدهم في المفارز الملحقة باجنحة طيران الجيش
يوم 16 حزيران قمت مع معاون امر السرب 105 الرئاسي طائرات (BO 105) من النوع المدني غير المسلحة الرائد الطيار ( ع. م.ع ) بممارسة الرمي الحقيقي للصواريخ ( سناب ) المضادة للاشخاص في ميدان رمي العزيزية لتهيئته لواجبات بالجبهة برفقة نجلي رئيس الجمهورية عدي وقصي خلال معارك قادمة وكما سيأتي في مقال قادم .
المدفع 20 ملم والتجربة النهائية
اعيد ت تجربة المدفع 20 ملم بالرمي الحقيقي في ميدان رمي العزيزية يوم 27 حزيران وبحضور ممثلي شعب طيران الجيش وقمت بالتجربة مع المدرب الالماني ( بالك ) , حصل توقف بالمدفع في الطلعة الاولى , وتم اصلاح التوقف على الارض وفي الطلعة الثانية تكرر التوقف , لذا تقرر ايقاف الفحص والقرار المبدئي على رفض المدفع . وتم تقديم تقرير مفصل حول التجارب التي جرت ونتائجها .
استدعيت في اليوم التالي الى شعبة الهندسة الجوية في مديرية طيران الجيش لمناقشة النتائج مع ممثلي الشركة ( البلجيكية )المصنعة للمدفع .
قبل الدخول الى قاعة الاجتماع تدارست مع مدير الهندسة العميد المهندس ( خ. أ ) مراحل ونتائج فحوصات الرمي الحقيقي التي قمت بها .
قدمت له مقترح برفض السلاح وتحمل الشركة المصنعة تكاليف التجارب التي اجريت عليه . لان الشركات عندما تقوم بمثل هذه التجارب تحسب كلفة التجارب وتحملها للطرف الاخر. وتحاسب اجور الاشخاص ( طيارين وفنيين ) وكذلك كلف التنقل واجور حجز ميدان الرمي وكلفة ساعات الطيران والوقود وغيرها من التكاليف والتي تجبرنا بتحمل تكاليفها عند الحساب النهائي . فوافقني على هذا المقترح .
عليه تم اطلاع ممثلي الشركة وايجازهم بمراحل الفحص وتكرار التوقفات رغم اعطائهم الفرصة لتلافيها دون ان يحدث اي تغيير , لذلك فاننا نرفض العرض نهائيا ونطالبكم بكافة مستحقات اجور الفحوصات . طلب ممثل الشركة منحه فرصة اخرى لتلافي العطلات واعادة الفحص . رفض مدير الهندسة الطلب وقام بانهاء الاجتماع واخبرهم وجود شركة فرنسية تنتظر لقاءه وان الشركات الفرنسية اكثر تعاون وجدية من شركتكم . وفعلا انهينا الاجتماع وغادرنا القاعة مع امتعاض ممثلي الشركة ,.
استدعيت يوم 30 حزيران الى شعبة الحركات في مديرية طيران الجيش ولقاء ضابط ركن اسلحة المديرية العقيد اسلحة ( ا . ع ) وطلب مني الموافقة على استلام المدافع. لم اوافق لوجود العطلات وقرار شعبة الهندسة , وقال لي ستستلمها حتما! ووضع امامي كتاب مديرية طيران الجيش المرسل الى وزارة الدفاع حول رفض شراء المدفع بسبب العطلات التي حصلت . وقرأت تعليق السيد وزير الدفاع الشهيد ( عدنان خير الله ) على الكتاب ونصها ( يستلم المدفع والف عين لاجل عين تكرم ) ! فاطعت الامر وقلبت ورقة الكتاب ودونت على ظهر الكتاب ( تم استلام المدفع بناء لامر السيد وزير الدفاع ) ودونت كافة التوقفات والعطلات التي حدثت خلال تجارب الرمي . كي ابرىء ذمتي وتحسبا للمستقبل ( مستذكرا فضيحة الاسلحة الفاسدة في مصر خلال حرب 1948 مع محتلي فلسطين ) .
في اليوم ذاته وصل كتاب وزارة الدفاع الى مديرية طيران الجيش بنقل مدير شعبة الهندسة الجوية العميد المهندس ( خ . أ ) الى خارج مديرية طيران الجيش وتنسيب مدير جديد بالوكالة!!
في بداية شهر تموز استدعاني مدير شعبة الحركات العميد الطيار محمد عبدالله وابلغني بتهيئة جواز سفري ومهندس السرب الرائد المهندس ( و. ا ) لمرافقة تاجر السلاح ( سركيس ) وبطائرته الخاصة الى الولايات المتحدة الامريكية لاجل الراحة والترفيه !! لم افهم بان مثل هذه الرحلات لا تحتاج الى تجديد الجواز لذلك لم استطع تجديد الجواز ولم نرافق تاجر السلاح في تلك الرحلة , ولم أفهم يومها دوافع هذا الامر !
نهاية شهر حزيران 1983 شن العدو وبدلالة ادلاء الخيانة تعرضا على محور حاج عمران راوندوز وتمكن من احتلال حاج عمران ورايات وقمة كردمند المطله على قصية جومان وعلى جانبي الطريق الواصل الى حوض ديانة , وجرت معارك طاحنه لاجل طرد العدو , وهو ما سيكون بداية مقالي القادم للنصف الثاني من عام 1983 ان شاء الله تعالى .
793 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع